هكذا يكون الحب ولكن اين الكراهية والأنانية – جريدة اخر الاسبوع

هكذا يكون الحب ولكن اين الكراهية والأنانية

شعبان عبد الحميد يكتب
“هذا يوم الاستجمام العام لقلوبنا وأرواحنا، نغسلها من الحقد والكراهية والأنانية والحسد والغيرة العمياء، تحمل أيدينا الزهور وأغصان الزيتون ولا تحمل الخناجر والسكاكين”
تلك كانت رؤية مصطفى أمين للحب وعيده، هو يوم لاستعادة أجمل صفاتنا: المروءة والشهامة والفروسية والصداقة والتضحية والصبر والقدرة على الصمود.
وقد لاقى مصطفى أمين الكثير من الهجوم ولم تقابل فكرته بأى حماس، لأن أغلب الناس اعتقدوا أنه يطالب بعيد للعشق والغرام.
بعد خروج مصطفى أمين من السجن لاحظ أن العلاقات بين الناس أصبحت سيئة للغاية ما بين ابن عاق لوالديه وبنت شديدة القسوة مع أمها وانتشر الحقد والحسد واستفحل بين البشر.
فقرر أن يذكرنا فى الرابع من نوفمبر من كل عام بمعان جميلة نسيناها وسط انشغالنا بهموم الحياة اليومية.
وبعد سنوات طويلة من رحيل مصطفى أمين، رحل عيد الحب المصرى ليلحق بصاحبه فلم يعد يتذكره إلا قلة قليلة أما الأغلبية فقد اتجهت للاحتفال بالعيد الغربى الملقب بالفالنتين”.
قبل حوالى أسبوع من يوم “الفالنتين” تتحول واجهات محلات الهدايا إلى اللون الأحمر بصورة تعتقد معها أن الشعب المصرى بكامله تحول إلى مشجع للنادى الأهلى.
ويتحول عيد الحب إلى حدث تجارٍ شديد الأهمية ترتفع فيه أسعار الورود والدباديب إلى أضعاف ثمنها وتظهر سنويا عدد من التقاليع التى يجرى وراءها الشباب دون تفكير، لدرجة أن تغليف الهدية أصبح يتعدى ثمن الهدية نفسها.
والسؤال هل تغير مفهوم الحب عند الشباب، ولماذا يفضلون الاحتفال بالفالنتين؟ نعم تغير مفهوم الحب عند الشباب وتحول إلى مجرد علاقة بين شاب وفتاة تتستر تحت كلمة حب.
ولا أوجه أى لوم للشباب، إنما اراهم ضحية لمجتمع استبدل معانى الحب بالمادية والأنانية والوصولية.
فالشباب يحاول أن ينتج مفهومه الخاص للحب، إلا أنه لا يجد هذا الشكل فى مجتمعه، مما يدفعه إلى تقليد المجتمعات الغربية فى الملبس والمأكل واللغة.
يهرب الشباب من شخصيته الضائعة ويبحث عن شخصية جديدة، لعله يجد لنفسه مكانا فى هذه الدنيا، وذلك من خلال تقليد الغرب إلا أنه لا يأخذ منه إلا القشور دون التركيز على أسباب النجاح.
فيلخص التحضر فى دبدوب يظن أنه يمكن أن يضمه إلى ذلك العالم الذى يبدو شديد الإبهار.
“أتحدى أن تتعدى مظاهر الاحتفال بعيد الحب فى أية دولة أوروبية ربع ما نراه فى شوارعنا فى الفالنتين، فلديهم ما يشغل حياتهم دون مبالغات زائفةوأقول أن الشباب نسى لغته وتاريخه وحرم من حقوق كثيرة كان يمكن أن تصنع منه شبابا يحقق نجاحا للأمة، بدلا من حالة الفشل الذريع التى نعيشها.
عيد الحب هو اليوم الذى تتحول فيه الساحات والشوارع إلى اللون الأحمر، وهو أيضا نفس اليوم الذى تجد فيه كل فتاة تحمل أكياس الهدايا، وكل فتى يحمل باقات الورود، إنه عيد الحب وذلك يوم 14 فبراير من كل عام، ولكن الوضع يختلف فى أم الدنيا، حيث تتميز مصر بطابع خاص غلفها به أهلها المصريين فى كافة المناسبات، حتى عيد الحب الذى يحتفل به المصريون كل عام ويضئ الشموع الحمراء وينشر الورود.
