المواطن قلب والدولة عقل – جريدة اخر الاسبوع

المواطن قلب والدولة عقل

بقلم / كواعب أحمد البراهمي
ليس لدينا مشكلة كهرباء ، ولا مشكلة غذاء . وأن كان الأمر يحتاج ترشيد فعلي كن المواطن .
المواطن يتصرف بالعاطفة لانه فرد ويستطيع أن يقرر لنفسه وقت يشاء ، ولكن الدولة عقل لأنها كيان وتحتاج عند اتخاذ قرار لدراسته . ومعرفه ابعاده وآثاره، و امكانية تغييره ، وتحمل عواقبه.
لذلك الدول العظمى عندما تستضيف اللاجئين البها رغم أنها لديها الموارد الكبيرة والاكتفاء .ولكنها تحدد أماكن محددة لمن يلجأ إليها خاصة لو العدد كبير . لأن متطلبات اللاجيء الأمن فقط .
وتوفير الحد الأدنى للمعيشة. ولكن ما حدث لدينا إننا فتحنا البلد على مصراعيها فتسبب ذلك في أزمات يدفع ثمنها المواطن. فأزمة الكهرباء ليست بسبب المصريين واستهلاكهم . ولكن لأن لدينا اكثر من عشرة مليون لاجيء يعيشون في سبعة مليون شقة في كل شقة أربعة مكيفات أو أكثر. لأن لديهم المال الذي يجعلهم يعيشون في رفاهية . فتنقطع الكهرباء على المواطن الذي لديه مروحتين أو ثلاثة .
لابد أن يؤخذ في الاعتبار أن هؤلاء الملايين سيتضاعفون بالمواليد ليصل عددهم خمسه وعشرين مليون شخص خلال ثلاث او أربعة أعوام.ولن تستطيع الدولة مطالبتهم بتنظيم النسل كما تطلب من مواطنيها وسحتاجون لطعام وشراب وكهرباء ومياه ، وكل متطلبات الحياة و سيرتفع سعر ألبان الأطفال والسلع والمنظفات . الموضوع لا يتعلق بالكرم أو بالبخل . الموضوع يتعلق بأن شخص ترك بلده فارا من الموت يبحث فقط عن الأمان فأهلا به ،، وقد وفرته الدولة له . وليس مطلوبا أن تكرمه على حساب المواطن . الأسعار كلها ارتفعت لأن الموجود سيتم تقسيمه على كل الموجودين طبقا لقانون العرض والطلب . ومن معه مال يشتري ومن ليس معه لن يشتري. وهم معهم المال . كان يجب أن يكون اللاجيء صاحب المال سببا في توفير فرص عمل للمصريين بعمل مشروعات تحت إدارة الدولة ، ليعمل معه المصريين . وليس ليكون اللاجيء هو الذي يأخذ فرصه عمل المواطن بدلا من توفيرها له . الأمر يحتاج تعديل أوضاع، ويحتاج سن قوانين لتحكم العلاقة بين المواطن واللاجيء ، وأن يتم تحديد مدة إقامة له .
و لا اعرف لماذا الدول العربية الغنية والتي لديها عدد قليل من المواطنين لا تستضيف إخوتهم من الذين لديهم حروب ؟ ولا اعرف أيضا لماذا هؤلاء اللاجئين يعيشون في اريحيه وبذخ و هم يعلمون أن اخوتهم في بلدهم يعانون الألم والجوع والقتل والاغتصاب . أليسوا هم اخوتهم فعلا ؟ الا يشعرون بهم ؟ ان الحروب الداخلية تمزق الشعوب وتقضي على الجيوش أو تضعفها ، وللأسف العرب شغلتهم الحروب الداخلية عن العدو الاساسي . فأصبح بعضهم متطبع معه ، وبعضهم لا يهتم .
أن الحروب الداخلية في السودان و اليمن وليبيا ولبنان كان يمكن تجنبها لو أن الشعوب التفت حول جيشها وحافظت على اوطانها بدلا من أن استجابت لدعاوى غبية بالتغيير وهدفها القضاء على الدول فغيرت فكر المواطن الغبي الذي دفع الثمن من امانه وتشتت شمله فمزق وطنه وأضاعه وضاع الوطن وضاعوا جميعا .
مصر الطقس من أخر الأسبوع