كتب دكتور / أحمد موافي
خبير التخطيط الإستراتيجي في الشرق الاوسط ومدرب معتمد من الهيئة الأمريكيه للعلوم والتكنولوجيا والشبكه الأهليه للتدريب
متابعة محمود كروز
كل ما سيتم سرده هو من وحي الخيال و لكن يعبر عن يوم من واقع قائد مستقبلي دعونا نسبح في يوم من ايام احد القادة داخل مؤسسته لنعرف كيف يتعامل هذا القائد مع كل المواقف الممكنة و كيف نتعلم من هذه المواقف خصوصا المديرين الحاليين او من يتطلع لان يصبح في منصب اداري و يتحدث قائدنا اليوم عن اول يوم يتم فيه اعلانه مديرا و يقول:
استيقظت مبكرا ذاهبا الي عملي المعتاد يوميا و اخذت افكر في الايام السابقة و كيف كان يتعامل معي مديري قبل ان يتم ترقيتي الي كبير مهندسين و كيف اصبح يعاملني في الستة اشهر الاخيرة بصورة مختلفة و يضع بعض المهام التي لا علاقة لي بها ضمن مسؤليتي و لماذا لا يجيب عن الاسئلة الكثيرة التي اطرحه عليه ها انا قد وصلت الي مكتبي مبكرا عن موعدي الرسمي بحوالي 15 دقيقة و بدءت في مراجعة الايميل الشخصي لاجد ما لايحمد عقباه لقد وجدت ايميل من مديري يطلب فيه الاجتماع مع فريق العمل في تمام العاشرة صباحا لبحث بعض الامور التي لا اعلم عنها شئ و ما الجديد و لكن صيغة الايميل في هذه المرة اثارة الفضول و الريبة في نفس الوقت و لكن ما اثار الرعب في نفسي هو الايميل الذي ارسلته الي رئيس الشعبة الهندسية عضو مجلس الادارة طالبا منه اجتماع عاجل لمناقشة خطة لتطوير قسم الادارة الهندسية التي اعمل بها و لكني قد تجاوزت هذا الشعور و بدءت مرة اخري في مراجعة الايميل الخاص بي و مراجعة الطلبات التي لا حصر لها من الاقسام الاخري و كآن قسم الادارة الهندسية لا يوجد به شخص غيري يلبي طلبات الاقسام الاخري و هذا ما يثير اشمئزازي لماذا جميع المهندسين لا يعملون مثلما اعمل لماذا انا الوحيد الذي اتحمل كل هذا الكم من الطلبات من الادارات المختلفة بل و من داخل الادارة لماذا يعتمد علي مديري في كل كبيرة و صغيرة و لماذا انا الذي يقود الاجتماعات اليومية مع فريق العمل بتكليف من مديري و يتركني انا اواجه كل متاعب فريق العمل الذي يحتوي علي مجموعة كبيرة من المهندسين منهم من هم اكبر مني سننا و منهم من هم حديثي التخرج كل ذلك دون مقابل او حتي كلمة شكر واحدة و بدء الزملاء في الحضور واحد تلو الاخر و بدءت الاحاديث الجانبية المملة و المزعجة فهناك احدي الزميلات تتحدث عن مشاكلها الزوجية و هنا زميل بدء في تناول وجبة الافطار و هنا من بدء يعمل علي نغمات المهرجانات الهابطة التي تثير الاشمئزاز و هنا من يسال عن بعض مهامه التي لا يعرف كيف يقوم بها و فجاة اصبح الجميع يتحدث عن اجتماع اليوم مع المدير الذي سيتم عقده في تمام الساعة العاشرة صباحا و هل هو اجتماع للتوبيخ المعتاد يوميا و لكن صيغة الطلب هذه المرة مختلفة و بدء الجميع يضع توقعاته و تكهناته عن هذا الاجتماع و انا لا اكترث و لا اهتم اي ان كان نتيجة هذا الاجتماع فانا لدي مهامي التي اقوم بها علي اكمل وجه و احاول ان انمي قدراتي لان لدي اهداف محددة اريد تحقيقها و من اهمها كيفية تطوير