من سيدفع ثمن جموح القادة – جريدة اخر الاسبوع

من سيدفع ثمن جموح القادة

بقلم / عبير مدين

بقلم عبير مدين

من أن وقع زلزال تركيا انطلق المتعاطفون والشامتون كل يدلي بدلوه في التعبير عن رأيه. البعض قال أنه غضب الله على البشر ويجب علينا أن نتوب ونستغفره وأنه إحدى علامات الساعه والبعض الآخر رد الأمر إلى غضب الطبيعية. وعلى كل حال نحن نواجه غضب على ما قدمت يد الإنسان من أفعال تستحق العقاب؛ أؤمن أن الزلازل إحدى علامات الساعه لكن سؤالي للإخوة الذين فسروا الكارثة أنها غضب من الله لأننا مذنبون ما ذنب الضحايا من الأطفال أن يؤخذوا بذنوبنا؟ فهل نذنب نحن ويعاقب الله غيرنا؟! وهل استغفار الله وحده هو الخلاص؟ وهل الذنوب ذنوب ايمانيه فقط؟
من وجهة نظري هذه نظرة ضيقة للموضوع وحصره في إطار العقائد والعبادات فقط كما اعتدنا الفترة الأخيرة متجاهلين الأسباب العلمية للموضوع، هذا التجاهل سوف يتسبب في وقوع الكثير من الكوارث الطبيعية على المدى القصير والطويل.
لكي ندرك حقيقة ما يقع علينا أن نفهم معني الذنوب فهي لا تقتصر على عصيان تعاليم الدين فقط لكن الذنب هو اي عمل يستوجب عقاب فنحن قد نذنب في حق أنفسنا عندما نعصى أوامر الله ونواهيه، وقد نذنب في حق البشر، وقد نذنب في حق الطبيعة فنلوثها ونغير طبيعتها وهذا ما حدث.
تدخل الإنسان في تغيير الطبيعة من حوله كان له رد فعل عنيف وعقاب؛
الحقيقة أن الله خلق كل شيء بميزان خلق الغلاف الجوي لحماية الأرض من الأشعة الكونية بتركيبة غازات دقيقة تتأثر بالانبعاثات الحرارية والتلوث البيئي من الداخل، خلق البحار والأنهار وما يصاحبها من خزانات مياه جوفية من داخل الأرض وخلق الغابات والزرع ليس للغذاء فقط لكن للحفاظ على توازن تركيب الهواء وخلق الجبال من أجل ترسية الأرض ومنعها من أن تميد بالناس، فهي ذات جذور أوتادها المغروسة في باطن الأرض تحفظ توازنها وتجعلها مستقرة ليستطيع البشر أن يعيشوا فوقها
وما حدث على مر العصور أن الإنسان بنى السدود لحجز مياه الأنهار وعمل على تغيير مجراها فأثر هذا على وضع خزانات المياه الجوفية وشكل طبقات الأرض وقام بتجفيف مياه البحار و قطع الغابات ونسف الجبال ناهيك عن التجارب النووية والحروب وما ينتج عن استخدام المفرقعات والمتفجرات من زلزلة وتحريك لطبقات الأرض كذلك استخراج المعادن و الغاز من باطن الأرض ومحاولة تفريغها جعل الميزان الداخلي والخارجي للأرض يختل
كل هذه اشياء أدت إلى تغير في استقرار طبقات الأرض وبالتالي مع الوقت سوف تزيد الزلازل وسوف ينتج عنها اخسفة عديدة نتيجة للانزلاقات عنيفة بطبقات الأرض.
إننا نسير نحو النهاية بكامل إرادتنا بسبب طمعنا في الهيمنة على الطبيعة وتحديها وبسبب محاولة القادة والنظم الحاكمة في السيطرة على مقدرات الدول الأخرى وتطويعها لحسابهم، ولن تفلح مؤتمرات حماية البيئة في تصليح هذا الخراب الذي حدث فجموح القادة سوف ندفع ثمنه غاليا.

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email