الدكروري يكتب عن العقل يقتضي أن تعمل للآخرة – جريدة اخر الاسبوع

الدكروري يكتب عن العقل يقتضي أن تعمل للآخرة

بقلم / محمــد الدكــروري

إن العقل يقتضي أن تتنعم في هذه الحياة الدنيا وتخسر الآخرة أم أن تتنعم إلى أبد الآبدين في جنة الله عز وجل، فالعقل يقتضي أن تعمل للآخرة، لذلك العلماء قالوا ما من إنسان يعمل للدنيا وينسى الآخرة إلا وهو في الحقيقة مجنون، ولو كان يحمل أعلى شهادة ، تفوقه العلمي يسمى ذكاء ولا يسمى عقلا، ولكن حينما غفل عن الحقيقة الكبرى في الكون، وغفل عن الآخرة ، وغفل عن سر وجوده إذن هو مجنون والآية الكريمة تقول ” ن والقلم وما يسطرون، ما أنت بنعمة ربك بمجنون” فأنت أعقل العقلاء صلى الله عليه وسلم، لذلك لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم مجنونا في الطريق سأل أصحابه سؤال العارف، من هذا ؟ قالوا هذا مجنون، قال لا هذا مبتلى، فالمجنون من عصى الله عز وجل، ويجب أن تؤمن، وأن تعتقد بكل ذرة في كيانك، أن هذا الذي لا يصلي.

ولا يتعرف إلى الله تعالى، وهو غارق في المعاصي والآثام مجنون، ولو كان يحمل أعلى شهادة، وأن هذا الذي يغتصب أموال الناس هو يتوهم نفسه شاطرا ذكيا، لا، هو أحمق لأنه سوف يسأل عن كل ذرة، فقال تعالى “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره” فقيل أن العقل الذي جعله الله للدين أصلا وللدنيا عمادا، إنسان عاقل يعيش حياة هادئة، حياة فيها سلامة، فيها سعادة، أنه أخذ ما له، وترك ما ليس له، تحرك بحجمه، بنى علاقاته بوضوح، فالناس أحبوه وكسب مال حلال، وأسس أسرة، وربا أولاده، وتجد إنسان استعمل عقله في الآخرة فكسبها، واستعمل عقله في الدنيا فربحها، فقيل أنه قد جعله الله تعالى للدين أصلا ولدنيا عمادا، وقد قيل أن العاقل من عقل عن الله أمره ونهيه، وروى لقمان بن أبي عامر عن أبي الدرداء رضي الله عنه.

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “يا عويمر ازدد عقلا تزدد من ربك قربا، قلت بأبي أنت وأمي، ومن لي بالعقل ؟ قال اجتنب محارم الله، وأد فرائض الله تكن عاقلا ثم تنفل بصالحات الأعمال تزدد في الدنيا عقلا وتزدد من ربك قربا وبه عزا، واعتبر الإسلام العقل من أولي الأخلاق قبل الدين حتي ذكر الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إن المكارم أخلاق مطهرة فالعقل أولها والدين ثانيها، والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والعرف ساديها، والبر سابعها والصبر ثامنها والشكر تاسعها واللين عاشيها، والنفس تعلم أني لا أصدقها ولست أرشد إلا حين أعصيها، والعين تعلم في عيني محدثها من كان من حزبها أو من أعاديها عيناك قد دلتا عيني منك على أشياء لولاهما ما كنت تبديها، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.

“الأحمق أبغض خلق الله إليه، إذ حرمه أعز الأشياء عليه” فالعاقل يسعد ويُسعد، أما ضعيف العقل يشقى ويُشقي، لذلك أنا أقول ولا أبالغ والله ما من عطاء إلهي يفوق في قيمته عطاء العقل أن يهبك الله عقلا راجحا، يعينك أن تعيش بين الناس، على أن يحبك الناس، ويعني أنت بالعقل والحكمة، تسعد بزوجة من الدرجة الخامسة، ومن دون عقل ولا حكمة تشقى بزوجة من الدرجة الأولى، فأنت بالعقل والحكمة تعيش بدخل محدود، ومن دون عقل وحكمة تدمر نفسك وأنت بدخل غير محدود، فيقول رسول الله عليه الصلاة والسلام “ما اكتسب رجل مثل فضل عقل يهدي صاحبه إلى هدى ويرده عن ردى وما تم إيمان عبد ولا استقام دينه حتى يكمل عقله” ويقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أصل الرجل عقله، وحسبه دينه، ومروءته خلقه.

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email