الوحش الوديع – جريدة اخر الاسبوع

الوحش الوديع

بقلم/نورهان جمال 

 

في تلك الأيام التي نعيشها التي تسمى بعصر السرعة يصعب على المرء أن يمتلك التركيز أو الاستقرار …

في الأغلب التشتت وعدم الانتباه أصبح يسيطر ويأخذ في الإنتشار وكلما صغر العمر كلما زادت الأعداد وبالتأكيد الإنسان دائمًا يبحث عن من ُيلقى عليه اللوم وهذا هو الذي نتحدث عنه وحشنا الوديع وسائل التواصل الاجتماعي…

 

وسائل التواصل الإجتماعي مواقع أُخترعت منذ عقد أو أكثر وبدأت بالإنتشار بسرعة شديدة غرضها في البداية كان شديد الوضوح وبسيط وهو التواصل بين البشر عن بعد عبر الشبكة العنكبوتية التي كانت حديثة أن ذاك أيضًا  

 

بدايتها كانت مع الأشهر في بلدنا وهو “الفيس بوك” وهو موقع مخصص في الأساس لتكوين المعارف والصداقات الجديدة والتواصل مع أى شخص في مختلف أنحاء العالم  

 

ومن ثم “اليوتيوب” وهو موقع مخصص للمقاطع المصورة يمكن أن تحتوي على معلومات أو مواد ترفيهيه أو تعليمية 

 

 ومن ثم “تويتر ” وهذا موقع يشبه الفيس بوك قليلًا هو أيضًا أداة للتواصل ولكن في شكل منشورات صغيرة وتبادل للأراء 

ومن ثم آخرهم كان”انستجرام” وهذا الموقع مخصص لنشر الصور والمقاطع المصورة أيضًا 

 

كل تلك المواقع الآن أنتشرت بشكل مرعب حول العالم ولم تنتشر فحسب بل تضخمت استخدامتها حتى الآن وأصبحت مصدر للربح والتعلم والتعليم 

 

مِن كان يصدق أن مجرد وسائل للترفيه أصبحت الآن عليها عشرات الآلاف من المتاجر للبيع والشراء إلكترونياً حول العالم يتربح منها الناس الملايين سنوياً 

 

وعليها ملايين من الأفراد أصحاب المحتوى التعليمي الذي أيضًا يربح منه ناشرها و يتعلم منها مشاهدها وكل ذلك دون أن تتحرك من بيتك 

 

وأيضاً أصبحت الآن أهم وسائل الأعلان والترويج لأي شئ في العالم فقد أصبح هو المكان الأول الذي يفكر به أى صاحب مشروع في تسويق منتجه 

 

وبسببها أيضًا أصبح هناك وظائف لم نسمع عنها سابقًا مثل مسوق إلكتروني مدير لصفحة إلكترونية وغيرها …

 

من خلال ذلك الكلام الإيجابي يُرى من خلاله أنها مفيده للغاية ولكن للأسف كل شئ له وجهان فإنها على جانب أخر مثل الوحش ….

 

تلك المواقع تصميماتها ذكية للغاية فهي مصممه لتجعلك وفي لها للأبد لا تتركها من يديك تحولك من فضولي لبعض المقاطع والمنشورات إلى مدمن تحتاج إلى جرعات كبيرة منها يوميًا وهذا الغرض منها فعليًا الآن بعد أن تحولت تلك المواقع إلى وسائل للربح أصبح جذب الناس لها هي المهمة الاولى والأخيرة فبالطبع المال يأتي أولًا

وهي تؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية والعقلية وأيضًا الجسدية فهي تجعلك تضع نفسك في مقارنات كثيرة ونهم إتجاه كل شيئ سخط على الحياة وتشتت يلهيك عن اهدافك وكل ما هو مهم تجعلك تعيش شبح حياتك هوامشها وليس الحياة الحقيقية 

 

ولكن هل في الحقيقة هي الملامه في كل ذلك هل هي ما تفعل كل ذلك حقًا؟!

 

في الحقيقة أنها مجرد مواقع لا أكثر يمكن أن تكون مصممة لجذب البشر بشكل سريع وقوي لكن في النهاية الإنسان هو من يتحكم في حجم التأثير 

 

أنت وحدك من تحدد أن تصبح تلك المواقع وحشًا شرسًا يلتهمك أو أن تروضه وتسيطر عليه فيصبح وحشًا وديعًا بين يديك في خدمتك ….

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email