من صور العبد عندما يقبض روحه – جريدة اخر الاسبوع

من صور العبد عندما يقبض روحه

من صور العبد عندما يقبض روحه

 

كتب / محمود سعيد برغش

 

إن مشاهدة صورة ملك الموت ودخول الروع والخوف منه على القلب فلو رأى صورته التي يقبض عليها روح العبد المذنب أعظم الرجال قوة لا يطق رؤيته  

فقط روى عن إبراهيم الخليل عليه السلام أنه قال لملك الموت هل تستطيع أن تريني صورتك التي تقبض عليها روح الفاجر؟ قال لا تطيق ذلك قال بلى قال فأعرض عني…. فأعرض عنه ثم التفت فاذا هو برجل أسود قائم الشعر أسود الثياب يخرج من فيه ومناخيره لهيب النار والدخان فغشي عليه إبراهيم عليه السلام ثم أفاق وقد عاد ملك الموت إلى صورته الأولى فقال يا ملك الموت لو لم يلقى الفاجر عند الموت الا صورة وجهك لكان حسبه أي يكفيه 

مسند أبي هريرة رضي الله عنه (حديث رقم: 9432 )

 

9432- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” كان داود النبي فيه غيرة شديدة، وكان إذا خرج أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع “، قال: ” فخرج ذات يوم، وأغلقت الدار، فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار، فإذا رجل قائم وسط الدار، فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل الدار، والدار مغلقة، والله لتفتضحن بداود، فجاء داود فإذا الرجل قائم وسط الدار، فقال له داود: من أنت؟ قال: أنا الذي لا أهاب الملوك، ولا يمتنع مني الحجاب، فقال داود: أنت والله إذن ملك الموت، مرحبا بأمر الله، فرحل داود مكانه حيث قبضت روحه حتى فرغ من شأنه، وطلعت عليه الشمس، فقال سليمان للطير: أظلي على داود، فأظلت عليه الطير حتى أظلمت عليهم الأرض، فقال لها سليمان: اقبضي جناحا جناحا “، قال أبو هريرة: يرينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف فعلت الطير، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، يده ، وغلبت عليه يومئذ المضرحية ” 

وقد روي الكلمه إبن أبي عباس أن إبراهيم عليه السلام كان رجلاً غيور وكان له بيت يتعبد فيه فاذا خرج اغلقه فرجع ذات يوم فدخل فاذا برجل في جوف البيت فقال من ادخلك داري فقال ادخلنيها ربها فقال انا ربها فقال ادخلنيها من هو املك بها مني ومنك فقال هل انت من الملائكه قال انا ملك الموت 

قال هل تستطيع ان تريني الصورة التي تقبط فيها روح المؤمن  

قال نعم فأعرض عني فأعرض ثم التفت فاذا هو بشاب فذكر من حسن وجهه وحسن ثيابه وطيب ريحه 

فقاله يا ملك الموت لو لم يلقى المؤمن عند الموت الا صوره كان حسبه اي يكفيه  

ومنهم مشاهده الملكين الحافظين…. قال وهيب بلغنا انه ما من ميت يموت حتى يترائى له ملكاه الكاتبان عمله فاذا كان مطيعا قالا له… جزاك الله عنا خيرا فرب المجلس صدق اجلستنا وعمل صالح احضرتنا  

وان كان فاجرا قالا له لا جزاك الله عنا خيرا فرب المجلس سوءا أجلستنا وعمل غير صالح أحضرتنا وكلام قبيح أسمعتنا فلا جزاك الله عنا خيراً فذلك شخوص بصر الميت اليهما ولا يرجع الى الدنيا ابدا فوالله يا اخي انها اللحظه الحاسمة في حياة المؤمن والكافر  

انها اللحظة التي يسمع فيها نداء الذي يبشره بالرحمة أو النداء الذي توعظه بالعذاب 

ولك أن تتخيل أيهما الحبيب أن ملك الموت قد دخل عليك الان وسانادي عليك ويقول يا ايتها النفس ال … ماذا يقول وانت بين تلك القرابات وتلك الحسرات تسال نفسك يا ترى بأي نداء سوف ينادي عليك 

