الدكروري يكتب عن إختيار زيد لجمع القرآن الكريم – جريدة اخر الاسبوع

الدكروري يكتب عن إختيار زيد لجمع القرآن الكريم

بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت الروايات الإسلامية أنه كان اختيار الخليفة الراشد الأول أبي بكر الصديق، لزيد بن ثابت رضي الله عنهما شخصيا لهذه المهمة موفقا، وقد جاء هذا الاختيار وفقا لمجموعة من الأسباب، وهى أنه رضي الله عنه من كتاب الوحي أولا، وممن يحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، وهذا يعني أنه متخصص بنوع العمل، ويمتلك الخبرة الفنية الكافية لمباشرته، وأنه شاب موهوب، والشباب فئة عمرية تتميز بالقوة البدنية والفكرية، والنشاط الذهني الإيجابي الفعال، والصبر والمطاولة، والذاكرة الثابتة، والإقدام في العمل، والدقة في أداء الأعمال، وأن زيد بن ثابت رضي الله عنه كان عاقلا، وحين وصفه أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالعقل لم يكن يقصد رضي الله عنه العقل العام الذي يتصف به معظم الناس.
ويستثنى منهم المجانين، ولكن القصد هنا إعمال العقل، ومستوى التفكير العالي لزيد بن ثابت رضي الله عنه، وإمكانياته في تمييز وتحليل المسائل المعقدة بشكل واضح باستخدام عقله، ومستوى الأفكار الإبداعية الناتجة من استخدام العقل في العمل، وأنه غير متهم، ما يعني أن له تاريخا نظيفا ومشرفا في العمل لخدمة الإسلام ودولته، وأنه رضي الله عنه معروف بصدقه وأمانته وشدة ورعه، فلا يُختار لمثل هذه المهام المتردد وغير المؤمن بقضيته، أو الخائن، وعن عامر قال، كان فداء أهل بدر أربعين أوقية أربعين أوقية، فمن لم يكن عنده علم عشرة من المسلمين الكتابة فكان زيد بن ثابت ممن علم، لقد كان رضى الله عنه مثقفا متنوع المزايا، يتابع القرآن حفظ، ويكتب الوحي لرسوله صلى الله عليه وسلم.
ويتفوق في العلم والحكمة، وحين بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم، في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرته، أمر زيدا أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها في وقت وجيز، وعن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت قال، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم “أتحسن السريانية؟” قلت لا، قال صلى الله عليه وسلم ” فتعلمها فإنه تأتينا كتب” قال فتعلمتها في سبعة عشر يوما، وقال الأعمش، كانت تأتيه كتب لا يشتهى أن يطلع عليها إلا من يثق به، من هنا أطلق عليه لقب ترجمان الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنذ بدأت الدعوة وخلال إحدى وعشرين سنة تقريبا كان الوحي يتنزل، والرسول صلى الله عليه وسلم، يتلو، وكان هناك ثلة مباركة تحفظ ما تستطيع، والبعض الآخر ممن يجيدون الكتابة.
يحتفظون بالآيات مسطورة، وكان منهم علي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عباس، وزيد بن ثابت رضى الله تعالى عنهم أجمعين، وبعد أن تم النزول كان الرسول صلى الله عليه وسلم، يقرؤه على المسلمين مرتبا حسب سوره وآياته، وقد قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وهكذا تألقت شخصية زيد بن ثابت، وتبوأ في المجتمع مكانا عالي، وصار موضع احترام المسلمين وتوقيرهم، فقال ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت “ما رأيت رجلا أفكه في بيته، ولا أوقر في مجلسه من زيد”
Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email