عقار أمبابة ومأساة أسرة كاملة

عقار أمبابة ومأساة أسرة كاملة

تقرير.وليد حسين عمر 

عقار إمبابة.. «زينب» و«فرغلى» ابنهما لم يلحقهم «ملحقهمش».. و«فتحية» ماتت والقدر أنقذ «المعاق»

بحلول أذان المغرب، كانت منطقة عزبة الصعايدة بإمبابة في الجيزة، على موعد مع كارثة مدّوية.. فوجئ الأهالى بسقوط عقار مكون من 5 طوابق وتضرر 3 منازل مجاورة له.

كانت زينب عبدالقوى، وزوجها فرغلى على، شقتهما بالطابق الرابع، وحين استشعرا خطرًا اتصالا على ابنهما «محمود» الذي أغلق الهاتف لأدائه الصلاة بالمسجد، ولما أمسك بهاتفه ليتصل بأبيه كانت الكارثة ماثلة أمامه- وفق حديثه لـ«المصرى اليوم»، «لقيت البيت وقع، والناس بتصرخ والستات بتلطم وتصوت»، يصفُ ما كان عليه «وقفت مذهول حوالي 5 دقائق علشان استوعب اللى حصل، لحد ما اتصلت على أخويا (أحمد) ومكانش مصدق نفسه».

العقار المُنهار يمتلكه «فرغلى»، ويقطن وأولاده الطوابق الأرضى والثالث والرابع، بينما تستأجر أسرتان طابقين آخرين- يحكى ابنه بالدموع: «كنت عاوز أعرف أبويا وأمي عايشين ولا لأ، لحد ما طلعوا الحاجة من تحت الأنقاض وبعدها بحوالي 5 ساعات طلعوا أبويا».

سيارة الإسعاف حملت جثتى العجوزين، وسط نواح الأهالى وعدم تمالك الشباب أعصابهم وبعضهم حاول إيقاف العربة واعتراض طريقها، كأنهم لم يصدقوا وفاة المٌسنين ورحيلهما على حين غُرة.

«محمود»، ابن الضحيتين، يقول إنّ لديه شقة بالعقار و«بوضب فيها علشان اتجوز»، لينفى ما تردد على سوء حالة المنزل وتصدعه وصدور قرار إزالة سابق.

القدر كما أنهى حياة «زينب»، و«فرغلى»، أنقذ حياة «طارق»- العامل بهيئة النظافة، وأفراد أسرته من موت محقق، بمجرد خروجهم من بوابة العقار حتى انهار فوق قاطنيه، حتى ألمت الصدمة بالرجل الأربيعنى الذي ردد: «الحمد لله.. الحمد لله»، ثم احتضن أبنائه وبكى وسألهم غير مصدق: «إنتم بخير؟»، وبينما يلتفت إلى سكنه تذكر جيرانه وكان الموت أسرع من إنقاذه لأيًا منهم.

«فتحية»، سيدة ستينة، كانت تطل من شرفة منزلها وتتجاذب أطراف الحديث مع ابنها محمد عطية، وشهرته «كوارشى»، مع أول هزة للعقار «الأم سقطت أرضًا وماتت ولقوها تحت الأنقاض، وابنها اتحدف على شرفة بيت مجاور ونزل مٌصاب واتنقل المستشفى».

«كوارشى»، أصبح المٌصاب الوحيد جراء انهيار العقار، وجيرانه وأقاربه أخفوا عنه خبر وفاة أمه الذي لا يكف لسانه عن ترديد اسمها.

انهيار عقار في أمبابة والبحث عن الضحايا

قوات الحماية المدنية، تواصلوا رفع أنقاض العقار حتى الآن، وفريق من النيابة العامة عاين مكان الحادث وأمر بالتحفظ على أوراق ملكية العقار بالحى وبيان صدور قرارات إزالة من عدمه، وتشكيل لجنة هندسية لتحديد أسباب الانهيار وفحص باقى العقارات الملاصقة.

أجهزة الأمن التي فرضت كردونًا أمنيًا، أمرت بإخلاء 3 عقارات مجاورة للعقار المُنهار خشيةً على حياة قاطنيه بعد تصدعهم، وأغلقت الجهات المعنية خدمة الكهرباء والغاز الطبيعى جزئيًا عن محيط المكان.

ووصل اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، والسكرتير العام للمحافظة، ومدير أمن الجيزة وغيرهم لمكان الحادث، وأحد الأحزاب ذات الأغلبية النيابية وزع البطاطين على المتضررين، وتفحص الجهات المعنية توفير مساكن بديلة لهم