وفى ابتسامتها الحياة – جريدة اخر الاسبوع

وفى ابتسامتها الحياة

وفى ابتسامتها الحياة

بقلم : تامر محمد حسين
وكعادة الحياة لا تتوقف عن السعادة والحزن ، فكلاهما يعطيان  مفهوما الحياة..
لكن يشاء القدر أن يسطر للحياة معان أخرى كثيرة ، يتذوق بها الإنسان معنى وجوده وقيمته عند غيره..
فأينما وجدت الابتسامة  تواجدت الحياة ، وأينما كانت السعادة  كان هناك من يوجدها ويكون سببا لها …
هكذا رأى العاشق محبوبته بين رياحين البهجة وعبق المحبة ، يبحث عن رونقها الجذاب ، وجمالها الممزوج بالحياء ، فى كل مكان هو ذاهب إليه ، وفى كل وقت يعيشه ، فلا يخولن لنفسه رؤيا سواها ، ولا يطيق لحظة فراقها …
عاش على هذه الرؤيا الصادقة ، والحلم السعيد كل لحظات حياته ، ولم يزل هو كذلك ، حتى تمنى رؤيتها ووجودها معه كجزء واقع وحياة حقيقية دون حلم أو تخيل ..
أصبحت حياته مرتبطة كل الارتباط بوجودها ، وأضحى الشعور لديه مشغوف بالتفكير والعبور في جنبات الابتسامة التى لا تكاد تفارقه فى تذكرها …
لا شك وأن ارتباط المشاعر الصادقة تعطى ضفافا من المحبة والوفاء النبيل على حياة المحبين دون النظر إلى واقع الارتباط الجسدي الذي قد لا يحدث وقد يصبح مستحيلا ! لكن القلب النابض بالعشق الصادق لا يرى أن الامتلاك لمن يحب هو مبتغاه ومراده النهائي ، ونهاية مشوار عشقه ومحبته..
بل إن الحقيقة الخاضعة للواقع هى وجود الحب ووجود العشق لحبيبته المكنونة وجوهرته المصونة ، وملكته المتوجة بين أتروجة الهيام وعرش المحبة ، وهو على علم ويقين أن مملكته لن تكتمل بغياب الملكة الحقيقية ووجود الركن الأعظم للعشق الجميل ..
عزم الحبيب أن تكون حياته هبة ومنحة وعطاء دون مقابل ! ..
فرأى أن ما يعطيه من أسباب ومحاولات السعادة التى يراها على وجه ملكته هى قمة السعادة لديه وغاية مناه في رؤية حبيته بابتسامتها الخلابة وجمالها الممزوج بالأدب ، ووجودها المتخفي بالحياء ، وحديثها المتجمل بالهدوء ، ورونقها المتزين بالأصالة ، فإذا ما تحدثت كان صوتها ترنيما ، وإذا ما ابتسمت كانت ضحكتها تنغيما ، وإذا ما خجلت كان حياؤها تكريما ، وإذا ما هلت أتى القمر مضيئا أينما وجدت ، وإذا ما غابت صارت رائحتها تحوم بما تركت ، فلا يكاد طيفها يغيب ، حتى يكاد القلب منها يشيب …
هكذا عاش القلب العاشق _ ولا يزال _ في عطائه المستمر ليرى الابتسامة الحقيقية على وجه محبوبته الجميلة ، ليرى سعادته في رؤية الابتسامة الفاتنة والتي أصبحت لديه تعنى الكثير ، إن لم تكن تعنى عنده الحياة التى لا مثيل لها في السعادة والبقاء ..
Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email