أفعى الخمس دقائق المميتة – جريدة اخر الاسبوع

أفعى الخمس دقائق المميتة

بقلم
المؤلف والمخرج
فارس البحيري

أفعى الخمس دقائق كادت أن تقتلني لولا وجود
(چاك) صديقي الوفي الذي أنقذ حياتي..
اليوم بعد الإفطار صعدت فوق الڤيلا كعادتي كل ليلة حيث الهدوء والهواء النقي ونسمة بعد الإفطار…
النسمة العليلة التي تبعث في النفس الطمأنينة
هذه الڤيلا التي أقيم فيها منذ فترة قصيرة في مدينة السلمانية حيث أعكف علي الإنتهاء من تعديلات فيلمي الجديد. وهي ڤيلا متكاملة لا ينقصها شئ. ولكن يوجد حولها أرض صحراء تحدها من جانب ويحدها من جانب أخر ڤيلا أخرى يسكنها جيران ومن أمامي الطريق العام داخل المدينة وتحدها من الجانب الأخر ڤيلا أخرى ( تحت الإنشاءات ) حيث يسكنها بعض الأفاعي القاتلة والثعابين السامة وهذا ما علمته الليلة فقط بعد أن تعرضت لهذه الواقعة التي سوف أرويها لكم تفصيلياً. بعد أن صعدت فوق الڤيلا جلست أتصفح الفيس بوك وأرد علي الأصدقاء…
وإذا بي أسمع صوت (چاك) وهو يصارع شيء
نظرت له من فوق الڤيلا وناديته أكثر من مره ولكنه لم ينتبه لي وسمعت صوته يعلوا أكثر فأكثر. أسرعت بالنزول علي سلالم الڤيلا الداخلية وأنا أنوي أن أعنفه بشدة لعدم الإنصياع لي وبعد أن وصلت الدور الأرضي كان باب الڤيلا مغلق من الداخل. فتحته بسرعة البرق حيث كان صوت (چاك) يعلو أكثر وإذا بي أرى أمامي
أفعى الخمس دقائق الشهيرة والتي سميت بهذا الإسم لأنه عندما تلدغ أحداً يموت في خلال خمس دقائق عفانا الله وإياكم وكفانا شرها.
رأيتها وهي تصارع (چاك) بكل وحشية. تقف أمامه رافعة رأسها نصف متر. طولها متر ونصف (چاك) بمجرد أن رأني أخرج من باب الڤيلا هي كانت تقف في مواجهة (چاك) وظهرها لي وهو في مواجهتها ووجهه لي وفجأة قفذ من فوقها بحيث يكون أمامي في مواجهتها وفجأة ألتفتت وهي تبخ السم في وجهه ولا تتراجع وهو يهجم عليها وأنا مرعوب منها..
لقد قرأت عنها كثيراً وحدثني عنها صديقي (فرينك) ولكني لم أراها بهذا القرب بهذا الغضب كان بيننا حوالي مترين فقط ويفصل بيننا (چاك) أنا ثابت في مكاني وچاك يتصارع معها بشراسة لا مثيل لها.. أسرعت أبحث عن شيء لم ترى عيني أي شيء.
وفجأة انقض عليها (چاك ) كالوحش وأمسكها من منتصف وسطها ودار بها حول نفسه وهو يعضها بشراسة فقامت بلدغه في رقبته فأفلتها.
دارت حول نفسها لدقيقة كان بإمكاني قتلها ولكن رغم غضبي منها وخوفي لم أفعل لأني لا أحب أن أقتل كائن ضعيف.. رغم إني كنت في حالة دفاع عن النفس وإذا قتلته لم أرتكب ذنب ولكني قررت أن لا أقتلها.. حجزت بينها وبين (چاك) حتى أعطيها فرصة للهرب وقلت لها ثلاث مرات..
إذهبي في طريقك كما علمني ذلك عالم الزواحف المميتة صديقي (فرينك) الذي يطوف العالم كله بحثاً عن هذه الزواحف ليضعها في مكانها الصحيح بعيداً عن البشر .. كررت ذلك ثلاث مرات علي مسامعها وأنا أنظر في عيونها مباشرةً..
إذهبي في طريقك . ولكنها لم تذهب ووقفت رافعة رأسها في تحدي واضح في الوقت الذي أفلت مني (چاك) وهو ينقض عليها من جديد ولكنها أسرعت هذه المرة بالهروب منه واختفت بين الحشائش ظل هو يلاحقها حتي خرجت من السور العازل بين ڤيلتي والڤيلا الأخرى…
أنا لا أخفيكم سراً كنت في شدة الرعب وحتي كتابة هذه السطور لا تزال أصابع يدي ترتعش
هذا هو الموقف الأول الذي أكتشفت فيه شجاعة (چاك ) صديقي الصدوق الوفي المخلص الذي كاد أن يفقد حياته لينقذ حياتي…
بعد ذلك جلست وأنا أرتعش وهو ينظر إلى ويمسح رأسه ويحتك بي وينظر إلى وعيونه كلها تسائل ينقصه فقط أن ينطق ويتحدث إلى ويسألني.؟
هل أنت بخير..؟
هل تأذيت..؟
هل حدث لك مكروه..؟
إحتضنته وبكيت وأنا أقبله بكل شكر وإمتنان.
هذا الكائن الوفي الصادق الأمين الذي أنقذ حياتي اليوم.
فسبحان الله الذي خلق وعلم وأبدع في تعليم جميع الكائنات بالفطرة الربانية.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
شكراً لكي أيتها الأفعي وشكراً كثيراً لك يا (چاك) الآن أصبحت لدى قصة أرويها لإبنتي (فريدة) في المستقبل عندما أجد أمها أولاً

Please follow and like us:
Pin Share
اترك رد
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email