متابعه محمود علوان
تتبنى جميع المساجد في أنحاء جمهورية مصر العربية في ظل توجيهات معالي الأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف (حفظه الله ورعاه)، صناعة جيل فريد يقوم على أساس متين قوامه القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية المطهرة دون إفراط أو تفريط من خلال عدة محاور مهمة تتضح من خلال مايلي:
أولا: في المساجد اليوم يحضر الطلاب والطالبات من كل حدب وصوب لينهلوا الزاد العلمي والثقافي على يد علماء ثقات تم تدريبهم واختيارهم بعناية فائقة من قبل وزارة الأوقاف، هؤلاء العلماء يقومون بغرس القيم الدينية الأصيلة لتربية جيل فريد يعرف واجبه تجاه ربه ورسوله ووطنه.. إننا نرى في مساجدنا اليوم البرنامج التثقيفي للطفل والذي ينمى لدى الطالب القدرة على حفظ القرآن الكريم وإتقانه ومعرفة واستظهار معانيه وفهم مقاصده وسبر اغواره، كما نرى في مساجدنا درس العصر وخاطرة العشاء تقام في جميع المساجد، والحملات التوعوية في ربوع مصرنا الغالية مثل ( حملة مكارم الاخلاق ، وحملة رسول الإنسانية ، وحملة اعرف قدر نبيك صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وحملة أعلام المساجد ، وحملة بناء الأسرة المسلمة ) وغير ذلك من الحملات التوعوية التي ترسي مبادئها وزارة الأوقاف لتحافظ على كيان المجتمع المصري وتبني أفراده بناءً صحيحاً .
ثانياً: المساجد اليوم فيها مجالس الاقراء ومجالس الافتاء والدروس المنهجية في التفسير وعلومه والحديث وعلومه والفقه الإسلامي وأصوله. ويتم عرض هذه الدروس بأسلوب سهل بسيط يتناسب مع الجميع، وهذه الفكرة الرائدة الغير مسبوقة في مجالس الإقراء التفسيرية والحديثية والفقهية قد امتدت في ربوع مصرنا الحبيبة يدرس فيها أساتذة متخصصون من جامعة الأزهر الشريف أعادوا للمسجد مع إخوانهم الأئمة دورا عظيما في بناء الشخصية الوطنية الصادقة التي تنطلق من صحيح الدين والابتعاد عن الغلو والتشدد والالتزام بالقصد والاعتدال .
ثالثاً: المساجد اليوم يقام فيها على مدار الأسبوع ما يسمي( بالأسابيع الثقافية والدعوية) بموضوعات منتقاة بدقة عالية تعيش مع الناس واقعهم آمالا والاما وتقدم لهم الحلول لجميع المشكلات التي تواجهم من خلال ثلة مباركة من علماء الأوقاف وأساتذة جامعة الأزهر الشريف ، حتى دخلت هذه الأسابيع الثقافية المحافظات والمدن والقرى والنجوع لتقدم لهم الدواء الشافى لعللهم .
رابعاً: إننا نرى اليوم في مساجدنا الملتقيات الفكرية والقوافل الدعوية، ودروس الواعظات ، ومقارئ القرآن الكريم ( المقرأة النموذجية، ومقارئ الأعضاء، ومقارئ الائمة، ومقارئ الجمهور) كل هذا لخدمة كتاب الله تعالى ومساعدة المجتمع المصري على أن ينهلوا من هذا الزاد الذي لا ينضب معينه لينالوا بركة القرآن الكريم في العاجل والاجل.
