اليوم الآخر و ما بعد انتهاء الدنيا – جريدة اخر الاسبوع

اليوم الآخر و ما بعد انتهاء الدنيا

اليوم الآخر و ما بعد انتهاء الدنيا

 

كتب/ محمود سعيد برغش

 

ما هو المراد باليوم الآخر ؟

الأول — فناء هذه العوالم كلها وانتهاء هذه الحياة بكاملها 

والثاني–  إقبال الحياة الآخرة وابتداؤها 

 فدل لفظ اليوم الآخر على آخر يوم من أيام هذه الحياة وعلى اليوم الأول والاخير من الحياة الثانية إذا هو يوم واحد لا ثاني له فيها البته.

فالايمان باليوم الآخر مقتد للتصديق بإخبار الله تعالى بفناء هذه الحياة الدنيا وما يسبقه من أمارات وما يتم فيها من أهوال وإختلاف أحوال كما هو مقتضى كذلك لتصديق الله تعالى في إخباره عن الحياة الآخرة وما فيها من نعيم وعذاب وما يجري فيها من أمور عظام .

كبعث الخلائق وحشرهم وحسابهم ومجازاتهم على أعمالهم اللا ارادية الاختيارية التي قاموا بها في هذه الحياة الدنيا هي أعمال إختيارية يقوم بها الانسان بكامل ارادته فقد قال رب العزة ولا تتبع خطوات الشياطين وقال تعالى ولا تقربوا الزنا وقد حذر الله تعالى من هاتين ولكن ضعف الايمان يسبب كثرة المعاصي ، فقد وصانا ببر الوالدين لكن البعد عن الدين والبعد عن طريق المسجد بسبب المعاصي البعد عن كتاب الله بسبب المعاصي 

 

وجوب الايمان باليوم الاخر 

 إن الإيمان باليوم الآخر هو عبارة عن التصديق الجازم بانقلاب هائل يتم في الكون ويكون انتهاء هذه الحياة الدنيا بكاملها وابتداء حياة أخرى وهي الدار الآخرة بكامل ما فيها من حقائق مدهشة من بعث الخلائق وحشرهم وحسابهم ومجازاتهم هذا ليس واجباً فحسب بل هو أحد أركان سته عليها تبنى عقيدة المؤمن فلا تتم عقيدته الا به ولا تصح الا عليه.

۞ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ سورة البقرة

ولا أهمية هذا المعتقد في حياة المؤمن والاثارة الكبرى في استقامة الفرد وصلاحه عن قران الكريم بل عناية لا تقل عن العناية بالايمان بالله سبحانه وتعالى فقد ذكر في 10 سور منه في مئات الآيات وصفه الحديث عنه كقوله

فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا ۚ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ (18) سورة الحاقه

ومره بتقريره وتاكيد مجيئتك قوله تعالى

ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ (7 سورة الحج

وقوله تعالى 

زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7) سورة التغابن 

 

وكثير من الايات التي ترتبط بهذا الموضوع والايمان باليوم الآخر أنه بهذين الركنين من اركان الايمان على أنهما قوام الحياة الروح وعليهما مدار استقامة المرء في هذه الحياة وان الايمان بدونه ليس شيئاً وان من عدمهما قضى كل قيد وان من افتقد ما فقره فقد افتقد كل عناصر الخير والفضيلة في نفس واصبح من شر البرية وبالجملة فان معتقد الايمان بالله واليوم الاخر هو راس كل عقيدة واساس كل ايمان وعليه مدار استقامة الانسان وصلاح خلقه وطهارة روحه .

فالانسان مخلوق الاخير فيه الا نفسه ولا لغيره هو شر كله ولا يطمئن اليه ولا تذكر النفوس عده عنده وذلك لما انعدم عنده من أصول الخير وينابيع الفضيلة والكمال البشري

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email