مصر بين الأزمات والتحديات …. تستطيع ، ( السيسي وبناء الدولة الحديثة ) ، الجزء السابع
مصر بين الأزمات والتحديات …. تستطيع ، ( السيسي وبناء الدولة الحديثة ) ، الجزء السابع
بقلم تامر محمد حسين
رئيس قسم المحافظات
شهدت مصر على مدار تاريخها القديم والحديث تحديات جسيمة ، وأمورا عظيمة ، تعلوها دوما إرادة شعب وقوة جيش ، وعزيمة وطن . عاشت مصر ، وهي _ دائما _ تحت نظر الطامعين من كل صوب وحوب ، ولكن رجال مصر الشرفاء دائما لهم بالمرصاد ، وما تحايل على هذا الوطن قوم قط إلا ورد الله كيدهم فى نحورهم ، وكسر الوطن شوكتهم ، وقضى على هيبتهم ، وجعلهم في أسفل سافلين. ومصر في فترة قريبة ، كانت تحت أيدي بعض المنافقين الضالين ، الذين تسللوا إلى حكم وطن كبير وعظيم كمصر باسم التدين والدين . وما أن لبثوا في حكمهم وقتا قليلا ، حتى انكشف عنهم الستار ، وظهرت حقيقتهم أمام الأنظار ، فبان نفاقهم ، وظهر خداعهم ، فانقض عليهم الشعب كالوحوش الكاسرة ، متصديا لهم ومنقذا لوطنهم من هذا الشر الخاسر. وما أن قامت ثورة 30 يونيه المجيدة ؛ لتسطر حروفا من ذهب ، لوطن غال وعظيم ، حاكيا عن صموده وكفاحه ضد الشر وأهله. وقد أتى الشعب بأحد أفراد جيشه البواسل ، الذين يضحون بأنفسهم وروحهم لوطنهم دون انتظار لشكر أو عطاء. أتى الرجل العظيم الذي استطاع أن ينال حب الشعب وثقته ، _ وبقدر الله الغالب ، والأمر النافذ الواجب _ ؛ ليكون هذا الرجل هو منقذ مصر _ بعد الله وفضله _ من شر كاد يطيح بالوطن ويجعله قطعة مستعمرة هنا وهناك. جاءت الثورة المجيدة ؛ ليبدأ بها تاريخ مصر الحديثة من جديد ؛ لتعطي معالم مصر التي كادت أن تتلاشى بين دول العالم ، حتى كدنا نتهالك رويدا رويدا! ، ولولا بصيرة رجال مخلصون ، وشعب ذو إرادة قوية لما خرجنا من تلك الأزمة العصيبة ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وبقيام الشعب المصري بأعظم ثورة سلمية وثقافية وحضارية ، لم يسبقها ثورة بمثل ما قامت به الثورة المصرية التي أصبحت اليوم تدرس للعالم في الكتب والجامعات العالمية ، الثورة التي تحدت سلطة طاغية وجماعة باغية ؛ لتأتي برجل الوطن الوفي ، الرجل العسكري العبقري ؛ الذي استطاع أن يعبر بمصر من الهلاك إلى البر والأمان . ولعل أهم ما أنجزته ثورة 30 يونيه ، أمران :
الأول : الإطاحة بجماعة لنظام فاسد وفاشل.
الثاني : اختيار رجل المرحلة ونجيب مصر الولادة ، أحد رجالها المخلصين _ عبد الفتاح السيسي _ رئيسا منتخبا لمصر. فضلا عن تغييرها لمرحلة فارقة في حياة مصر والمصريين. وعن رجل المرحلة ، صاحب المحبة الشعبية ، رئيس الدولة المصرية ، عبد الفتاح السيسي ، فقد كشف خطته في التطوير وما تواجهه الدولة من تحديات وعرقلات لإبطاء التمنية القومية ، بما يحاول به أهل الشر من ضرب مفاصل الدولة وكيانها ، والإرهاب الذي يقتل الأخضر واليابس دون رحمة أو تفرقة.