خامساً: اننا نشهد اليوم وما شهدنا إلا بما رأينا وعلمنا والله يتولى السرائر أن هناك تناغم غير مسبوق، وجد ومثابرة، تخطو وزارة الأوقاف المصرية خطوات وثابة نحو بناء جيل جديد بأئمة يدعون إلى الله على بصيرة بقيادة وزير يصل الليل بالنهار، فقد رأينا بعين الصدق ما يقدمه وزير الأوقاف الاستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعه ( حفظه الله) للوزارة والأئمة حيث طور منظومة الوقف وحفظ قيمته الحقيقية بعد ما كان كلأ مباحا تتخطفه أياد آثمة، وعني عناية فائقة بالإمام في ظروف اسثنائية يشهدها القاصى والداني.. ، وما يحدث كل ليلة في مساجد مصر الكبرى من تلاوة القرآن الكريم بحضور كبار القراء ، وما يحدث من الذكر والصلاة على حضرة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ومجالس الاجازات في الأربعين النووية وغيرها على يد كبار العلماء لهو خير دليل على صناعة جيل جديد يقدر على البذل والعطاء يعرف ما له وماعليه تجاه وطنه ودينه .
سادساً: بل لم يقتصر دور وزارة الأوقاف على البناء من خلال المساجد فقط بل امتد هذا البناء لهذا الجيل الفريد ليشمل قصور الثقافة ومراكز الشباب والمدارس والجامعات العامة من خلال البرتوكولات التى تم توقيعها في هذا الصدد، وهذا جهد كبير تتحمله وزارة الأوقاف بتوجيهات وزيرها الذي يعمل بعقل العلماء وقلب المحبين للدعوة والدعاة .
سابعاً: ما تقوم به وزارة الأوقاف من خلال أكاديمية الأوقاف الدولية للتدريب الائمة والواعظات والتى أسسها معالى وزير الأوقاف لتكون منارة إشعاع يضئ الطريق أمام الدعاة والواعظات ليس بمصر وحدها بل والعالم العربي والإسلامي كله ، فالوزارة تخرج كل عام من هذه الأكاديمية جيل جديد درس وتعلم وتربى على المنهج الوسطي الصحيح دون إفراط أو تفريط ، ويبدأ العمل بالأكاديمية فى العاشرة صباحا، بجدول محاضرات نقاشية، فى علوم الأصول والشريعة والفتوى، وقواعدها، وعلوم الاجتماع وعلم النفس والثقافة وأصول الخطابة وفنون الدعوة وكافة العلوم العامة والوطنية وعلوم الحاسوب والرقمنة..، ويشهد العمل بالأكاديمية تخصيص كتب وقضايا رئيسية تعطى مكون ديني ووطني ولغوي وفلسفى وعلمى وتكنولوجي يبنى عقول الدعاة على مبدأ أن الدين علم وأن الجهلاء لا يقيمون علوم أو ثقافات بل يحاربون العلم ويخربون الأوطان.. كل ذلك ينم عن عقل واع وفكر رشيد تقوم به الوزارة من خلال هذا الصرح العلمي الهائل الذي ببني العقول ويصلح القلوب .
ثامناً: كما أننا نرى بعين الانصاف ما تقوم به وزارة الأوقاف المباركة من إطعام المحتاجين والأسر الأولى بالرعاية عبر صكوك الإطعام وصكوك الاضاحي والشنط التى توزع على الفقراء بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي للوصل إلى كل البيوت الاولى بالرعاية في جميع محافظات وقرى ونجوع مصرنا الحبيبة الغالية ، وهذا إن دل فإنما يدل على الدور الاجتماعي الرائع والمثمر التى تقوم به الوزارة في هذا الملف المهم ..
وهكذا تنظر وزارة الأوقاف المصرية للغد المشرق والمستقبل المأمول من خلال عدة محاور فما ذكرته آنفا لهو قليل جدا من كثير تقوم به الوزارة في سبيل بناء الشخصية الوطنية التي تقوم على الكتاب الكريم وصحيح السنة المطهرة وفهم مقاصدهما في ضوء قاعدة الحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان، وقاعدة بناء الإنسان قبل البنيان..، نسأل الله تعالى أن يحفظ وزارة الأوقاف المصرية ويحفظ وزيرها المجدد معالى الاستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة، كما نسأل الله عز وجل أن يبارك هذه الجهود المبذولة وأن يحفظ مصرنا قيادة وشعبا وأن يجعلها في أمانه وضمانه واحة للأمن والأمان والاستقرار.
الدكتور/ عبدالقادر سليم
مدير عام الدعوة .
