التربية والتعليم – جريدة اخر الاسبوع

التربية والتعليم


بقلم / كواعب احمد البراهمي

 


بداية اضع المسئولية شبه كاملة على وزارة التربية والتعليم، وذلك حيث أنها المسئول الأول وقبل الاهل عن التربية والتنشئة وتعليم الأطفال السلوك القويم .
حيث أنه من المفترض أن الطفل يتعامل مع المجتمع وأن تصرفاته مع غير أسرته يختلف عن تصرفاته داخل أسرته ، وهو ما يسمي بالتواصل المجتمعي والذي أصبح للأسف في منتهى السوء . فالطفل أو التلميذ يقضي أغلب وقته بالمدرسة أو هكذا المفروض . ويتعلم بداخلها كل السلوكيات ، بداية من حسن الجوار مع زميله والتعاون إلى حب الوطن والدفاع عنه وحفظ الممتلكات العامة والسلوك الطيب مع الآخرين .
لقد تعلمنا في المدرسة اساسيات السلوك ، تعلمنا كيف نعبر الطريق وكيف نحافظ على الممتلكات العامة ، وكيف أن في الاتحاد قوة ، وكيف يعتمد الإنسان على نفسه ، وكيف يساعد الاخرين ، وكيف يكف أذاه عنهم حتى النظافة الشخصية واستعمال الأدوات الخاصة كالمنشفة والمشط كان لهم درس بالكتاب . تعلمنا احترام الكبير ، والعطف على الصغير وكيف يفتدى الإنسان الوطن بروحه .
كل المبادئ الجميلة والقيم تعلمناها بالمدرسة في دروس بسيطة كانت تأخذ خيالنا لنعيش بداخلها .
ثم تخلت المدرسة عن دورها الأساسي . و أصبح المعلم محاصرا ما بين واجبه في التربية وما بين تعرضه للعقاب اذا عاقب تلميذ . ناهيك عن الشكوى التى تقدم ضده لو حاول أن يقوم بدور الأب. بخلاف طول لسان أولياء الأمور وتطاولهم أمام أولادهم بالالفاظ وأنهم سوف يعاقبون هذا المدرس ابن كذا وكذا . ويسمع الطفل عدم احترام المدرس من والديه فيصغر في نظره .
ثم أتى بعد ذلك التطوير الحديث والتعليم عن بعد وبدلا من أن كان التلميذ يقف في الطابور ليتعلم النظام ويحيي العلم ويقف انتباه واحترام لهذا العلم . فأصبح اغلب المدارس بلا طابور . واختفت حصص الأنشطة من موسيقى وحياكة ومطبخ وتعليم فنون جميلة. ورسم .
وذلك لأن اغلب المدارس فترتين ، فالوقت ضيق .
والأطفال أصبحوا ما بين منازل ضيقة لا مجال فيها للمارسة الرياضة ، وما بين مدرسة ليس بها لهو . إلى ما هو افظع وهو الموبايل الذي سيطر على كل سلوكيات البشر .
والذي هو بيد الأم والأب وبالطبع في يد الطفل .
فمن أين يحصل هذا الطفل المسكين على التربية السليمة ؟ من اين يتعلم الاخلاق والمباديء ؟
وعندما يتجه إلى وسيلة تسلية كالتلفزيون لا يجد سوى العنف والقتل والخيانات الزوجية .
فكيف بالله عليكم نريد مجتمع سليم متقدم ؟؟
إن الوضع المجتمعي يسؤوني و يسوء غيري كثيرين . وكثيرون منافقون يدعون أنهم مستاؤون من الوضع ولكنهم كاذبون حيث يساهمون بصور كثيرة جدا في هذا التردي .
ولكنهم يتنصلون من مسئوليتهم في التربية . ودورهم كأب أو ام، أو معلم في مدرسة .
بل بالعكس تماما فهم أنفسهم يحتاجون إلى تربية من أول وجديد .
لا أريد أن اري العالم بنظارة سوداء . لأن الخير موجود ، ولكن هذا الخير أصبح صغير ،او مستكين ، أو صامت . فدعى ذلك إلى تنامي الشر واستطالته .وتحول الشر إلى سلوكيات فظيعة لم نكن نسمع عنها . حيث انتشرت الجريمة في أن الأم تقتل اولادها . وان البشر يستحلون الحرام وهم ناكرون أنه حرام . فأصبح الحديث عن حياتنا الخاصة فضفضة . وصداقة الولد والبنت تقدم . والاختلاط في صور غير خلقية موجود . أصبح الاولاد لا يفرقون بين الزمالة المحترمة والخوض في أسرار الحياة . حتى الزملاء في العمل يتطرقون إلى اسرار حياتهم مع بعضهم البعض . فأصبحت الحياة مشاع . وبمرور الوقت أصبح هو العادي .
ما أردت بهذا المقال إلا أن ينظر كل انسان لنفسه وداخل منزله وأسرته . لا يحول عينيه إلى نقد الاخرين ، ورؤية اخطاءهم . وترك أخطاء نفسه وأسرته . الموبايل مع الاولاد والبنات خطر و قبل أن تنهر ابنك عن النت راجع وقتك انت مع النت . وقبل أن تأمره باحترامك اجعله يرى احترام والديك وزوجتك وأهل زوجتك في تصرفاتك .
ومن المساويء أيضا أن بعض الآباء ازالوا مع أبنائهم الحواجز من باب الإخوة والصداقة فأصبح الابن لا يحترم أباه ولا من هو أكبر منه سنا . ولا يتحمل مسئولية نفسه ولا احد أفراد أسرته . علموهم تحمل المسئولية في الأعمال ولو كانت بسيطة .
أما المقترح الأهم فهو ضرورة فتح بعض المدارس في الصيف للمارسة الأنشطة الرياضية والأدبية وعمل مسابقات أدبية وفنية ورياضية لكي يخرج الطفل من عالم العزلة ومن التقوقع في حجرته امام الموبايل .
انني فعلا أشفق على هؤلاء الصغار الذين لا يجدون مكانا لممارسة أية رياضة فالشوارع ازدحمت ولا يوجد امان فيها . والشقق ضيقة ، وأغلب الأسر ليس لديها القدرة على اشتراكات النوادي ، والمواصلات ، والأهل مشغولون عنهم . فلا نندهش من إصابة اغلب الاطفال بالتوحد .
الاطفال أمانة ومسئولية ويقع على وزارة التربية والتعليم الدور الأكبر والأهم . أعيدوا المناهج كما كانت وعلموا اولادنا كما تعلمنا . التطور والتاب و غير ذلك لم يضف لهم بالعكس انتقص منهم الكثير . لأنه هو ليس الأساس في التعليم . ودور الوزارة التربية قبل التعليم . مع التحية لكثير من الاولاد والبنات الشباب الذين يعملون وينفقون على اسر كاملة ، ولا يتبرمون ولا يسخطون في ظل ظروف معيشية صعبة . اقترح أيضا أن تبحث عنهم المدرسة وتجعلهم مع المكرمين من أصحاب الأنشطة في حفل مدرسي بسيط تشجيعا لهم وجعلهم قدوة في تحمل المسئولية مع زملائهم الذين يمارسون الرياضة . فاين انت يا وزارة التربية والتعليم في بلد نصف تعداده السكاني تحت سن العشرين .

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email