صلة الرحم وعقوق والوالدين في القران والسنه – جريدة اخر الاسبوع

صلة الرحم وعقوق والوالدين في القران والسنه

صلة الرحم وعقوق والوالدين في القران والسنه

كتبت / صباح عبد الراضي رفاعي

قوله تعالى: «وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ». وقوله تعالى: «وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ».

أما الأرحام إصطلاحاً فهي صلة الرحم في الإصطلاح الشرعي و لفظ ذو رحم يطلق على كل من تجمعه بك صلة قرابة

{الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}، [٧] يقول الطبري: إنّ المراد بقطع ما أمر الله به أن يوصل أي قطيعة الرحم، ومعناها ترك ما ألزم الله -تعالى- به عباده

قال النووي رحمه الله تعالى: “صلة الرَّحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب الواصل والموصول؛ فتارة تكون بالمال، وتارة تكون بالخدمة،

﴿ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾

لأسباب؛ برّ الوالدين، وصلة الرحم، كل ذلك من أسباب البسط في الأجل، كما في الحديث: لا يزيدُ في العمرِ إلا البرُّ، مَن أحبَّ أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أجله؛ فليصل رحمه؛ فصلة الرحم وبرّ الوالدين من أسباب طول العمر

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح العقيدة السفارينية-
قال قول النبي عليه الصلاة والسلام ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) حفظ
الشيخ : فإن قال قائل: بماذا تجيبون عن قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) فجعل صلة الرحم سبباً لبسط الرزق وللتأخير في الأثر؟ ماذا تجيبون ؟

نجيب : نقول قول النبي صلى الله عليه وسلم حق، وصلة الرحم من أسبابه من أسباب طول العمر، ومن أسباب سعة الرزق، وإذا قدر أن الإنسان وصل رحمه علمنا أنه فعل السبب الذي يكون به طول العمر وسعة الرزق، ولا يختلف هذا عن قوله تعالى فيمن عمل صالحاً بأنه يدخل الجنة، لا يختلف، لأننا نعلم أنه متى فعل السبب وجد المسبب، وإذا لم يفعله لم يوجد المسبب.

هذا الرجل إذا لم يصل رحمه لم يطل عمره ولم يُبسط له في رزقه لأنه لم يفعل السبب، لكن إذا وصل رحِمه طال عُمره واتسع رزقه، ونعلم أن هذا الرجل قد كُتب أصلاً عند الله بأنه وصول لرحمه، وعمره ينتهي في الوقت الفلاني، ورزقه يكون إلى الساعة الفلانية، ونعلم أن الرجل الآخر لم يكتب أن يصل رحمه، فكتب رزقه مضيقاً، وكتب عمره قاصراً من الأصل، ليس فيه شيء يزيد وينقص عن الذي كتب في الأزل.

إذن ما الفائدة من قول الرسول عليه الصلاة هذا الكلام؟
نقول: الفائدة من ذلك الحث إيش؟ على صلة الرحم، الحث على صلة الرحم، وإذا كان الله قد كتب هذا الرجل وصولاً لرحمه سيصل رحمه، لكن كتابة الله سبحانه وتعالى لهذا الرجل أن يكون وصولاً للرحم أمر مجهول لنا لا نعلمه، الأمر الذي بأيدينا هو أن نعمل، وما وراء ذلك فهو عند الله عز وجل.

وبهذا التقرير نسلم من قول من قال من العلماء : إن المراد بطول العمر البركة فيه، والمراد بسعة الرزق، ( يبسط له في رزقه ) أي في البركة، لأنهم لو قالوا هذا القول ما أجدى عنهم شيئاً كيف؟ لأن البركة أيضاً وجودها كطول العمر، ونزعها كقصر العمر، نفس الشيء، إن كان الله قد كتب أن يكون عمرك مباركاً كان مباركاً، وإن كان الله قد كُتب أنه غير مبارك صار غير مبارك، وكذلك الرزق إن كان الله قد كتبه مباركاً كان مباركاً، وإن لم يكن كتبه مباركاً لم يكن مباركاً، فالمسألة هي هي، هم فروا من شيء ووقعوا فيه، لأن كل شيء مقدر، بركة المال وبركة العمر، وبسط الرزق وطول العمر، كله مكتوب.
والمهم أن الذين قالوا هذا القول قولهم غير صحيح.

كذلك أيضاً الذين قالوا: إن للإنسان عمرين عمراً إن وصل، وعمراً إن قطع، ورزقين، رزقاً إن وصل، ورزقاً إن قطع، هذا أيضاً غير صحيح، لأن هذا يؤدي إلى أن يكون الله تعالى غير عالم بالمآل، وهذا خطأ، نحن نقول: إن الله عالم بالمآل، عالم بأن هذا يصل ويطول عمره ويبسط له في رزقه، وهذا لا يصل فيقصر عمره وينقص رزقه، هذا عند الله معلوم، وهو شيء واحد ما يتغير، لكنه عندنا غير معلوم، ولهذا حثنا الرسول عليه الصلاة والسلام على أن نصل الرحم.

ونظير ذلك أيضاً في مسألة الزواج قال: من أحب أن يولد له فليتزوج، نفس الشيء، المراد بهذا إيش؟ الحث على الزواج، وإلا فنحن نعلم أن الله قد كتب لهذا الرجل أن يتزوج ويولد له، أو ألا يتزوج ولا يولد له. نعم .
الطالب : يتزوج ولا يولد له
الشيخ : وربما يتزوج، ولكن نحن فرضنا هذا بأنه سبب للولادة كما أن صلة الرحم سبب لطول العمر .

والحاصل أن الإنسان إذا علم أن الشيء مكتوب بأسبابه طول العمر مكتوب بسببه، سعة الرزق مكتوب بسببه، الذي هو الصلة، لكن نحن لا نعلم، صار المقصود من مثل هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وسلم المقصود منه إيش؟ الحث على صلة الرحم وأنه سبب.
الدعاء أيضاً ما هو سبب لحصول المقصود؟ نعم، من أحب أن يُرزق فليسأل الله الرزق، السؤال سبب.

لكن لو قال قائل: إذا كان الله قد كتب لك الرزق ما حاجة للسؤال ؟ نقول غلط، ففعل الأسباب التي جاءت بها الشريعة، أو شهد بها الواقع أمر مطلوب للشرع، والله تعالى بحكمته قد ربط المسببات بأسبابها.
فلا إشكال والحمد لله في الحديث، إنما هو ذكر لسبب يكون عند الله معلوماً مكتوباً، وعندك غير معلوم، إنما يعني الشيء الذي تخاطب به أن تفعل السبب. نعم

اما عقوق الوالدين وقاطع صله الرحم
ذكرهما رسول الكريم من ضمن 132 حديث
فهذان الحديثان يتعلَّقان بالعقوق وقطيعة الرحم، يقول النبيُّ ﷺ في حديث جُبير بن مطعم: لا يدخل الجنَّةَ قاطعٌ يعني: قاطع رحمٍ كما في الرواية الأخرى، قال الله جلَّ وعلا:

فمن كبائر الذنوب عقوق الوالدين وقطع صله رحمه
فعن جبير بن مطعم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة قاطع. متفق عليه. و إساءة الأقارب لا تبيح قطيعتهم، قال صلى الله عليه وسلم: ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها .

فعقوبة قاطع الرحم في الدنيا؟
حكم قطع الرحم
“قطع الرحم عمل سيء وكبيرة من كبائر الذنوب، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة قاطع”، ولذا على الإنسان أن يحذر من هذا العمل”

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email