هشام عبد الحميد.. بين الأصالة والتقليد – جريدة اخر الاسبوع

هشام عبد الحميد.. بين الأصالة والتقليد

 

كتبت : إيمان شاكر العظم

هل نجح الفنان الموهوب خالد النبوي في تقليده لهشام عبد الحميد بالدعاء؟ عكف الفنان النجم هشام عبد الحميد منذ ظهوره كإعلامي، على تقديم أعمال تتميز ليس بطابعها الإنساني المُحِب للفن والفنانين فقط – حيث يحاول بدأب انتشال سير أقرانه ممن سبقوه أو عاصروه إلى فسحة العدالة والإنصاف . مسلطا الضوء على قيمة هذه الأعمال. بقدر عال جدا من النبالة الأخلاقية ، قلما تمتع فيها النجوم ، في مهنتهم الصعبة بكواليسها ودهاليزها. أرى أنه يفعل ذلك بفائض من الجرأة التي تنعكس أحيانا عليه سلبا بالتأليب ضده . التميز له ضريبة كبرى في عالمنا العربي خصوصا. أعتقد أن هذا النجم الشجاع لديه من التماسك الداخلي والإقدام، ما يجعله يمضي بقوة في مشروعه بثبات وحرية ونجاح أيضا. ما أود طرحه هنا هو: أن النجم الأصيل يبقى نجما جاذبا ومؤثرا بمن حوله . هناك نوع من المبدعين لديهم ملكة الابتكار حتى ولو من خلال المساحات الضيقة التي يُحشّرون بها عمدا وكيدا ،لأسباب مبدئية أم لأسباب نجاحهم، وغيرة أهل الكار، أم لأسباب أخرى لسنا في صدد ذكرها الآن. ولكن هؤلاء ، يبقون هم الأصلاء حتى لو كانت أعمالهم مُستلهمة، فندر أن نجد مبدعا نشأ عمله من فراغ . والبعض يكون فعلا قادم للنجومية فيقدم عملا يقتفي فيه أثر عمل سبقه . لكن هذا النوع من التأثر يأتي خاليا من الأثر الروحي والجمالي ، وقلما يتمتع بجاذبية لمن حوله. وهذا ما أعتقد أن الفنان المصري خالد النبوي كان قد فعله عندما ظهر ت صورته على دعاء في رمضان هذا العام . أنا أحب خالد النبوي فهو فنان رقيق وموهوب ولكن كنت لا أتمنى عليه أن يُقلّد الفنان هشام عبد الحميد، الذي ظهر السنة الماضية في رمضان ببرنامج قصير جدا لكنه مؤثر وعميق .أعتقد أن هشام عبد الحميد كان مبتكرا لفكرة ظهور الفنان للدعاء بأدوات فنية ناعمة. فيها مداعبة جمالية للفن والرسم والتصوير. المقتبس هذا العام هو خالد النبوي . هل هذا النوع من الاقتباس للأدوات الفنية ذاتها قاد للجدة والأصالة في التنفيذ؟ شاهدت مصادفة دعاء خالد النبوي. فقفزت مباشرة لذهني ابتهالات هشام عبد الحميد. الذي حكى عنه الناس كثيرا السنة الماضية لأنهم أحبوا صوتا عذبا يتميز به .ولأن . الابتهالات فيها شجن وشفافية، حيث تجد نفسك تحلق روحيا في رحاب خالص للقداسة . شفافية فنية من مستوى عال ، فيها تبتل غني بالمعاني الإنسانية والقيم الروحية . على عكس دعاء خالد النبوي الذي جاء كأي دعاء ديني. في دعاء هشام عبد الحميد تتناغم التقاسيم بتموج يمزج مابين الفن وصفاء الوجدان. لينطلق مؤثرا في روابط الناس ليزيد الصِّلة ليس بينهم وبين معتقداتهم فحسب … بل أيضا بين أنفسهم ، ليزيدهم قربا وتراحما وصلة . ترانيم للإنسانية قادمة من عمق فنان موهوب تنبُع الجماليات من شغف محب لصدق قيم البشر لأن هذا الصدق في روحه الإنسانية الشفافة. تحية لك أيها الفنان الرائع ، وإلى مزيد من الألق، الذي أتمنى أن يُنصفك ويعطيك ما تستحقه فعلا، كفنان ومثقف وصاحب مبادئ.

Please follow and like us:
Pin Share
اترك رد
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email