محمود سعيد برغش يكتب أهو هو؟  – جريدة اخر الاسبوع

محمود سعيد برغش يكتب أهو هو؟ 

أهو هو؟ 

 

كتب / محمود سعيد برغش 

 

أهو هو؟” كلمة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، قالها عندما جاء رجل من الأعراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه ثم قال: أهاجر معك فأوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، فلما كانت غزوة غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيا فقسم وقسم له فأعطى أصحابه ما قسم له. وكان يرعى ظهرهم فلما جاء دفعوه إليه فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا؟ قال: ” قسمته لك ” فقال: ما على هذا اتبعتك , ولكني اتبعتك على أن أرمى بسهم هاهنا – وأشار إلى حلقه – فأموت فأدخل الجنة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “إن تصدق الله تعالى يصدقك”( )، فلو أنك صادق مع الله تعالى، فإن ما تمنيت سيحدث. 

هذا الرجل ظل يقاتل حتى قتل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ابحثوا عنه فافتقدوه، وبحث عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد السهم في رقبته في المكان الذي أراده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أهو هو؟” قالوا: نعم قال: “صدق الله فصدقه”، ثم كفنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في جبته، ثم قدمه فصلى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته: اللهمّ هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك، فقُتل شهيدًا، أنا شهيد على ذلك. فنعم أجر العاملين. 

قال تعالى: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)} [آل عمران: 171] فاللهم اجعلنا، وإياكم مع الصابرين ومع الصادقين مع الله تعالى.

قال تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)} [الرعد: 23-24] وحالات الصدق قد تبدو قليلة في عمر الإنسان، ولكنها لحظات حاسمة في عمره. 

قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن فاطمة بنت الخطاب صبأت يعني تحولت عن دينها فذهب إليها فوجد في يدها صحيفة، وتقرأ سورة طه فدخل بشحنة جاهلية، فلطمَ أختهُ على خدِّها فسال منها الدمُ فتأثَّر.

فقرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحيفة فتزلزل، قرأ قوله تعالى: {طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ (3) تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8) وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)} [طه: 1-14].

 ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأمسك تلابيبه، وكثير من الناس يحتاجون من يشدّهم إلى الإسلام. وقال له: “مَا أَنْتَ بِمُنْتَهٍ يَا عُمَرُ؟ قُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَالَ: فَكَبَّرَ أَهْلُ الدَّارِ تَكْبِيرَةً سَمِعَهَا أَهْلُ الْمَسْجِدِ”( ).

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email