دراما أخر الاسبوع……. كيف أعود – جريدة اخر الاسبوع

دراما أخر الاسبوع……. كيف أعود

دراما أخر الاسبوع 

كيف أعود

قصة بقلم ماجدة البهيدي

==============

واخيرأ رأيته أمامي

احقا انت حبيب العمر

أم إنني اهذي واصابني مس من الجنون

كنت انتظر طيلة هذه السنوات وتلك اللحظة

كنت أدعو الله في كل يوم كي أراه ولو، لمرة واحدة فقط أمام عيني في الحقيقة وقبل أن اموت

نعم أراه كل يوم كل ثانية ولم يبرح

خاطري أراه برغم البعد والمسافات أشعر بدقات قلبه بأنفاسه كأنه شبح

يرافقني في كل خطوة ولكن حين

رأيته أمامي لأول مرة كان للحقيقة

طعم اخر فرق كبير جدا كما

كالفرق بين الجنة والنار

بين الحياة والممات

بين الوجود والعدم

أحسست بطعم الحياة لأول مرة وكأننى كنت فى تعداد الأموات وبعثت بين يديه

حين و قفت أمامه غابت الدنيا من حولى فجأة

كأن الأرض تبدلت الأرض غير الأرض

اختفى كل شيء في ثانية لم ارى سوى عيناه التى لطالما لم تفارقنى ابدا

ولكنني اليوم فقط اكتشفت ان لها بريقأ أقوى عن قرب

فجأة اختفى كل الناس من حولي كأنني في كوكب آخر

وايضا اختفت كل الأصوات فى الشوارع

الا صوته وهو يلقي السلام وينطق بأسمي

ازيك يا ماجدة

لأول مرة اعرف ان لأسمي رنين يقشعر، منه الشريان ها أنا اسمع اسمي ينزل على قلبي ك حبات من المطر كجمرات من النار

لكنها لم تحرق بل اثلجت قلبي المتأجج بنار العشق والفراق

و اااااااااه ثم ااااااااااه

حين مد يده وبادر بالسلام

وكان قلبي يخفق بقوة كأنه في حالة حرب ضروس

وخضع اليه بالأستسلام

لم اتردد للحظة واحدة وسارعت إلى يده بمنتهى الشوق واللهفة والإصرار ان اصافحه وحين لمست يديه اسكرني نبيذها وصرت لا أدري بأي ارض انا

هل فاضت روحي ودخلت جنات الخلود

ام زاد شوقي ولا أدري بالوجود

وتبدلت روحي غير روح

واصبحت في حالة شرود

اظن انني سحرت حين لمست يديه فتحولت لفراشة بجناحين اطير كيفما اشاء

او لعصقورة اغرد فوق الماء وتلك الأغصان

او ربما تلاشيت وصعدت روحي لسماء

لم ادري ماذا حدث لي

أشعر بدوار يأرجحني ما بين الوعي والا وعي

أشعر بحنين يجتذ قلبي

وكأن شيء يجذبني ما بين الجنة والنار

او هب اعصار

يخطف قلبي بأصرار

شعرت بخفة غير عادية

كأني ريشة بين يديه

حين امسك يدي بقوة وصعد بي

إلى عالم آخر فوق الغيم

اسمعني احلى الكلمات

وهمس لي بكل اللغات

اعشق فيه تلك النظرات

وكأنه يحضنني بعينيه

ولا يخشى للناس حكايات

يجري بي كل الطرقات

وكأنه يهرب بي من الدنيا

يخطفني لأعلى النجمات

كان يطير بي تارة إلى عنان السماء

المس السحب

وترة إلى ينابيع الحب و شلالات الهوى ارتشف من الحب كيفما اشاء وارتوي

إدخلني إلى مدينة الأحلام

نتنقل بين جنبات النعيم

بين ورقات الورود

ورحيق الغرام

نرقص على أنغام الشوق

ودقدقات القلوب وسيمفونية الهوى

سافرنا بين الكواكب و النجوم على سرج اللهفة والأمنيات نقشنا اسماؤنا على تراب القمر

وسجلنا هذا اليوم على جدران الليل

تشابكت ايدينا منذ أول نظرة دون عناء مثلما تشابكت ارواحنا من قبل دون لقاء

أخذنا نلهو ونمرح نثرثر نضحك نغفو و نحلم

وكأننا في حلم جميل لا نريد أن نستيقظ منه ابدا

اخذ يتحدث الي وانا كل كلي صاغية

اتأمله في صمت

أيا ايتها الرموش توقفي كي أراه ولا يغيب عني ثانية الا يكفي غياب السنين الماضية

ألم تشبعي من البعد

اتركيني معه ولو قليل

هكذا رجوتها ان تتوقف

لكنها أبت

لا يهم سأبقى تلك المتعلقة بعينيه طوال الحديث بكل اهتمام وشغف

كنت اروي عطش الفراق

كل شيء فيه كما تخيلته تماما كما هو

لم استغربه ولم يكن غريب عني

بل كان قطعة من روحي

افتقدتها

والان فقط عادت الي

كان كل شئ داخلي يشتاقه

بعدد قطرات الحنين

وعدد الأنفاس والاثنين

وعدد ما بيننا من سنين

ولبرهة وضعت راسي فوق كتفه غلبني الشوق ولاول مرة أشعر بالراحة منذ زمن بعيد حين لمسته

كأنه أزال كل هم أشعر أني لأول مرة اتنفس وكأني الان فقط خلقت اغمضت عيني ولكن لم يغمض جفني ولا قلبي اخذت استسلم لهذا الهدوء

كي اتأكد انه فعلا معي وليس حلم

وكأني كنت في صراع مع العالم والان فقط انتهي

احساس لم أشعر به يوما مع احد بعمري كله

ساد الصمت بيننا ولكن لم تصمت قلوبنا طالما كان بينها حديث لم ينقطع يوما كنا نتحدث ولكن بلغة أخرى تمنيت أن لا تنتهي هذه اللحظة ابدا وإن تدوم إلى آخر العمر

كان القطار يجري مسرعا بكل ما أوتي من قوة كاد يطير من فوق القضبان وكأنه يستنكر هذه المتعة

و قلبي يرجوه ان يتمهل كي لا ينتهي الوقت كنت اتوسل إلى غقارب الزمن ان تتوقف ولو قليل

وكنا في طريق طويل لا نريد أن ينتهي

كان أول لقاء لنا بعد قصة حب لسنوات لم نلتقي الا هذا اليوم

فجأة انتهت الرحلة وتوقف النبض اقصد توقف القطار ودق ناقوس الفراق

مهرولة هذه اللحظات

وكانت لي توقف الحياة الكل فرح الا انا وكأنه ناقوس الوداع

اعلان بميعاد الوفاة

كان على ان أعود ولكن قلبي يابه الرحيل

وكيف لا وقد رد لى حياتي بعودته الي

الان بعد كل هذا الإنتظار بعد كل هذا العمر

بعد كل هذا البعد

وكيف الان بعدما قابلته

بعدما صافحته ولمسته

بعدما عادت الروح لي

بعدما شعرت بدفئ قربه

بعدما رأيت عينيه

بعدما احياني من جديد

بين يديه

كيف أعود تمنيت لو توقف الزمن

ولا اعود

كيف أعود

بعدما رد لي العمر والحياة

الحب والأمل

كيف اعود

بدون قلب

بدون روح

بدون وجهة

بل كيف اعود

بدون انا

ويأبه القدر ان نكمل

الحلم والعمر والطريق

فقد كان أول واخر

لقاء لنا

فكيف اعود

:

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email