هل سيقول يا أيتها النفس المطمئنة اخرجي الى مغفره من الله ورضوان أم سينادي ويقول يا أيتها النفس الخبيثه خذي إلى سخط من الله وغضب 

فاذا جاء النداء الأول يا ايتها النفس المطمئنة اخرجي الى مغفره من الله ورضوان فذلك هو الفوز الذي لا فوز بعده وتلك هي البشرى التي لا تدانيها الدنيا بما عليها 

واما اذا جاءك النداء الثاني عياذ بالله ايتها النفس الخبيثة اخرجي الى سخط من الله وغضب  

ذكر في بعض الاقبار ان الميت ينادي عليه اذا وضعه على المغتسل اين لسانك الفصيح ما اسكتك اين صوتك الشجي ما اخرسك اين ريحك العطره ما انتنك اين حركاتك ما اسكنك اين اموالك الكثيرة ما افقرك الويل لك إن كنت عاصياً والبشرى لك ان كنت طائعاً

بتناديه الملائكه اذا وضع في قبر يا عبد الله انت تركت الدنيا أم الدنيا تركتك انت جمعت الدنيا ام الدنيا جمعتك 

 

قال تعالى وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) سوره المنافقين. 

قيل الاجل القريب عند كشف الغطاء يقول العبد عند الموت يا ملك الموت اخرني يوماً أعمل فيه صالحا لنفسي فيقول ملك الموت فنيت الايام فلا يوم فيقول اخرني ساعة فيقول فنيت الساعات فلا ساعة فيقول اتركني اتكلم فيقول فرغ كلامك فلا كلام فتبلغ الروح الحلقوم فيؤخذ بكظمه فتقطع الأوقات والاعمال ويبقى عدد الانفاس يشهد فيها المعاينة عند كشف الغطاء فيحتد بصره فاذا كان في اخر نفس زهقت نفسه فيدركه ما سبقت له من شقاوه أو سعاده 

اما الداهيه الثالثه فهي مشاهده العصاه مواضعهم من النار وخوفهم قبل المشاهده فانهم في حال السكرات قد تخاذلت قواهم واستسلمت للخروج ارواحهم ولن تخرج ارواحهم ما لم يسمعه نغمه ملك الموت باحدى البشريين إما ابشر يا عدو الله من دار أو ابصر يا ولي الله بالجنه ومن هنا كان خوف ارباب الالباب 

 

قال المصنف رحمه الله تعالى: [عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: ليس ذاك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه)].

 

هذا الحديث صدره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) وقد أختلف العلماء في معنى (من) هنا، فذهب بعضهم إلى أنها خبرية، وهذا بعيد عند الأكثرين، وقال الآخرون: إن الأسلوب أسلوب شرط على أصله، لكنه ينبغي أن يعرف أن ما بعد هذا الأسلوب الشرطي هو الذي يبين الحديث، وعلى هذا سنشرح هذا الحديث شرحاً عاماً ولا نتوقف عند بعض ألفاظه؛ لأن ألفاظه من حيث الجملة واضحة.

 

فالله جل وعلا خلق الموت، فهو خلق من خلق الله، وقد قدمه الله جل وعلا في القرآن على الحياة: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ} [الملك:١ – ٢]؛ قالوا: حتى يقهر به خلقه، فلهذا قدم الموت على الحياة، وقيل: إن الأصل الفناء فلهذا قدم، لكن الأول أظهر.

 

وهذا الموت حتم لازم لابد أن يقع، والإنسان إذا مات قامت قيامته، وكان بعثه الأول، أي: في حياة البرزخ، وأصبح مطلاً على أهوال الآخرة.

 

والموت كما هو معلوم حتم لازم، والموت والحياة ضدان ونقيضان لا يجتمعان، كما لا يجتمع النور والظلمة، والله جل وعلا جعل له أجلاً لا يطلب به ولا يدفع عنه، {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا} [آل عمران:١٤٥].

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email