مصر بين الأزمات والتحديات …. تستطيع ، الشباب ، آمال أم آلام ؟! ( الجزء السادس ) – جريدة اخر الاسبوع

مصر بين الأزمات والتحديات …. تستطيع ، الشباب ، آمال أم آلام ؟! ( الجزء السادس )

 

  مصر بين الأزمات والتحديات …. تستطيع ، الشباب ، آمال أم آلام ؟! ( الجزء السادس )

بقلم تامر محمد حسين

رئيس قسم المحافظات

هم أحد كنوز الحياة وبريقها الامع في سماء الأحلام وتحقيق الأمنيات ، إنهم الشباب ، تلك القوة التي لابد من استغلالها وتنميتها على جميع الأصعدة وفي كل المجالات . فللشباب دور فعال في تنمية المجتمعات وبنائها وهي المقياس الحقيقي لأي مجتمع ، وليس غريبا اعتبارهم عماد أي أمة وسر نهضتها ؛ ولذا الواجب الاهتمام بهم ورعايتهم والحرص على مشاركتهم في عمليات التخطيط والتنفيذ لبناء مجتمع ذو قيمة يستطيع بذلك بناء حضارة ذات قيمة . ولقد تنبه إلى ذلك العالم المتقدم فحرص كل الحرص على مشاركة شبابه ووضعهم في ميادين الخدمات المؤسسية والمجتمعية ذات الفاعلية والإنتاجية الكبيرة والتى لا حصر لها. ولما كانت مصر ذو أهمية لدول ذات أطماع مختلفة ، حرصوا _ وما زالوا _ على محاولة إفساد تلك القيمة الناصعة والفريدة عن غيرها من شباب العالم ، فهم لا يهدأ لهم بالا ولا فكرا في إيجاد كل ما هو ضار ومفسد لعقول وثقافة هذا الشباب الناضج. وياللأسف بعض ممن ينتسبون للوطنية _ بزعمهم _ هم مشاركون فاعليون لتخريب العقول ، وإفساد الأخلاق ، ولا سيما باستغلال إعلام هابط ، ومواقع فاسدة ، وتيسير كل ما كان سببا في فساد الأخلاق وضياع هيبة الإنسانية . لا ينفك هذا الإعلام المتسلط يبث فواحش المجتمعات الأخرى ؛ لينغمس الشباب في شهواتهم ولهوهم ، وانعدام تفكيرهم وتضليلهم. وليس الإعلام وحده مشاركا في هذا الفساد الأخلاقي _ وإن كان عاملا أساسيا _ ولكن للأسرة والمجتمع المحيط بهؤلاء الشباب تأثير قوي وواضح وفعال في تنشئة هذا الشاب إما أن يكون صالحا لنفسه ومجتمعه ، وإما أن يكون طالحا لنفسه ولغيره . والأثر الأكبر في تنظيم سلوكيات الإنسان وأخلاقياته هو الدين ، والوسطية المعتدلة فيه ، دون تشديد أو تسيب ، وليس هذا إشارة إلى الإنعزال أو الانفصال عن غير المنتمين لنفس الدين الذي تنتمي إليه ، بل إن الدين أساسه المشاركة والتعاون والمحبة بين الناس جميعا بالسلام والإحسان. ومصر _ خاصة _ لا تعرف على مدى تاريخها الطويل العنصرية ولا الانفصالية ولا الانعزالية عن فئة دونها ، فهى حاضنة الأطياف والأديان والثقافات المختلفة ؛ تلكم هى مهد الحضارات وموطن الرسالات ، والأمان لكل من لجأ إليها من الصراعات والويلات . والشباب المصري له دور هام في الحياة السياسية والمجتمعية الخدمية في مصر، كذلك والاقتصادية والثقافية العلمية وغير ذلك من المجالات العملية والبحثية والفكرية ، بما يعطي الأمل لظهور مجتمع عاقل ومتطور يحب وطنه وينتمي إليه بكل حب وإخلاص. وانطلاقا من أهمية الشباب وقيمتهم في مجتمعهم ، حرص رئيس الجمهورية على الاهتمام ورعاية الشباب ، الذين كانوا مهمشين لا يعرفون شيئا حتى عن أنفسهم ؛ خوفا ورهبة من البطش السياسي آنذاك. وللشباب دور اقتصادي ؛ إذ أنهم قوة اقتصادية كبيرة يمكن استغلالها في التنمية الشاملة وفي جميع القطاعات ؛ فهم اللبنة الأولى والتي تقام عليها المجتمعات المتقدمة والقوية ، فضلا عن ثقافتهم في كيفية التعامل مع الآخر.

Please follow and like us:
Pin Share
اترك رد
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email