الادارة الهندسية و اريد ان انفذ مشروعي لتنمية هذه الادارة و وضع نظام يقضي علي الفوضي الموجودة داخال هذا القسم و من اهمها ان يتم وضع لائحة للثواب و العقاب و وضع خطة تطوير شاملة للزملاء داخل القسم ايضا ان يتم التقييم السنوي علي اساس عادل و ليس علي اساس الاقرب الي المدير و بالتالي زيادة سنوية عادلة و كل هذه الخطط التي تحطمت امام صخرة مديري عندما رفض الاستماع الي مقترحاتي لتطوير الادارة العقيمة مثلما يطلق عليها جميع العاملين في الادرات الاخرة
ها قد مرت الساعة تلو الاخري و قد اقتربت ساعة الاجتماع المزعوم و دخلنا جميعا الي قاعة الاجتماعات كلا من يضع توقعاته امام اعينه و ينتظر نتيجة هذه التوقعات بل ان البعض قد تراهنوا فيما بينهم علي مغزي هذا الاجتماع و لكن لا احد يعلم ما بداخلي من رعب و تحديدا و كالعادة فقد دخلت قاعة الاجتماعات اولا و قبل الجميع و لما لا و بقية الزملاء علي موعد مع الثرثرة الغير مفيدة و لكني تفاجات بوجود رئيس الشعبة الهندسية في قاعة الاجتماعات يقوم بمراجعة مجموعة من الاوراق فاعتذرت له علي اختراقي قاعة الاجتماعات و ذكرته بان القاعة محجوزة لاجتماع مع مدير الادارة و تفاجات بان رئيس الشعبة يقول لي انه يعلم و انه جزء من هذا الاجتماع عندها تاكدت بان كل مخاوفي في محلها و انني هالك لا محالة و بدءت افكر ما بعد الاقالة و افكر كيف تهورت و ارسلت خطة تطوير الادارة الي رئيس الشعبة و بالتاكيد هو من وشي بي لدي مديري لكي يطيح بي خارج الشركة.
ها قد بدء الزملاء في التوافد علي الاجتماع متاخرين كالعادة و معهم سيادة مدير القسم و قد ظهر عليه اثار الحزن التي لا اعلم سببها و لكني كنت افكر فيما هو اقوي من ذلك و هو ماذا سافعل بعد اعلان اقالتي و هل سيتم اعلان اقالتي امام الجميع حتي اصبح عبرة لمن يفكر في وضع خطط لتطوير المؤسسة و بدء الاجتماع بكلمة من السيد رئيس الشعبة ابدي فيها غضبه من تاخر الجميع علي موعد الاجتماع و بعد ذلك بدء في امتداحي امام الجميع علي غير ما توقعت تماما و لكن دون ان اعلم نهاية هذا المدح و اصبحت تمر الدقائق ثقيلة و الجميع و انا منهم لديه الفضول ليعرف ماذا بعد. و بالفعل لقد جاءت اللحظة التي يعلن فيها رئيس الشعبة مجموعة من القرارات الهامة اولها نقل مديري من الادارة الي فرع اخر و هنا بدءت افكر من بعده و هنا جاءت كلمات رئيس الشعبة عن الخيار الجديد لمدير القسم و المعايير التي تم استخدامها لاختيار خليفة لمديري السابق و منها المؤهلات العلمية و الخطط المستقبلية لتطوير الادارة و خطة التطوير و…….. و اخيرا اعلن انني اصبحت مديرا لهذه الادارة نعم قالها اخيرا لقد حققت ما خططت اليه منذ سنوات عندما انضممت الي هذه المؤسسة حديث التخرج نعم في هذه اللحظة تذكرت كيف كانت السنين تمر ثقيلة من كثرة الدراسة و الحصول علي الماجستير و الكثير من الدورات التدريبية و كيف انني تجاوزت كل مضايقات مديري و عدم اهتمامه بتطوير مهاراتي الفنية او الادارية و انا من تحمل ذلك علي مدار السنين السابقة بل كنت اهتم ايضا بتطوير من هم حولي من الزملاء و الاخذ بايديهم