وعلى الرغم من كل هذه التحديات الصعبة إلا أن الدولة صمدت وتصدت ، بل وحاربت كل أشكال الفساد والانحلال . ولم تقتصر الدولة بسياستها القوية على المواجهات فحسب ، بل راحت تصوب وتجوب في كل ميادين الحياة العملية والعلمية ؛ بحثا عن طوق النجاة لهذا الوطن العزيز. السيسي_رجل_المهام_الصعبة
تحدى السيسي نفسه وتحدى كل محاربيه على مواصلة الكفاح والنجاح ، فكان ناجحا في تحديه ، كما كان وفيا في أحاديثه ووعوده ، وكيف لا ، وهو رجل جيش ومبادئ؟!. ألقى السيسي خطته العريضه على الشعب ، وما ينوي إنجازه في خدمة الوطن ، إلا أنه قالها _ صراحة _ يحتاج دعما من المصريين ولم يتخاذلوا عنه يوما.
إنجازات_السيسي_منذ_توليه_المسئولية
عمل السيسي على جميع الأصعدة وعلى كل المستويات ….
1 _ المستوى_السياسي
استطاعت أن تستعيد سياستها وهيبتها الدولية ، وأن تعيد علاقاتها مع أشقائها الأفريقيين ، وامتد ذلك إلى عودة العلاقات المصرية العربية والعالمية ، لبعض الدول انقطع عنها التعامل منذ زمن بعيد ، ودول أخرى لم يكن التعاون فيما بينها واضحا . نجحت مصر في بناء جسر مشترك مع جميع دول العالم ، الكبير والصغير ، القوي والضعيف ، فكان ذلك نواة جديدة لتثبيت مصر بين دول العالم ذات السيادة والقوة السياسية والفاعلة في المجتمع العالمي ككل. عادت مصر إلى المجلس الأفريقي بقوة ، واستطاعت أن تحصل على كرسي لها بمجلس الأمن ، فضلا عن تأثيرها على الدول الأخرى وحمايتها لدول الأشقاء العرب في كل زمان أو أي مكان.
وما زالت مصر في سياستها الخارجية قوة داعمة وناجحة ، تعمل على توازن القوى الخارجية بشكل يجعل من العالم ينعم بشكل من الارتياح السياسي بعيدا عن المشاكسات والمفرقعات السياسية.
2 _ المستوى_العسكري
لم يتخاذل الجيش يوما ما عن أداء مهامه ووظائفه الوطنية ، ولم يتوانى في الدفاع عن شعبه ووطنه ، ورغم كل ما يواجهه الجيش من عمليات إرهابية ، إلا أنه لم يتراجع عن استكمال تصديه لهذا الفساد المنتشر. وكان من الضروري حتما تسليح الجيش بأحدث المعدات والأجهزة الحربية ؛ حماية للوطن من أي اعتداء داخليا أو خارجيا ، فكانت طائرات الرافال بداية التطوير الجوي ، ثم سفينتي حاملتي ميسترال الحربيتين ( جمال عبد الناصر ، ومحمد أنورالسادات ) للسلاح البحري ، إلى غير ذلك من أحدث الآلات الحربية دعما لسلاح المشاة بكل أشكاله وأنواعه. وما زالت التطورات والتجديدات تتوالى ، فضلا عن المشاركات الاستطلاعية والحربية بين الدول لاكتساب الدورات والخبرات ؛ ليكون الجيش دوما على أهبة الاستعداد والحماية ، حتى استطاعت مصر أن تقترب من الصفوف الأولى لجيوش العالم المتقدم ، وتعدت بذلك دول أخرى كثيرة ، لتكون هي القوة العظمى في الشرق الأوسط كله اليوم.
3 _ المستوى_الداخلي
تعيش مصر داخليا صراعات عنيفة ومشتتة ؛ لما يحاول به البعض إفساد كل ما هو جيد ، وتقبيح كل ما هو جميل ، والقضاء على الآمال المصرية التي تعلو الأفق . وليس غريبا على سياسة مصر الحالية أن ترى بعين المستقبل ما يتم وراء الستار ، فتقف الدولة بالمرصاد. وبرغم احتياطات الدولة من كيد الأشرار إلا أن هناك بعض الأحداث المؤلمة تمر على الساحة من حين لآخر ليحاول إفساد الفرحة بأي إنجاز نراه يحيا على أرض الواقع ، وعلى الرغم من كل هذه المفسدات إلا أن طريق الإنجازات يشق طريقه نحو الأمل والتطلع ؛ لنرى تطورات جديدة ومثمرة في مجالات مختلفة تخدم المجتمع والوطن على السواء ، وهذه المشروعات المتشعبة في تلك المجالات ، تعتبر مشروعات عملاقة وقومية بلا شك.
