الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس – جريدة اخر الاسبوع

الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس

الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس

كتب/ أيمن بحر

يحبس العالم أنفاسه انتظاراً لسيناريوهات الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس منذ السابع من أكتوبر الجارى وسط أنباء مختلفة حول احتمالات الاجتياح البرى من جانب إسرائيل لقطاع غزة والسيناريوهات التي قد تسفر عنها تلك العملية فى ظل تحذيرات واسعة من مغبة اتخاذ تلك الخطوة التي ستكون تأثيراتها شديدة الصعوبة.

على الجانب الآخر تظل الكلفة المادية لهذا السيناريو محل تساؤل لجهة مدى قدرة تحمل الاقتصاد الإسرائيلي الخسائر المحتملة جراء التصعيد، وتوقف النشاط الاقتصادي إلى حد كبير مع استدعاء الجنود الاحتياط علاوة على متطلبات الاجتياح وما إذا كان الدعم الأميركى والغربى سيكون كفيلاً باستمرار الجانب الإسرائيلى فى حرب طويلة من عدمه.

وتسبب التصعيد الحالي منذ بداية عملية طوفان الأقصى من جانب حماس وإطلاق سيل من الصواريخ على الجانب الإسرائيليطى عن خسائر بالجملة للاقتصاد الإسرائيلى عبرت عنها مؤشرات الأسهم فى بداية الأحداث وكذلك الشيكل الذى بلغ أدنى مستوى له منذ 2015 وغيرها من الشواهد.

من الولايات المتحدة يقول الكاتب والمحلل حازم الغبرا والذى كان مستشاراً سابقاً فى وزارة الخارجية الأميركية فى تصريحات إن الأمر يبدو معقداً جداً بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلى وطبيعة الحرب ويرصد عدداً من العوامل الأساسية فى هذا السياق على النحو التالى:

لقد شاهدنا رد فعل الأسواق الإسرائيلية والانخفاضات الحادة التي شهدتها بعد عملية السابع من أكتوبر التى قامت بها حماس.
المشكلة الحقيقية ستكون في التعبئة العامة.. نحن نتحدث عن جيل كامل من الاحتياط من الشباب الإسرائيلي يعمل فى مجالات مختلفة التكنولوجيا والاتصالات وأسواق المال والاستثمار.. إلخ.
عدد هائل من هؤلاء سيضطرون لترك وظائفهم والالتحاق بوحداتهم العسكرية وهو ما سيؤدى لاضطراب كبير فى الناتج المحلى لإسرائيل فى المرحلة القريبة.. وبالتالى الجميع يتمنى ألا تكون هذه حرب طويلة الأمد.إسرائيل صغيرة من حيث المساحة وعدد السكان فعندما نتحدث عن مئات الآلاف من الشباب الاحتياط الذين سيتركون وظائفهم اليوم فهذا عدد كبير جداً يؤثر على الاقتصاد.
ويشير إلى أن التبعات الاقتصادية المحتملة في ظل الوضع الراهن تشير إلى تأثيرات ملموسة على الأقل حتى الربع القادم بينما لا يعتقد بأنه على الأمد الطويل ستكون هناك مشاكل بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلى (..) إلا إذا كانت هنالك مضاعفات لهذه الحروب أو عواقب وتطورات غير متوقعة من بينها -وهو أمر غير وارد ربما- حدوث خلافات مع واشنطن.

ويضيف الغبرا: إذا نجحت إسرائيل بشكل ملموس على الأقل فى تخفيض الخطر الآتى من حماس فستكون هنالك انفراجة كبيرة فى الأسواق الإسرائيلية (..) بينما الاحتمال العكسي إذا ما تطورت الحرب ودخلت أطراف أخرى مثل إيران بشكل مباشر أو عبر أذرعها (..) هذا سيناريو صعب ومعقد واحتمالاته ليست كبيرة وعواقبه خطيرة على الجميع مشيراً إلى أن هناك احتمالات كثيرة والكثير منها مجهول وربما يستحيل التنبؤ به.

ويضغط التصعيد بين إسرائيل وحماس على الأسواق مع زيادة المخاطر الجيوسياسية وسط حالة ترقب واسعة فى صفوف المستثمرين انتظاراً لمآلات الوضع وفى ضوء حالة عدم اليقين التى تفرض نفسها على المشهد والسيناريوهات المختلفة المحتملة بما فى ذلك سيناريو الاجتياح البرى.

فيما أجلت وكالة موديز للتصنيف الائتمانى الأحد الإعلان عن
التصنيف الائتمانى الجديد لإسرائيل وذلك بسبب استمرار العمليات العسكرية. وكانت الوكالة قد ذكرت الأسبوع الماضى إن التصعيد الحالى فى غزة ستختبر مرونة الاقتصاد الإسرائيلي.

