وداعاً رمضان
انتهى رمضان منذ سويعات قليلة ،وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يودع رمضان بدعاء “ اللهم لا تجلعه أخر العهد من صيامنا إياه فإن جعلته فأجعلني مرحوماً ولا تجعلني محروماً، الحمدلله على التمام، الحمدلله على البلاغ، الحمدلله على الصيام والقيام، اللهم أجعلنا ممن صام الشهر إيمانا وأحتساباً وادرك ليلة القدر وفاز بالآجر”.
انتهي رمضان وفاز من فاز وخسر من خسر ، ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ماذا تعلمنا من الشهر الفضيل؟
تعلمنا المحافظة علي الصلوات الخمس في جماعة و اخص صلاة الفجر لمن لم يكن يداوم عليها في المسجد، والقيام والتهجد تعلمنا انتظار الصلاة بعد الصلاة ،تعلمنا الموداومة علي قراءة القرآن الكريم ، تعلمنا كظم الغيظ كما امرنا رسولنا الكريم عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((وإذا كان يومُ صَومِ أحَدِكم فلا يَرفُثْ، ولا يصخَبْ، فإن سابَّهَ أحدٌ، أو قاتَلَه؛ فلْيقُلْ: إنِّي امرؤٌ صائِمٌ )) تعلمنا البعد والخوف من الغيبة والنميمة حتي لايفسد صيامنا ويقول النبي ﷺ: لا يدخل الجنة نمام ويقول ﷺ: إنه رأى شخصين يعذبان في قبورهما، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة. تعلمنا اخراج الصدقات تعلمنا تجنب الغش في المعاملات وقد تبرأ النبيُّ – صلى الله عليه وسلّم – من فاعِلِه فقال صلى الله عليه وسلّم: ((من غَشَّنَا فليس مِنَّا)).
وكثير وكثير من اداب الصوم ،
ولكن هنا نطرح سؤالاً آخر ،اليس رب رمضان هو رب شوال ،هو رب باقي الشهور ؟ بلي فلابد لنا من المداومة علي صلاة الجماعة وقيام الليل ولو ركعتين وان نجعل لنا وردا يوميا من القرآن ولا تفكر بأن الصيام انتهي فهناك صيام الاثنين والخميس والأيام القمرية من الشهور العربية ،وان نواظب علي اخراج الصدقات وهي تدفع عن صاحبها المصائب والبلايا، وتنجيه من الكروب والشدائد، قال صلى الله عليه وسلم: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) رواه الحاكم وصححه الألباني. ومجمل ما أريده أن تكون اخلاقنا رمضانية في باقي الشهور ، فاللهم يا فاتح الأبواب ومنزل الكتاب وجامع الأحباب ويا مجرى السحاب اسألك فی هذا اليوم أن ترزقنا رزقا كالمطر حين يصب واجمعنا بكل من نحب وهون علينا كل صعب وأجعل أيامنا عيد ويومنا سعيد وعمرنا مديد وأجعل لنا من كل ضيق فرجا ومن كل هما مخرجا. وعيدكم مبارك
