بالعامية – جريدة اخر الاسبوع

بالعامية

بقلم / كواعب أحمد البراهمي

عاوزة اتكلم معاكم كده كلمتين واقفين في زوري بصراحة . يمكن تقنعوني اني غلط وان الأجيال الجديدة صح .
السؤال ليه احنا كارهين لغتنا العربية،؟ وليه حتى اللهجات المحلية بنتعالى عليها ؟ وليه شايفين أن أي لغة غير العربية تبقى دليل تقدم ورقي ؟
المسألة بدأت في المحلات الكبيرة والمولات أو السناتر والتي تحمل أيضا اسما أجنبيا واللي تعمل بها و تبيع بنات اساسا من متوسطي الشعب ويمكن اقل .
ولكن عاوزين يظهروا أنهم متنورين ومتقدمين و لما الستات او البنات تشتري منهم يحشروا لهم كام كلمة انجليزي . فالمشترية تشعر بالفخر أنها اشترت حاجه عليها القيمة . و جائز أن البنات العاملات حاصلين على مؤهل لغة إنجليزية أو أي لغة ونظرا لضيق سوق العمل . ما وجدت فرصة لها .
ده كمان غير عقدة الخواجه والمستورد عندنا من الأساس .
كما انتشر حاليا في أسواق العامة تبقى البنت يمكن ما تعرف تكتب اسمها عربي ولا انجليزي حتى وتروح تشتري اسكارف . ما اسمه ايشارب . وسكيرت ودرس. ما اسمها جيبه وفستان . انا بشوف بنات والله ما كمات تعليم وتقلد مثلما سمعت عاوزة اسكارف لونه منت . طيب ماله الاخضر و لا الفزدقي لون الفزدق .ولا لون النعناع بترجمته الحرفية .
وعلى فكرة لو سالتها يعني ايه منت مش هتعرف .
ونقول شوز. ونشعر أننا لو قلنا حذاء ولا جزمة كأننا بنشتم بعض ولا بنشتم البائع . وحاليا انتشر كلمة سليبر انا اللي اعرفه ان سليبر ده شبشب حمام . أو حرفيا ترتديه قبل النوم أو وانت صاحي من النوم وتدخل بيه الحمام .
كثيرة جدا الكلمات التي حاليا يتحدثون بها دون فهم .
صحيح أن كلمة قميص لغة عربية وأخذها الأجانب وعادت إلينا شيميز . وصحيح أن كلمة جيب وبلوزة اصلهم غير عربي ولكن لدخولهم علينا نقلناهم بلغتهم الاصلية . ولم نقم بالترجمة كما يحدث الان .
واللي زاد وغطى. ام تلميذ اشتكت مدرسة لإدارة المدرسة علشان قالت لابنها خلي امك تحضر احتفال المدرسة . ازاي المدرسة المتعلمة تقول للولد امك . المفروض تقوله يور مازر . ويعتبرون كلمة امك گلمة شتيمة رغم ان الرسول صلى الله عليه وسلم كررها ثلاث مرات في حديث عن بر الوالدين عندما سأله أحد الصحابه من أولى الناس بصحابتي يارسول ؟ قال : أمك . قال ثم من ؟ قال : أمك . قال ثم من قال امك قال ثم من ؟ قال ابوك .
لم يتحاشى الرسول صلى الله عليه وسلم النطق بها ولا يجد اهلونا فيها خطأ ولا تعلمنا على أنها تنقص من قدر الأم ولا مكانتها
كما نجد حاليا اغلب الناس حريصين جدا أن أولادهم يتكلموا انجليزي حتى في البيت ومع بعضهم البعض . طيب روحوا هناك في بلاد الإنجليز
عمركم شفتوا دولة أجنبية بتتكلم بلغة دولة تاني .؟ مستحيل .
لان كل دولة عندها اعتزاز بلغتها .
ونحن للاسف حاسين بالنقص في كل حاجه . ومش راضيين عن لغتنا ولا حياتنا .رغم أغلبنا من أصول قروية سواء صعيد أو فلاحين . والباقي اولاد مصر القديمة أصحاب الشهامة اولاد وبنات البلد الجدعان . لماذا كل هذا التغيير خصوصا الأجيال الجديدة ،يريدون التخلص من أصولهم وصفات أصولهم وكلمات أصولهم
انا ما بقول نهبط باللغة للألفاظ السوقية . بالعكس لازم نرتقى بألفاظنا . لكن ما نغير جلدنا ونتكلم لغات ونحن اساسا مش فاهمين حاجه في اللغات دي .
لغتنا العربية جميلة ولهجاتنا تدل على اماكننا وجميلة .
صحيح لهجه القاهرة تسرق منا اللهجات لانها اخف .و قد علمت مدى صعوبة اللهجة الصعيدي عندما أقمت بالقاهرة ووجدت االلهجه القاهريه أخف من اللهجات الصعيدي والبورسعيدي والفلاحي والسيناوي .لذلك تسرقنا من لهجاتنا . الاحتفاظ باللهجة والعادات والتقاليد صفات الناس الأفاضل والطيبين .
لقد وجدت في الخارج الذين ينتمون لأصل واحد يتحدثون مع بعضهم البعض ومع أولادهم بلهجتهم حتى لا تندثر. وكذلك في مصر فعندنا اللغة النوبية لازالت موجودة ويحافظون عليها . و مثلا في سلطنة عمان توجد اللغة السواحيلي واللغة البلوشي . ويتحدثون بها مع بعضهم وان كانت اللغة العربية هي الرسمية للبلاد .
. ونحن للاسف لا نتحدث العربية في الوقت الذي اعتمدتها بعض الدول الغير عربية لغة ثانية لديها .
اتمنى من قلبي العودة إلى الجذور في اللهجة وفي اللغة وفي العادات وفي الأصول . لقد كنا نمتلئ جمال . ولم يذكر التاريخ لنا أن لهجتنا أو لغتنا كانت سبب تأخر أو ضياع .بل بالعكس كنا حلوين جدا و متقدمين و متواصلين مع بعضنا البعض.

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email