لماذا صنف آلشيخ أحمد الرفاعي كأهم أقطاب الصوفية – جريدة اخر الاسبوع

لماذا صنف آلشيخ أحمد الرفاعي كأهم أقطاب الصوفية

بقلم دكتور / عبدالقادر روميه
كنا قد تحدثنا في مقال سابق عن الأخلاق بين الواقع والمأمول ، وذلك لأن الأمة العربية والإسلامية أحوج ما تكون في هذا العصر إلي تصحيح المسار الأخلاقي ليعود إلى سابق عهده من الرعيل الأول الذين سادوا الدنيا بتربيتهم في  المدرسةالنبوبه  المحمديه الروحية ، مدرسة المعلم فيها هو سيد الخلق اجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وكنا قد تحدثنا عن القدوة كأحد الأعمدة الرئيسة التي تبني عليها آمال الأمم ، فما أحوجنا إلي أن نذكر أبنائنا بسيرة العظماء والقادة ليأخذوا من حياتهم العظه والعبره ، ولهذا اردت اليوم أن أتحدث عن أحد أعلام  وشيوخ التصوف المشهورين ، المشهود لهم بالولاية والعلم والزهد انه الشيخ أحمد الرفاعي الحسيني رضي الله عنه والذي كان من أعظم دعاة الإسلام في عصره .
اسمه ولقبه :
هو السيد السند والقطب الأوحد أستاذ العلماء وإمام الأولياء سلطان الرجال شيخ المسلمين العالم الكبير العارف بالله بحر الشريعة أبي العلمين أبو العباس أحمد الرفاعي الملقب بكبير القوم الحسيني أبا والانصاري أما والشافعي مذهباً والواسطي بلدا
مولده ونشأته:
ولد السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه يوم الخميس من النصف الأول من شهر رجب المبارك سنه (٥١٢ ه‍ – ١١١٨ م ) في قرية حسن وهي قرية من أعمال واسط محاذية لأم عبيده بالبطائح ، حفظ القرآن الكريم وهو في سن السابعه من عمره ، خرج والده (السلطان على) إلي بغداد فتوفي فيها سنه (٥١٩ه‍ -١٥١٣م) ودفن فيها وله مسجد عرف بأسمه ويقع في شارع الرشيد ببغداد في الوقت الحاضر ، ولما توفي والده كفله خاله منصور الباز ونقله إلي قرية ( نهر دقلي) التي كان يسكنها وعهد به إلي احد شيوخ التصوف وهو الشيخ ( علي أبو الفضل الواسطى ) الحجة والعارف المحدث ، وذلك للقيام علي تعليمه ورعاية شئونه الدينية ، ولهذا نراه قد نشأ في بيت علم وتقوي رضي الله عنه .
صفاته وأخلاقه :
كان السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا الله بعلومه وامدنا ببركاته وفيوضاته (أزهر اللون يميل إلي السمرة ، جميل الصوره ، منير الوجه ، حسن الهيئه ، أسود العينين ، عليه أمارات الشفقه والرحمة ، شديد نحول الجسم ، واسع الجبهه حلو الابتسامه .
وكان يقول رضي الله عنه ( ما رأيت أقرب ولا أسهل طريقاً إلي الله من الذل والافتقار والانكسار بتعظيم امر الله والشفقه علي خلق الله ، والاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وكان متواضعاً سليم الصدر ، قليل الكلام ، وكان إذا رأي شيخاً كبيراً يذهب إلي أهل حارته ويوصيهم عليه ويقول قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( من أكرم ذا شيبه – يعني مسلماً – سخر الله له من يكرمه عند شيبته) وكان ينصح مريديه قائلا (لا ترغب للكرامات وخوارق العادات فإن الاولياء يستترون من الكرامات كما تستتر المرأة من الحيض ، ولازم باب الله ووجه قلبك لرسول الله ، واجعل الاستمداد من بابه العالي بواسطه شيخك المرشد ) وكان يقول رضي الله عنه وأرضاه ( كن صوفيا صافياً ولا تكن صوفيا منافقا فتهلك ، التصوف الاعراض عن غير الله) وهكذا نلمح في أقواله رضي الله عنه وأرضاه وقدس الله سره أقوال الشيخ المربي والعالم القدوة ، تلك النماذج التي نحتاجها الآن في تربية أبنائنا لنتخلص من أبواق الدجال وأعوانه بشتي صوره واشكاله ، انتقل رضي الله عنه إلي جوار ربه يوم الخميس الثاني عشر من جمادى الأولى سنة سبعين وخمسمائة وكان يوماً مشهودا وكان آخر كلمة قالها ( اشهد ان لا اله الا الله واشهد أن محمد رسول الله) ، اللهم اجعلها آخر كلامنا يارب العالمين ، وإلي لقاء في مقالات أخري ونماذج من القدوة الحسنة.

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email