وذكر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن المخطَّط الأوّلى للهجوم البرى على غزة كان فى نهاية الأسبوع بينما قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار لم تذكُر أسماءهم إن هذا سيتأجل لأيام لأن تراكم الغيوم يصعب مهمة الطيران الحربى والطائرات المسيرة فى توفير الغطاء الجوى للقوات الأرضية

لكن محللين واستراتيجيين أرجعوا ذلك إلى الكلفة الباهظة التى قد تتكبدها إسرائيل جراء الاجتياح البرى وهو ما أشار إليه الخبير الاستراتيجى المصرى المدير السابق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة اللواء سمير فرج والذى ذكر فى تصريحات إعلامية له أنه لو قامت إسرائيل بهجوم برى على غزة ستكون التكلفة والخسائر مرتفعة وتل أبيب ستفكر ألف مرة قبل القيام بهذه الخطوة.
يتحدث المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية فى معرض تصريحاته عن الدعم الأميركى إلى إسرائيل مشيراً إلى تصريحات وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين التى أكدت بشكل واضح وصريح جداً أن الولايات المتحدة مستعدة وتستطيع أن تمول الحرب فى أوكرانيا وأيضاً أية مساعدة تحتاجها إسرائيل فى حربها ضد حماس.وزيرة الخزانة الأميركية قالت مطلع الأسبوع إنه من السابق لأوانه التكهن بالتداعيات الاقتصادية للتصعيد فى غزة مضيفة أن أثر هذا الصراع سيعتمد على ما إذا كان سيتسع نطاقه فى المنطقة.
الوزيرة الأميركية أضافت: أعتقد بأن الأهم يعتمد على إذا ما كانت الأعمال القتالية ستمتد لأبعد من إسرائيل وغزة وهذه بالتأكيد نتيجة نود تجنبها.
ويتابع الغبرا: الموضوع واضح من الجهة الاقتصادية لا توجد عوائق من ناحية الدعم المالى.. ربما هناك بعض الصعوبات فى تأمين السلاح، لا سيما وأن السلاح الذى تحتاجه أوكرانيا مقارب لما تحتاجه إسرائيل (..).
ذكر محافظ بنك إسرائيل أن الحرب ستكون لها تداعيات مباشرة على الميزانية العامة لكنه توقع فى الوقت نفسه أن تتم السيطرة على هذه الضغوط بسبب الظروف المالية القوية للاقتصاد الإسرائيلى.
نقلت تقارير إعلامية أميركية عن مصادر -لم تسمها- قولهم إن السلطات الإسرائيلية طالبت بدعم أميركى طارئ قيمته 10 مليارات دولار.على صعيد آخر يخوض البيت الأبيض محادثات مكثفة مع الكونغرس هذا الأسبوع لانتزاع الموافقة على حزمة أسلحة جديدة لإسرائيل وأوكرانيا تتجاوز قيمتها المليارى دولار.من القاهرة يشير الكاتب الصحافى المتخصص فى الشأن الفلسطينى أشرف أبو الهول فى تصريحات خاصة إلى أن الاجتياح البرى هو جزء من العمليات العسكرية لأى جيش تسبقه عادة مرحلة تمهيد وضمان عدم حدوث خسائر كبيرة موضحاً أنه إذا فشل الاجتياح البرى سيكون كابوساً مفزعاً لإسرائيل لأنه سيعنى استمرار قواتها لفترة لا تستطيع تحقيق الانتصار أو الخروج من غزة

ويضيف: هناك خسائر مادية واسعة لكن إسرائيل لديها مخزون ضخم من الأسلحة واحتياطات ملائمة فضلاً عن الدعم الأميركي والغربي المقدم إليها وهو ما يجعلها تتحمل الخسائر المحتملة لشهور مقبلة وبالتالي فإن ما يقلقها هو حجم الخسائر البشرية ووقوع قتلى ومصابين وأسرى.

وتراجع سعر صرف الشيكل الإسرائيلى الاثنين إلى أدنى مستوى له أمام الدولار منذ 2015 إذ وصل سعر الدولار الواحد إلى 4 شيكل وسط قلق المستثمرين بشأن الحرب التى تخوضها إسرائيل ضد حماس فى قطاع غزة.

ويلفت إلى أن غزة أرض رملية بها شبكة أنفاق ضخمة قد تصل إلى 500 كيلو ومناطق سكنية مكتظة بالسكان وبالتالى يمكن أن يفاجأ الإسرائيليون بمقاومة شديدة.. وبالتالى ما تقوم به إسرائيل حالياً محاولات لإنهاك القطاع (..).

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأحد أن نحو مليون شخص نزحوا فى قطاع غزة خلال الأسبوع الأول من التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس.ويشير إلى الكلفة الاقتصادية التي لا تزال إسرائيل تتكبدها منذ يوم السابع من أكتوبر الماضى خاصة مع سيل الصواريخ الذى تم إطلاقه من عديد من الاتجاهات والذى كما تسبب فى خسائر بشرية فقد تسبب فى خسائر مادية باهظة لا سيما مع وقف حركة الطيران والسياحة وخلافه لافتاً فى الوقت نفسه إلى تبعات استدعاء مئات الآلاف من الجنود الاحتياط للجيش بما لذلك من كلفة واسعة على اعتبار أن هذا يشكل تعطيلاً للاقتصاد.

لكن أبو الهول يؤكد على رهان إسرائيل واعتمادها لتعويض الخسائر على الدول الصديقة لها الولايات المتحدة والغرب بينما التخوف الأساسى بالنسبة لها هى الكلفة البشرية.

وبدأ التصعيد فى غزة بعد أن شنت حركة حماس فى السابع من أكتوبر هجوما مباغتا برا وبحرا وجوا أدى إلى مقتل أكثر من 1300 شخص فى إسرائيل

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email