التواضع واحترام البسطاء قمة الرقي الإنساني – جريدة اخر الاسبوع

التواضع واحترام البسطاء قمة الرقي الإنساني

بقلم / اسامه مصلح الشكومي

حرص الإسلام على بناء شخصية المسلم على قيم وأخلاقيات رفيعة حتى تستقيم حياته، ويؤدي رسالته في الحياة، ويسهم بفاعلية في بناء ونهضة مجتمعه، ويواجه بقوة وصلابة كل التجاوزات الأخلاقية عملا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

والإسلام في بنائه الأخلاقي للإنسان جاء بكل ما هو راق ومتحضر، وسما بأخلاق أتباعه فوق كل الصغائر، ورسم للإنسان حياة راقية تغلفها كل المعاني الإنسانية .

ونحن من خلال هذا الباب نسبح في بحر الأخلاق والقيم الإسلامية الرفيعة لنذكر الأجيال الجديدة من أبناء المسلمين أن رقيهم وتحضرهم وإنسانيتهم العالية تكمن في أخلاقيات الإسلام، وأن ما نعانيه الآن في معظم مجتمعاتنا العربية والإسلامية من انفلات أخلاقي وبلطجة سلوكية سببه الرئيس ضعف الوازع الديني، واختفاء قيم وأخلاق الإسلام من حياتنا .

ربى الإسلام أتباعه على التواضع واحترام البسطاء والضعفاء ونفرهم من مظاهر التكبر والتعالي على خلق الله، وجعل تواضعهم رسول مودة ومحبة مع كل الذين يتعاملون معهم .

وعلمنا الإسلام من خلال نصوص صريحة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسلوكيات عملية لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام أن الرقي والتحضر لا يعني إطلاقاً الكبرياء والتعالي على الناس والسخرية من البسطاء منهم، كما يعتقد بعض السفهاء هنا وهناك . . لكن التحضر الحقيقي والرقي الإنساني الصحيح يفرض على صاحبه أن يتعامل مع الناس بتواضع وأن يحترم مشاعرهم ويقدر إمكاناتهم ويراعي إنسانيتهم .

لذلك جاء الاسلام، وهو مثل أعلى في الرقي والتحضر، يدعم قيمة عظيمة لها مفعول السحر في علاقة الناس بعضهم ببعض وهي قيمة التواضع، ويفرض على الجميع أن يتخلى عن رذيلة التكبر والتعالي على خلق الله وإهانة البسطاء منهم بإشعارهم بالدونية والتسفيه مما يقدمون أو يسهمون به من عمل في بلادهم .

Please follow and like us:
Pin Share
اترك رد
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email