خلق ودين – جريدة اخر الاسبوع

خلق ودين

 

بقلم تامر حسين
رئيس قسم المحافظات

فترة هى تلك التى تمر بنا ونعيشها بمفاجآتها المتلاحقة وما يشوبها من أخطاء ومشكلات ، لا تدل سوى على ما وصلنا إليه من ضيق الأفق ، وسوء الخلق!. كثيرا ما نسمع ، كثيرا ما نشاهد ، كثيرا ما ننتقد ، كثيرا ما نقول……!

نعطي الأسوأ بيننا أن يسود ، وبرغم علمنا به ، لا نقاومه أو نصلحه ، بل نتجاهله ويكأنه لا يعنينا بشئ.

نرى الحوادث متكررة _ وبخاصة تلك الآونة الأخيرة _ فنتهاتف عليها ونشمر الأيادي لها ، ونتسابق إليها دون دراية بما نراه وبما يشعر به غيرنا من ألم وضيق.

نرى الفساد فى جميع أركان الدولة ونسلط عليه الأضواء، وكأن مصر كلها خرابا!!. نتجاهل أهم ما فينا من جمال وعظمة ، فلا نتحدث عن هذا الصرح العلمي ، أو هذه المرأة الجليلة ، أو ذاك التطور المتنوع. حياتنا أصبحت وكأنها غابة لا دليل فيها ولا عنوان لها. نسينا أجمل ما فينا من الحب والخلق ، وبما يأمرنا به الدين من المحبة للآخر ومساندته فى أزماته !، نسينا الدين الذي يأمرنا بحسن المعاملة حتى مع غير أهل دينك ! ، نسينا قيمة الإنسانية فى حق الحياة ، وحق التعايش ، وحق النفس ، وحق الأمانة ، ( وأخص بالذكر هنا _ أمانة الكلمة _) وحق الدين فى كل أموره ومطالبه ، التى لا تأمر إلا بخير ، ولا تنهى إلا عن منكر وسوء. تناسينا الضحايا فى كل مكان ، وكأنهم مشهد درامي مؤثر لفترات ثم ينتهي دموعا وحسرات ، لا تستمر إلا مع أصحابها. خلق ضيق ، ودين سطحي دون فقه له أو تأصيل نعيشه بلا وعي ، وجعلنا من الهوى والعصبية دينا نتبعه ، وخلقا بهما نتصنع!!. فلا والله ما هذا دين السلام ، ولا خلق نبي الإسلام ، ولا عقيدة الموحدين بالله .

فديننا خلقه عظيم ، والذي أتانا به نبي كريم ، شاهدا ومبشرا ونذيرا، أوصى بأهل مصر خيرا إلى يوم الدين. فيامحبي السلام والأخلاق : أعينوا أنفسكم على حب الخير والناس على السواء ، ولا تكونوا ساعدي الفتن ، ولا محركي الشر والنقم ، واحفظوا أعراض الناس من الفضيحة ، وكونوا لغيركم بحسن خلقكم خير نصيحة ، وساعدوا وطنكم فى بنائه ، لا في تدميره وخرابه.

حفظ الله مصر وشعبها العظيم.

Please follow and like us:
Pin Share
اترك رد
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email