رِسَالَةٌ مِنَ الْأَحْبَابِ
رِسَالَةٌ مِنَ الْأَحْبَابِ
بقلم / عزيزة مبروك
خَبَطَ نَسِيمَ الْهَوَا عَلَيَّ الْبَابُ
قَلْبِي دَقَّ و زَادَتْ دَقَاتُهُ فَارْتَابَ
قَوْلْتُ أَهْدَأْ يَاقْلِبِي دَا جَايٍ مِنْ عِنْدِ الْأَحْبَابِ
يَرْوِي عَطَشُ الْعَاشِقِ اللِّي فِي هَوَاهُمْ ذَابِ
فَتَحْتَلَّهُ الْبَابُ بِلَهْفَةٍ وَ شَوْقٍ وَعِتَّابٍ
أَعْطَانِي مِرْسَالُ الْهَوَى جَوَابَ
سَالَتِهُ عَنْ حَالِ الْأَحْبَابِ
أَخْبَرَنِي أَنَّهُمْ مَازَالُوا عَلَيَّ عَهْدَ الْهَوِيِّ يَرْجُونَ الْإِيَابَ
بِرَحِيلِهِمْ عَنِّي يَتَجَرَّعُونَ كَأَسَاتِ الْعَذَابِ
وَ يَنْكُوا بِنَارِ الشَّوْقِ مِنْ طُولِ الْغِيَابِ
زَادَ حُنَيْنُ الرُّوحِ وَ نَبْضُ الْقَلْبِ الَّذِي شَابَ
لِلَيَالِي الصَّفَا وَ الْعِشْقُ بِدُونِ عِتَابٍ
وَدِدْتُ أَكُونُ بِجِوَارِهِمْ صَفْحَةً فِي كِتَابِ
أَنَا اللِي سَطَّرْتُ في عِشْقِهُمْ أَلِفُ كِتَابٍ وَ كِتَابٌ
تَاهَتِ الْقَوَافِي مِنْ قَصِيدَاتِي شَوْقًا لِلْأَحْبَابِ
اللِي بِبُعْدِهِمْ عَنِّي ذَقْتُ مِرَارِ الْعَذَابِ
سَهَرَّتِ اللَّيَالِي أُنَاجِي طَيْفَهِمُ الَّذِي غَابَ
كَسَرَتْ أَقْلَامِي وَ نَثَرَتُ دَفَاتِرِي وَأَصْبَحَتْ ذَاكِرَتِي مُجَرَّدَ ضَبَابٍ
عَاتَبَنِي قَلْبِي انْتِ فِي خِدَاعِكَ كَدَابِ
كُنْتُ بِتَسْتَمِدُّ نَبْضَكَ مِنْ ذِكْرَاهُمْ شَوْقًا لِلشَّرَابِ
بَعْدَمَا جَفَّتْ شَرَايِينُكُ ظَمَئًا حَزْنًا عَلَيَّ الْأَحْبَابُ
بَلَّغَهُمْ يَامِرْسَالَ الْهَوَا بِحَالِ قَلْبِي الَّذِي فِي عِشْقِهِمْ دَابٌّ
أَمَلًا فِي عَوْدَتِهِمْ عِشْقًا مِنْ غَيْرِ عِتَّابٍ
حَتَّيْ تَعُودَ لَيَالِينَا الدَّافِيَةُ وَ يُصَفِّي السَّحَابَ
و تَرَفْرَفُ طُيُورُ الْمَحَبَّةِ وَ يَدْخُلُ الْفَرَحُ الْأَعْتَابَ