المملكة العربية السعودية إلي أين؟ – جريدة اخر الاسبوع

المملكة العربية السعودية إلي أين؟

محمد حسن حمادة يكتب:

 

الأحمق وحده هو من يتكهن بنجاح مسار الإصلاحات الدستورية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية، والأحمق وحده هو من لايشجع هذه الإصلاحات، كانت هذه الكلمات خلاصة للمقابلة التي أجراها الكاتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في حوار أجراه فريدمان لصحيفة النيويورك تايمز الأمريكية منذ عدة أسابيع.

المملكة العربية السعودية إلي أين؟
وقيادتها الشابة الجديدة بين الاندفاع والتهور بين القديم والحديث بين القبول والاستهجان بين الرؤية المستقبلية الجديدة ومسايرة التكنولوجيا والحداثة وانفتاح المملكة علي العالم بوضعها في ركب المدنية والحضارة وبين مواجهة معقل المحافظين والأصولية الإسلامية المتشددة التي لطالما كانت ورقة التوت التي تلتحف بها أسرة آل سعود في تدعيم ملكهم لكن يبدو أنه في عهد محمد بن سلمان أصبح هذا من ميراث الماضي والتركة الثقيلة التي يجب علي بن سلمان التخلص منها.

وبالفعل يخترق الوافد الملكي الجديد هذا التابوه ويجرد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الكثير من صلاحياتها وقبل دخوله هذه المعركة غير المأمونة العواقب يستعين بالشيخ محمد العيسي رجل الدين الإصلاحي ورئيس رابطة العالم الإسلامي ليسانده في صراعه مع رجال الدين ويخفف من وطأة معارضتهم علي غرار المثل القائل داوني بالتي كانت هي الداء ولايفل الحديد إلا الحديد.

أما المعركة الأخري التي لاتقل إثارة لمحمد بن سلمان فكانت مع طبقة رجال المال والأعمال واحتجاز بن سلمان ل381 رجل أعمال سعودي علي رأسهم الوليد بن طلال في فندق ريتز كارلتون بالرياض نوفمبرالماضي وطلب منهم 100مليار دولار مقابل الإفراج عنهم وإطلاق سراحهم لينتهي الصدام لصالح ولي العهد.

نسبة كبيرة من شباب المملكة تؤيد محمد بن سلمان وهذا أمر طبيعي فالشباب السعودي أكثر فئة منهمكة في الحداثة والتكنولوجيا ومتواصلة مع العالم الخارجي علاوة علي نسبة التعليم التي حصلوا عليها سواء في الداخل أو في الخارج وخاصة المبتعثين الجدد الذين تعلموا في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لهم كل الحق في الحلم بوطن يكون جزءاً مؤثراً في هذا العالم لذلك فهم أكثر تأييداً لإصلاحات ولي العهد ومساندين لرؤيته الاقتصادية 2030 الهادفة للوصول لاقتصاد سعودي قوي لايعتمد علي موارد النفط.

علي المستوي الخارجي يواجه محمد بن سلمان تحديات جسام وملفات شائكة كعاصفة الحزم فبن سلمان يود الخروج من عاصفة الحزم بأقل الخسائر لكن معضلته الكبري تكمن في الحوثيين الذراع العسكري لإيران في اليمن فهم أشبه بصورة مصغرة لدولة إيران في اليمن وخطر يهدد الأمن القومي للملكة.
أيضا الملف السوري وكيفية التعامل معه فالمملكة تود التخلص من نظام بشار العلوي المدعوم هو أيضا من إيران، ومفتاح اللغز في الملفين هو طهران عدو الرياض الأول ملفين شائكين بمثابة قنبلتين موقوتتين في وجه المملكة وولي عهدها كيف سينجو من الأول و إلي أي مدي سينجح في التعامل مع الثاني؟

نتوسم أن لاتكون الإصلاحات في المملكة مجرد قشور مجرد تزيين لجلباب من طراز قديم فالإصلاح الحقيقي ليس مجرد إفتتاح دور جديدة للسينما وعروض ترفيهية والسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة وعروض الكيك بوكسينج.
فلم يعد أمام المملكة إلا خوض غمار الإصلاح الحقيقي فليس أمام الشعب السعودي خيارات بديلة فالإصلاح أصبح إجبارياً.
فماذا بعد مرحلة نضوب النفط التي باتت وشيكة…؟

Please follow and like us:
Pin Share
اترك رد
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email