جريدة اخر الاسبوع

رجل البرلمان المستئذب
بقلم / سعيد الشربينى
…………………….

الرجل الذئب هو احد الشخصيات الاسطورية واشهرها فى تاريخ البشرية . والذى دارت حوله الروايات المبنية على الخيال بأن هذا الرجل يمكن له أن يتحول الى ذئب عند اكتمال القمر من كل شهر ويستطيع أن يجوب الغابات بحثآ عن ضحايا وعند الشروق يعود الى حالته الطبيعية . 
هذا الرجل الاسطورة التى تحدثت عنه الكثير من القصص فى ( رومانيا – أيسلاندا – البرازيل – ها يتى – والولايات المتحدة – والعالم والتى اطلق عليها اسم ( werewolf) وفى بعض الدول الاوربية يطلقون عليها اسم (Lycane).

أما فى الدول العربية يسمونه بالرجل المستئذب أو المذئوب ولكن أيا كانت هذه التسمية فهى تتكلم عن شخصية لديها القدرة على التحول والسيطرة وبسط نفوذها للفوز بالفريسة .

ومن هنا اصبح البحث عن هذه الشخصية هى حلم الكثير من حكام العرب كى تضمن البقاء والخلود من خلال وضع هذه الشخصية على رأس البرلمان فتستطيع أن تكمم الافواه وتخرس الالسنة وتقضى على المعارضة وتمرر القوانين وتغير الدساتير وتتحول لحصن حصين لهؤلاء الحكام بعدما تصبح هى اللسان الاوحد المتحدث بأسم الشعب وتستطيع أن تحول اعضاء البرلمان الى قطع من الشطرنج لا حول لهم ولا قوة تحت تهديد الادراج وما خفى بها .

فقد عاشت الدول العربية زمنآ بعيدآ تعتمد على مثل هذه الشخصيات على الرغم من قيام الثورات والانقلابات التى لاتغير فى الامر شئ فهى موروث فرعونى قديم قد تأصل فى فكر وعقيدة حكام العرب . وبسبب وجود مثل هذه الشخصية المستئذبة والتى اصبحت تمثل اخطر رجل فى الدولة قد تخلف العرب كثيرآ عن ركب الدول التى تقدمت من حولنا والسبب فى ذلك أن كل القوانين والقرارات التى تمرر تحت قبة البرلمانات العربية ما هى الا تشبه موضوعات الانشاء أو التعبير كما يطلقون عليها تخلو من الموضوعية والعقلانية وتميل الى الاحلام والوعود والخيلات وتفتقد الى الاليات التى تستطيع تنفيذ ذلك.

والمطلع على تاريخ البرلمانات العربية يجد انها تحفل بالكثير من مثل هذه الشخصيات التى جعلت من الحكام العرب يتربعون على كرسى الحكم لأكثر من ثلاثين عامآ بعدما استطاعت هذه الشخصيات المستئذبة تسويف ارادة الشعوب العربية من خلال تزوير ارادتها الانتخابية والعبث بدستور البلاد واصبحت الكثير من القوانين والقرارات التى مررها البرلمان ما هى الا حبر على ورق ينحصر تطبيقها على فئة بعينها من طبقات الشعوب العربية البسيطة والكادحة الا من يفتضح آمره من بين الرعية ويضع رأسه تحت المقصلة .

فمنذ متى وتنادى الشعوب بالأصلاح على كافة مستوياته التعليمية والصحية والاقتصادية والتشريعية وتنادى بالعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية وتحقيق مبدأ المسواة بين البشر ولكن هيهات هيهات فما هى الا صرخات لا تسمعها الا السماء لتبقى الشعوب على الارض تنتظر .
وتمر السنين تلو السنين وتتبدل حكومات وحكومات يطلقون التصريحات المليئة بالآحلام والوعود البراقة دون أن تغير فى الواقع شئ مادامت مثل هذه الشخصيات المستئذبة تتربع على رأس الشعوب تملك عصا الريح ومفاتيح الملك .

( حمى الله مصر شعبآ وجيشآ وقيادة من كل مكروه وسوء )

Please follow and like us:
Pin Share
اترك رد
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email