من صاحب فكرة عيد الحب المصرى وما قصتها؟
يعتبر الكاتب الصحفى الراحل مصطفى أمين، هو صاحب الفكرة الأولى لدخول مصطلح “عيد الحب” فى مصر، ويتناقل البعض السبب وراء ذلك فى حكاية غاية فى الرقة والغرابة، حيث يقولون أنه: “عندما خرج مصطفى أمين من السجن فى يناير 1974، تصادف أن شاهد فى حى السيدة زينب نعشا يسير خلفه ثلاثة من الرجال فقط، فاندهش من هذه الوحشة التى لا تناسب علاقات أهل الحى المشهور، وهنا سأل أحد المارة عن الرجل المتوفى؟فقال له: هو رجل عجوز بلغ من العمر السبعين، لكنه لم يكن يحب أحدا فلم يحبه أحد،ومنذ ذلك الحين أخذ الكاتب الصحفى الكبير على عاتقه المناداة بتخصيص يوم يكون عيدا للحب يراجع فيه كل إنسان حساباته مع نفسه ومع كل من حوله، ورغم ذلك يظل التاريخ معبأ بالأساطير الرومانية التى كان لها الفضل الأوحد فى تكوين تلك الثقافة الغربية التى انحدرت إلينا واندمجت بالطابع المصرى لتخرج لنا فى النهاية مزيجا جديدا ومختلفا.
فكرة عيد الحب العالمى
تتلخص فكرة عيد الحب فى خلاصة اثنين من الأساطير الرومانية سنرويها لكم:
الأسطورة الأولى: “روميليوس” ترضعه ذئبة
تحكى أن “رومليوس” مؤسس مدينة روما أرضعته ذات يوم ذئبة فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر، وكان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة فى منتصف شهر فبراير من كل عام ويسمونه “عيد لوبركيليا“، وكان من مراسيمه أن يُذبح فيه كلب وعنزة، ويسير موكب عظيم يكون شابان فى مقدمته يلطخان كل من يصادفهما بالدماء، ولما اعتنق الرومان المسيحية أبقوا على الاحتفال بهذا العيد السابق ذكره، لكن نقلوه من مفهومه الوثنى أو “الحب الإلهى” إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب، فى نفس التاريخ.
الأسطورة الثانية: “القديس فالنتين” يزوج العشاق
لما دخلت المسيحية روما، حكم الرومان الإمبراطور الرومانى “كلوديوس الثانى” فى القرن الثالث الميلادى ومنع جنوده من الزواج، لأن الزواج يشغلهم عن الحروب، فتصدى لهذا القرار “القديس فالنتين” وصار يجرى عقود الزواج للجنود سرا، فعلم الإمبراطور بذلك فزج به فى السجن، وحكم عليه بالإعدام.
وفى الختام أقول نريد ان نعيد الحب الى بلادنا
إننا نريد أن نعيد الفرحة إلى بلادنا، نفرح أولادنا وبناتنا. نسعد أصدقاءنا وجيراننا نحب وطننا نحب الناس جميعاً! لقد تعلمنا كيف نكره سنوات طويلة. ونريد اليوم أن نتعلم كيف نفرح كيف نسعد الناس كيف نحب، كيف نعفو، كيف نتسامح، كيف ننسى 0 الفرحة تجعل الحياة حلوة. تجعل الزهور تفتح. تجعل القلوب تصفو. تجعل الشمس تشرق والذين لا يعرفون الحب والفرحة لا يعرفون الهناء. مساكين أصحاب القلوب السوداء. إنها تجعل حياتهم كئيبة قاتمة مقبضة. ومن تجاربي أن الذي لا يعرف كيف يفرح كيف يحب لا يعرف كيف ينجح في الحياة، فلكي تنجح في الحياة يجب أن تفهم وتفرح الناس، ولكي تفهم الناس يجب أن تحبهم وتسعدهم
Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email