4 _ قناة_السويس_الجديدة هي أول المشروعات القومية وأعظمها ؛ لما فيها من دلالات كثيرة ومعالم واضحة فيها ، على سبيل المثال _ لا الحصر_ ، *استجابة الشعب لنداء السيسي حينما طلب منهم جمع المال لحفر القناة ؛ لتكون من جهد الشعب خالصة دون تدخل خارجي من أحد. * عظمة الشعب والجيش في تنفيذ حفر القناة في عام واحد أو أقل ؛بما يدل على مدى إعجاز الشعب وصنعه للمستحيل ببسالة ويقين. *ثقة الشعب في السلطة وفي جيشها ووقوفهم معا جنبا إلى جنب وقت الأزمات والتحديات.
5 _ محور_قناة_السويس( المنطقة اللوجستية الصناعية الكبرى): وقد اهتم الرئيس بمحور قناة السويس ، وعمل على إنشاء منطقة صناعية وتجارية كبرى بهذا المحور الحيوي العالمي.
6 _ وعن المجالات التي انشغل بها الملف الرئاسي ، نذكر منها مثلا: #إنشاء_العاصمة_الإدارية_الجديدة
وهي تهدف إلى تخفيف العبء على مناطق الوجه البحري المأهول بالسكان ، فضلا عن توسيع الرقعة بين المدن ، وربط المحافظات ببعضها البعض ، وتقريب المسافات فيما بينهم البعض.
#محطات_الكهرباء_والطاقة_المتجددة
اهتم الرئيس بإحلال وتجديد كافة المحطات الكهربائية وعودة العاطل منها إلى الخدمة الوطنية ؛ لاحد من كثرة انقطاع الكهرباء ، وشكوى المواطنين بها.
@ إنشاء أكبر محطات الكهرباء في الشرق الأوسط بصعيد مصر ، وما زال العمل فيها على قدم وساق.
@ اكتشاف اهم حقول الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط ، وبداية إنتاجه 2018/ 2020.
@ إنشاء محطة الضيعة النووية. ( وما زال العمل بها جاريا).
7_ الشبكة_القومية_للكباري_والطرق ولتسهيل الحركة على المواطنين من ناحية ، وربط هذه المشاريع القومية بالاقتصاد المصري ، كان لزاما على الدولة أن تنشئ مجموعة من الطرق والكباري والأنفاق القومية ، خدمة للوطن والمجتمع، فضلا عن تعديل المزلقانات وإعادة صيانتها لاستكمال مهنتها القومية ، وتطوير البنية التحتية لسكك حديد مصر ، وتطوير مترو الأنفاق وزيادة العربات بها لمواكبة زحام المواطنين والتخفيف من التكدس وقت الذروة.
8 _ المجال_الزراعي
نلاحظ في الفترات الأخيرة _ وبخاصة فترات الفوضى والتسييس _ أن الرقعة الزراعية بدت وكأنها تتلاشى وتنتهي من وقت لآخر ؛ والسبب في ذلك سلبيات المواطنين إما بتجريفها أو البناء عليها ؛ ظنا منهم بذلك توفير السكن المناسب لهم ولذويهم ، وهم لا يعلمون أن هذا يؤدي حتما إلى نقص الإنتاج الزراعي ، ومن ثم احتياج واضطرار الدولة إلى الاستيراد والاستقراض. ولمحاولة القضاء على هذه الحوادث المؤلمة ، كان الأمر ملحا بمحاولة استصلاح أراضي جديدة فكان القرار لرئيس الدولة المصرية باستصلاح مليون ونصف مليون فدان في سيناء وصعيد مصر . وقد اعتبر هذا المشروع ، مشروعا قوميا من الطراز الأول ، لإعادة الحياة الزراعية إلى طبيعتها المصرية ؛ ولسد احتياجات المجتمع من كافة متطلباته فضلا عن توفير فرص عمل جديدة للشباب .
وقد تم حتى الآن إنجاز ما يقرب من 250 ألف فدان استصلحوا بالفعل ، وأصبح إنتاجهم على وشك الاستهلاك الإنساني ، والباقي ما زال العمل فيه جاريا.
أقرأ ايضآ في أخر الأسبوع