قدر – جريدة اخر الاسبوع

قدر

 كتبت / أميرة أحمد زايد 

في شرفة الطابق الخامس المطل مباشرة على البحر.

 ياله من منظر خلاب يذهب العقل من شدة جماله. 

قدر! قدر! أين أنتي؟ تعالي أنظري، صحيح السماء ملبدة بالغيوم لكن الأجواء رائعة، رائحةالبحر وشمس تشرق على استحياء، ياله من يوم جميل، صوت ضحكاتها أضفى رونق مريح لبداية اليوم. 

أعلم طبعا حبك للشتاء والغيوم الغربة لم تغيرك، هيا لتتناول الفطور، ألم تشتاق لطعامي طيلة سنين الغربة، آتي…. خلفك ولكن ما هذا؟! غريب ما كل هذه الطيور؟! قدر السماء أمتلأت بالطيور المذعورة، غريبة. 

كأنها هاربة من شئ ما، قاطعته بصوت يملأه العتاب، حتى الطيور تشغلك عني، من الممكن أن تكون مهاجرة لا تشغل بالك. 

صوت بكاء….. هااااا قد استيقظ المنافس الصغير، نظر أليها نظرة طويلة مغزاها اشتتقت أليكم وإلى وطني، إلى ضمة صغيري ورائحته، أحضريه لي بسرعة، قدر هيا…. 

صررررراخ ما بك، اهتزت الأرض تحت قدميه فقد توازنه، لم يمهله القدر فرصة الذهاب إلى زوجته وابنه في الداخل انهار العقار في غمضة عين، صوت قدر من الداخل، النجدة الصغير يصرخ، ابتعد الصوت تحت الانقاض، غبار، اكوام حجارة تغطي مئات الجثث، الالاف الاحلام والامال تم دفنها تحت الأنقاض، برد، مطر، ضياع، موت، جثث. 

أنها أهوال يوم القيامة، ذلك اليوم الشتوي الجميل ألمليئ بالضحكات تحول لجحيم أسود تفوح منه رائحة الموت. 

أصوات الطيور تحولت لنحيب يطوي كل الانحاء، مُزقت الأسر، وتشرد الأبناء. 

زاد عدد الارامل، ونحتاج لفتح المزيد من دور الإيواء، بدل مخيم نحتاج إلى مئات، هناك من ضاع وهناك من مات، هل يا ترى سألقاكي يا قدر؟ هل تحت الإنقاض روحك؟ أم أصبح سكنك السموات، هل أبننا على كتفك؟ أم مع الولدان المخلدون طار! 

أول يوم بعد خمس سنين غربة، جنائز كانت تنتظر رجوعي، والعزاء قاصر على تشيييع الجنازات

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email