الملتقى الدولي حول ترهين الخطاب النقدي العربي بجامعة البليدة – جريدة اخر الاسبوع

الملتقى الدولي حول ترهين الخطاب النقدي العربي بجامعة البليدة

 

البروفيسورالعماري امحمد يؤكد غياب جهود قومية حثيثة للحفاظ على اللغة العربية وتطويرها

من الجزائر/دليلة بودوح

انتقد نهاية الأسبوع الماضي البروفيسور العماري أمحمد خلال الملتقى الدولي حول ترهين الخطاب النقدي العربي الذي نظمه قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة البليدة 2 انتقد غياب جهود قومية حثيثة للحفاظ على اللغة العربية وتطويرها بحيث أصبحت الشعوب العربية جميعها تتكلم لغة هجينة مختلطة اغلب كلماتها من اللغة العامية.وواضح العماري ان الدول الغربية استطاعت الحفاظ على لغتها وجعلها مواكبة للعصر وخاصة اللغة الانجليزية والتي أصبحت لغة العصر ولغة التكنولوجيا بل امتد اهتمام تلك الدول إلى محاولة الغزو اللغوي الذي يجتاح بلدان العالم الثالث بفعل وسائط التواصل والتبعية الاقتصادية فصارت حتى اللغة العربية في الحديث اليومي أو حتى في الإنتاج الأدبي والنقدي ممزوجة باللغة الانجليزية في حين أن اللغة العربية قادرة على التعبير عن كل المواقف الإنسانية والمفاهيم باعتبار أنها تملك أوزان مختلفة قابلة للتطوير لكن كل ذلك صار حلما فقط نظرا للحروب التي شهدتها بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة والتي أجهضت المحاولات التي ظهرت خلال الثمانينات للنهوض باللغة العربية من خلال إنشاء مجامع لغوية تجمع باحثين عرب من عدة دول وتضع مقاييس جديدة للتوليد اللغوي. الى جانب ظهور أزمات سياسية جعلت الاهتمام باللغة العربية أخر الاهتمامات عند مختلف أجندات العمل السياسي عند العرب اليوم.وأكد البروفيسور العماري في سياق متصل انه في حالة استمرار الوضع بهذا الإهمال للغة العربية فان ذلك سيجعل فهمها عند الأحفاد يتطلب تحصيلا علميا جديدا مثل تعلم لغة أجنبية بحيث ستصير اللغة العربية عند العرب غريبة وتعلمها يتطلب جهدا مضنيا وسيكون الاختيار أمام الأجيال المقبلة بين تعلم اللغة العربية أو تعلم لغة أجنبية أخرى وهناك سيختار تعلم اللغة الانجليزية لأنها صارت لغة العصر ولغة التكنولوجيا والتطور وهو ما قد يساهم بدوره في زرع الثقافات الغربية وطمس الثقافة العربية.وانتقدت الدكتورة ويزة غربي خلال جلسة علمية في اليوم الثاني من اللقاء الفهم الشائع والذي يفرض أن يكون فهم المثاقفة على أساس الأخذ عن الأخر مشيرة إلى ضرورة أن تكون المثاقفة هي عملية اخذ وعطاء.وفي هذا الإطار اعتبر رئيس الجلسة العلمية الأولى للملتقى البروفيسور العماري أمحمد أن الوقت الراهن هو الذي فرض أن تكون المثاقفة هي اخذ العرب عن الغرب بسبب أن الحضارة السائدة في هذا العصر هي الحضارة الغربية ولهذا هي المؤثرة في كل شعوب العالم مشيرا إلى أن الغرب كان مولعا بالثقافة العربية ومضطرا للتأثر بها والأخذ عنها خلال العصر العباسي وذلك بسبب سيادة الحضارة العربية الإسلامية آنذاك فكان لزاما على الشعوب الغربية الأخذ عن العرب للنهوض بواقعهم الذي كانت تسيطر عليه الكنيسة بأفكارها.مؤكدا في السياق ان فعل المثاقفة يختلف من عصر لأخر والأمم مضطرة للأخذ عن بعضها البعض كلما سادت حضارة أثرت في غيرها و أخضعتها للأخذ عنها وكذلك اللغة فانتشار اللغة مرهون بتطورها ومواكبتها مستجدات العصر .ودعا العماري في هذا الاطار الى ضرورة إنشاء هيئات قومية مشتركة بين الدول العربية تكون مشكلة من مختلف عناصر النخبة في الدراسات اللغوية واللسانية الى جانب وضع صندوق خاص لتمويل تلك الهيئات تساهم فيه جميع الدول العربية وهذا من اجل الحفاظ على اللغة العربية وتطويرها في حركة متسارعة لمواكبة العصر.

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email