(ثقف) برنامج لتوسيع نطاق التنمية الثقافية لدى الأفراد  – جريدة اخر الاسبوع

(ثقف) برنامج لتوسيع نطاق التنمية الثقافية لدى الأفراد 

 

 كتبت:-  زين حسني علي

 

يعد برنامج ثقف الذي أطلق عبر الإعلام الإجتماعي ووالوكالات الإخبارية والمحلية من أكثر البرامج ثراء، بنشر الثقافة العربية بجميع فصولها الأدبية. 

حيث يجسد أصالة الأجيال وعراقة حكمتهم في مشهد ثقافي ينقلها من أجيال اندثرت إلى جيلنا الحالي الذي يعاني من انسداد في شريان الثقافة والإرث المعرفي وذلك للتطور المستمر في الأجهزة الذكية مماساهم في خلق جيل خالي من التجارب والحكمة وذلك من خلال طمس ملامح هويته الثقافية وحجب المعرفة.

ذلك وانطلاقا من المسؤولية المجتمعية التي تقع على عاتق مؤسسات المجتمع المدني والكتاب والمعلمين والمثقفين جاء هذا البرنامج ليحمل لهم الإنعاش الثقافي المعرفي للإرث الشعبي وإحياء فن أسلوب سرد القصص الذي كان في المجالس الشعبية الدسمه بالحضور لسماع هذه القصص ذات السمات المشوقه للحضور والمتسلحة بحب الفضول لمعرفة نهاية هذه القصص والعبرة المستوحاة منها والحكمة والغاية من سردها.

 

 ومن مكتبة الأدب العربي إخترنا لكم قصص منوعه بالخبرة لذيذة الحكمه

من كتاب كليلة ودمنة للكاتب ابن المقفع

 

 

 

 التعريف بالكاتب

 

هو أبو محمد عبد الله مؤلف وكاتب من البصرة .

لقب أبوه بالمقفع لأنه سرق مبلغا من المال من خزانة كان مئتمنا عليه فعاقبه الحجاج بن يوسف بأن ضربه على يده بعصا من الحديد إلى أن تقفعت يداه أي تورمت وإنتفخت .

 

اشتهر (ابن المقفع) بذكائه وكرمه وأخلاقه الحميدة. ونستطيع أن نعرف عنه صدقه من خلال كتاباته وحبه للأصدقاء حتى قال: ” ابذل لصديقك دمك ومالك .

 

 

 

بقيت الكتب التي كتبها أو نقلها عن الفارسية أو الهندية والبنغالية أو اليونانية مرجعا لأنّ الكتب الأصلية ضاعت. وقد ترك لنا ابن المقفّع الكثير من الكنوز رغم أنه لم يعمّر طويلا… لكنّ أدبه عمّر وسيعمِّر.

 

 

 

               كتاب كليلة ودمنة

 

                   ابن المقفع

 

  كان يسمى قبل أن يترجم إلى اللغة العربية باسم الفصول الخمسة وهي مجموعة قصص ذات طابع يرتبط بالحكمة والأخلاق .

 

كليلة ودمنة قصة الفيلسوف بيدبا ، حيث تروى قصة عن ملك هندي يدعى دبشليم طلب من حكيمه أن يؤلف له خلاصة الحكمة بأسلوب مسلٍ.

 

معظم شخصيات قصص كليلة ودمنة عبارة عن حيوانات برية ، فالأسد هو الملك ، وخادمه ثور اسمه شتربة ، وكليلة ودمنة: وهما اثنان من حيوان ابن آوى وشخصيات أخرى عديدة .هكذا تدور القصص بالكامل ضمن الغابة وعلى ألسنة هذه الحيوانات. الكتاب وضع على ألسنة البهائم والطيور وحوى تعاليم أخلاقية موجهة إلى رجال الحكم وأفراد المجتمع.

 

كتاب كليلة ودمنة هو كتاب هادف فهو ليس مجرد سرد لحكايات تشتمل على خرافات حيوانية بل هو كتاب يهدف إلى النصح الخلقي والإصلاح الاجتماعي والتوجيه السياسي.

 

                                       

القصة الأولى 

 

القرد والنجار

 

زعموا أن قردًا رأى نجارًا يشق خشبةً و هو راكب عليها, و كلما شق منها ذراعًا ادخل فيه وتدًا.فوقف ينظر إليه و قد أعجبه ذلك. ثم إن النجار ذهب لبعض شأنه فركب القرد الخشبة و جعل وجهه قبل الوتد فلزم الشق عليه*, فكاد يغشى عليه من الألم. ثم إن النجار وافاه فوجده على تلك الحالة, فأقبل عليه يضربه, فكان ما لقي من النجار من الضرب أشد ممَا أصابه من الخشبة.و يضرب هذا المثل فيمن يتكلف من القول و الفعل ما ليس من شكله.

 

 

القصة الثانية

 

 

الثعلب والطبل

 

زعموا أن ثعلبا أتى أجمة فيها طبل معلق على شجرة, و كلما هبت الريح على أغصان تلك الشجرة حرَكتها, فضربت الطبل, فسُمع له صوتٌ عظيم باهر. فتوجه الثعلب نحوه لأجل ما سمع من عظيم صوته ; فلما أتاه وجده ضخــما, فأيقن في نفسه بكثرة الشحم و اللحم, فعالجه حتى شقه. فلما رآه أجوف لا شيء فيه قال : لا أدري لعل أفشل الأشياء أجهرها صوتا* و أعظمها جثة .

 

 القصة الثالثة

 

القملة والبرغوث

 

زعموا أنَ قملة ً لزمت فراش رجل من الأغنياء دهرا ً فكانت تصيب من دمه و هو نائم لا يشعر , و تدبَ دبيبا رفيقا . فمكثت كذلك حينا حتى استضافها ليلة من الليالي برغوث, فقالت له: بت الليلة عندنا في دم طيب و فراش لين. فأقام البرغوث عندها حتى إذا آوى الرجل إلى فراشه و ثب عليه البرغوث فلدغه لدغة أيقظته و أطارت النوم عنه, فقام الرجل و أمر أن يفتش فراشه فنظر فلم ير إلا القملة فأخذت فقصعت* و فر البرغوث .

و يضرب هذا المثل نعلم أن صاحب الشر لا يسلم من شره أحد و يقال : إن استضافك ضيف ساعة من نهار , و أنت تعرف أخلاقه , فلا تأمنه على نفسك , و لا تأمن أن يصلك منه أو بسببه ما أصاب القملة من البرغوث.

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email