أثر الفراشة
الحياة دائمًا تحدث بها أشياءٍ غير متوقعة يمكن لقرار أو حدث واحد أن يغير واقعًا بالكامل مثل تلك النظرية “أثر الفراشة” والتي تقول أن يمكن لرفرفة جناح فراشة في بلدٍ ما أن تُسبب أعصار فى بلدٍ في النصف الآخر من العالم …
غالبًا في البداية كانوا يستهزءوا بتلك النظرية لكن الواقع ظل يُثبت أنها صحيحة مثل الحرب العالمية الأولى التي أُندلعت بسبب قتل فرد واحد دون أى مؤامرة أو طلب من أى دولة فعل طائش أدى إلى قتل ملايين من البشر ومجاعات ودمار دول بالكامل وأستمرت حتى حرب عالمية ثانية
هذا هو أثر الفراشة تصرف بسيط أو قرار يمكن أن يغير خريطة بأكملها
وهذا يُطبق في الحياة اليومية الروتينية أيضًا في كل مكان بين البشر على نطاق أضيق فأن التغيرات تحدث كل يوم وهنا يكمن السؤال هل يمكن أن ينجو أحد من ذلك الأثر وما هو مفهوم النجاة هنا ؟!
هناك أشخاص أحيانا لا يتقبلوا التغيير أبدًا ويظلوا واقفون في اماكنهم على أمل أن يعود كل شئ كما سبق يتزعزع أمانهم ويشعرون كأن بيوتهم دُمرت وأصبحوا الآن في العراء وهناك آخرون من نفس الفئة يظنون أن الواقع والكون سيسير حسب توقعاتهم وحسابتهم وأى شئ آخر غير الذي في أذهانهم ما هو إلا عبث وأظن أن هذان الأثنان هما الهالكان في هذا الأثر بالتأكيد
وهناك فئة آخرى والذين يتلقون هذا التغيير بشئٍ من الصدمة مع الآلم والبكاء وعدم التصديق ومحاولة الأنكار وأغماض العينين لتجنب رؤية ذلك التغيير لكن في النهاية يدركوا أن لا مفر والهروب من الواقع لن يغير شئ بل يمكن أن يدمرهم وعند أدراك تلك النقطة يبدأ تقبل الواقع قليلاً مع أعادة رسم الحاضر والمستقبل من جديد
يجب أن ننظر للتغيير بشئ من الإيجابية فلا يمكن أن تكون كل التغيرات التي يمكن أن تحدث سيئه إلى هذا الحد أو حتى لو كان التغيير سيئ بالنسبة إليك يمكن أن يكون إيجابيًا لغيرك ولا أعتقد أن التأثير السلبي يمكن أن يدوم طويلا سيختفي في وقتا ما وأحيانا يكون الفرح لغيرك هو ضمادة صدمة التغيير تلك
وهذا هو الواقع أن لم تمت من ذلك التغيير ولم تكن من فئة الهالكين فأنت نجوت بشكلٍ ما وأصبحت أقوى لما هو قادم
فمن يعلم يمكن أن يحدث أثر فراشة جديد….
