فما ظنكم برب العالمين
بقلم / كواعب احمد البراهمي
غالبا يحسب الإنسان احتياجاته ويحسب دخله ، ويحاول التوفيق بين هذا الدخل وهذه الاحتياجات . وغالبا أيضا نرى الإنسان جزوعا ، و قلقا ، وقد يكون ذلك لقلة الامكنيات المتاحة ، وقد يكون ذلك طبع تطبع عليه ، وقد يكون كافرا بنعم الله . حيث أنه يملك الكثير ولكنه يملك الشكوى الاكثر. وللاسف نجد هؤلاء كثيرون في الوقت الحالي .
فلقد أنعم الله عليهم بالكثير ، ولكنهم لا يرون نعم الله . ولا يشكرونه من القلب ، و إنما هي كلمات جوفاء تخرج من الحناجر.
وقد انتشر في الفترة الأخيرة مر الشكوى من ارتفاع أسعار العمرة والحج . وأتى رمضان وكان الناس حول الكعبة يصلون وقد امتلأ المطاف في الأدوار الثلاثة ، فخرج الناس خارج الحرم وفي الشوارع وأصبح المكان مكتظا أكثر مما كان في أي عام سبق . وتلك انعم الله .
وقد ضج الناس بالشكوى من ارتفاع الأسعار للطعام ، فكان الطعام يوزع في الشوارع على الغني والفقير ، لدرجة أن الذين لا يعرفون النعم ولا يحافظوا عليها كانوا يأخذون اللحوم والدجاج ، ثم يلقون بالارز والخضار وكل الطعام في الشوارع أيضا . نكرانا لأنعم الله عليهم . وعدم شكر .
لقد وعدهم الشيطان الفقر . ووعدهم الله مغفرة منه وفضلا . وأرسل لهم من يرعى أحوالهم سواء من المواطنين العاديين أو المؤسسات أو الدولة . فكثر الطعام وانتشر بالشوارع . فليتنا لا نصرخ ونملأ الدنيا عويلا وشكوى من ضيق الرزق . لان الرزاق حي لا يموت .
بل أحسنوا الظن بالله .فقد قال تعالى في حديث قدسي أخبرنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : انا عند ظن عبدي بي .
أحسنوا الظن بالله واحسنوا جوار النعم كي تدوم .