أنا وأنت وكلنا عرايا – جريدة اخر الاسبوع

أنا وأنت وكلنا عرايا

بقلم / زهراء عبدالقادر
العري يعني عدم ارتداء ملابس أو يشير إلى ارتداء ملابس أقل بكثير مما كان متوقعا وخاصة في فضح الأجزاء الحميمة من الجسم. وغالبا ما يكون التعري أمام الغرباء من نفس الجنس أكثر قبولا من أمام تلك أو غيرها من كلا الجنسين في بعض الثقافات رؤية بعضنا البعض عاريا يعتبر غير ملائم ومحرجا. أما ما أقصده عن العري في مقالي هذا (أنا وأنت وكلنا عرايا) سوف يستغرق سلسلة من الحلقات….. الحلقة الاولي أننا عرايا أمام الصهاينة واليهود وسوف نستعرض هذا في السطور القادمة في كتاب (انتيخرستوس) في الفصل ال (11) ألم يَإن الأوان ياسيدي؟ للدكتور أحمد خالد مصطفي يحكي هذه رسالة ترسلها شيطانة تدعى “سباي” عبر الأثير.. إلى مجهول.. على شبكة مجهولة.. بتردد مجهول.. سيدي قد طال الأمد.. قلوبنا وحواسنا وأرواحنا اشتاقت إليك.. حان الوقت يا سيدي.. لقد صار كل شيء كما أردته أن يصير.. فعلنا كل ما علمتنا أن نفعله يا سيدي.. ونجحنا.. لقد نجحنا يا عظيمنا ويا كبيرنا.. نجحنا ولم يعد أمامنا إلا أن نراك.. لم يبقَ إلا أن تُطفىء نار الشوق في قلوب ذابت من قسوة الانتظار.. دهورًا وراءها دهور.. ألم يئن الأوان ياسيدي؟ كل شيء أمرتنا أن نفعله فعلناه كما أمرت.. أنا أذكر كل تعاليمك بحذافيرها.. إن علمك ليس له أي حدود.. أذكر كيف كان البشر في الحرب العالمية الثانية قد اخترعوا جهازًا ضخمًا بحجم عدة غرف وسموه “الإينياك”.. أذكر ياسيدي كيف علمتنا أن هؤلاء البشر حمقى وأمرتنا أن نقدم إليهم جهازهم البشع الضخم هذا في شريحة من السيليكون لا يتجاوز حجمها حجم الأنملة شريحة سموها المعالج أو ال Processor .. أذكر سعادتهم وهم يظنون أن ما حدث كان من بنات أفكارهم.. وكيف تمكَّنوا لأول مرة في حياتهم من صنع جهاز ذكي بحجم التلفاز .. جهاز سموه الكمبيوتر. كانوا يستخدمون الكمبيوتر في شركاتهم وحساباتهم الغبية العديمة الفائدة.. ثم أمرتنا ياسيدي فنفذنا أمرك.. وعلمتنا ياسيدي فطبقنا علمك.. أمرتنا أن نُدخل الكمبيوتر في كل بيت من بيوت العالم.. وعلمتنا كيف نفعل ذلك بتطوير برامج ذات واجهة تفاعلية جذَّابة.. برامج علمتنا أن نسميها “ويندوز”.. لتكون كما يوحي اسمها.. نافذة من نوافذ البيت.. نافذة إلى الداخل وليس إلى الخارج.. وبرامج أخرى علمتنا أن نسميها ماكينتوش.. وهو اسم مقتبس من عائلة اسكتلندية تحمل نفس الاسم. . وهو يعني بالاسكتلندية “ابن الزعيم”.. وهو اسم يدل عليك بدقة.. فأنت زعيمنا.. وابن زعيمنا. يالسعة علمك. . ويالعظمة نورك ياسيدي.. إن الكمبيوتر داخل كل بيت كان مخزنًا يضع عليه المرء وثائقه وصوره وفيديوهاته.. وعلى المستوى العسكري كان نقل المعلومة من كمبيوتر في بلدٍ ما إلى كمبيوتر آخر في بلد أخرى يتم يدويًّا.. فتفضلت علينا ياسيدي وعلمتنا أن نعلمهم كيف يمكنهم أن يوصلوا بين عدة كمبيوترات بأسلاك تليفونية.. وبهذا صَنعت وزارة الدفاع الأمريكية (داربا) أول شبكة لنقل المعلومات العسكرية وسموها “أربانِت”.. يظنون أنفسهم أذكياء.. ولا يدرون أنك ياسيدي المعلم الأعظم. كانت “أربانِت” توصل بين أربعة أجهزة في غرب أمريكا.. ثم أصبحت توصل بين مئات الأجهزة داخل وخارج أمريكا.. أجهزة في مؤسسات عسكرية وجامعات.. لكن لاختلاف أنظمة الأجهزة بينها وبين بعضها وجد البشر الحمقى أنفسهم عاجزين عن نقل المعلومات فيما يقرب من نصف الحالات.. وهنا أمرتنا ياسيدي وعلمتنا أن نوحي إليهم من وحي علمك.. فأوحينا إليهم بلغة عالمية تفهمها كل الأجهزة في جميع أنحاء العالم.. لغة سموها HTML .. وعلمناهم كيف يعطون كل وثيقة يريدون نقلها أو أي صورة عنوانا يميزها.. عنوان سموه URL. وبهذا تمكنوا من نقل كل شيء من أي جهاز إلى أي جهاز آخر بسرعة عالية.. وأصبح يمكن لكمبيوتر في فرنسا أن يرى صورة موضوعة على كمبيوتر آخر في أمريكا بمجرد أن يكتب عنوانها.. كان هذا فتحًا عظيمًا لحضارتهم.. وأصبحت الشبكة تضم مئات الآلاف من الأجهزة حول العالم ويمكن لأي شخص الدخول عليها فور أن يوصل الكمبيوتر الخاص به بسلك التليفون.. سموا هذا الفتح العظيم “الإنترنت”.. والتي هي في الواقع حفيدة “أربانِت”. ساعتها عرفنا أن وقت الهزل قد انتهى.. ودخل وقت الجد.. بمجرد أن يوصل الشخص جهازه بالإنترنت ويظهر له أن جهازه الآن متصل.. يتحدد موقعه لدينا بمنتهى الدقة.. فنتدفق كالنهر إلى داخل جهازه ونبدأ في البحث عن وثائقه الشخصية وصوره وملفاته الهامة وننقلها إلينا بدون أن يشعر.. ظننا أننا بهذا قد وصلنا لكل ما نريد.. لكنك علمتنا أن هذا لاشيء.. فأصغينا إليك في انبهارٍ وأنت تشرح لنا ما ينبغي أن نفعل.. كم أنت عبقري يا سيدي.. كم أنت عبقري. الي اللقاء في الحلقة الثانية. (أنا وأنت وكلنا عرايا)

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email