محمد حسن حمادة يكتب:
جلست بجواري علي عكس اللقاءات السابقة ،أخذت تبحث عن كلمات ،كانت تحاول الهروب من عينيا.
ولكني كنت أتعمد الغوص في عينيها النجلاوين التي كانت أجمل من عيون الموناليزا.
كنت أحاول استقراء الأحداث كعادتي معها دائماً ،ولكني لم أستطع هذه المرة أوحقيقة أوهمت نفسي بذلك.
استجمعت شجاعتها ابتدأت بالكلام كانت تحاول تنميقه، تسترسل في مقدمات، تشكرني علي مافات، قالت “أقسم لك أني لم أعشق غيرك ولن أفعل”.
بدأت في الانهيار ،أشفقت عليها ،لم أتمالك نفسي ،بكينا سوياً ،حاولت اختصار دموعي ودموعها ،طلبت لها عصير الليمون.
كنت أعلم أنه آخر لقاء لنا ،انتابني هذا الإحساس عندما اتصلت بي وألحت علي لقائي أيقنت أنها النهاية.
نظرت إليها النظرة الأخيرة ،وودعتها الوداع الأخير.
َطلبت مسح رسائلها ففعلت.
كما طلبت الاحتفاظ ببعض الهدايا رجوتها أن تحتفظ بها كلها.
قبلت يدها ،ثم قبلت جبينها.
هنا وقفت الكلمات في صدري مثلما وقفت دقات قلبي عن النبض ،كانت الذكريات تدور في رأسي كشريط سينمائي ،صدي صوتها يلاحقني ،دفعت الحساب وانصرفت.
كنت كالمضروب على رأسه ،يترنح من قوة الضربة ،يقاوم السقوط وهو في بئر السقوط ،يبحث عن الخلاص ،يهرول من المكان كأنه لوخرج من هذا المكان فكأن شيئاً لم يكن ولكن هيهات فمنذ الآن سيسكن قبر العشاق…
