الزوج المسافر – جريدة اخر الاسبوع

الزوج المسافر

الزوج المسافر 

 

                              بقلم/غادة علي عبد المقصود 

 كثير من الناس يفرحون عندما يسافر زوج بناتهم الي أي دولة عربية أو دولة اجنبيه، وكذلك تفرح الزوجة وأولادها بسفر الزوج ٠

لأن بسفر الاب لأنهم يعتقدون أن هذا السفر سوف يغير حياتهم ألاجتماعية والاقتصادية، وسوف يجلب الاب المغترب الكثير والكثير من الهدايا و الأموال التي تغير حياتهم إلي الأفضل، و لكنهم لا يعلمون أن وراء هذه الغربه الكثير و الكثير من التضحيات و المشاكل لهذه الأسرة التي تركها الاب واختار الغربه ٠

فإن الحالة النفسية لهذا الزوج المغترب، و لهذه الزوجة التي تفرق بينهما كثير من الأميال و الأميال فإن البعد والاشتياق والعاطفة تتغير بسبب البعد ٠

 

فإنه لا مانع إذا سافر الإنسان لطلب المعيشة، ولطلب الرزق، وليعمل و يكتسب للنفقة علي اهله، أو سافر لطلب العلم فلا بأس ٠

 و لكن هذا السفر يجب ألا يتجاوز أربعة أشهر أو ستة أشهر فقط ٠

فمن حق الزوجة منع الزوج من السفر أو منع طليقها من السفر، إذا كان معها أحكام بالنفقات، و الأجور و لا يقوم الزوج أو الطليق بتسديدها ٠

فإذا رفعت الزوجة دعوي و تم الحكم فيها بمتجمد النفقة، ومازال الزوج أو الطليق ممتنع عن الوفاء بدين النفقة أو الأجور، فإن المحكمة تحكم بعدها بحبس الزوج شهر، و بعدها تستطيع الزوجة منع زوجها من السفر و ذلك بعد تقديم المستندات الآتية:

 _ صوره رسميه حكم النفقة أو الأجور ٠

_صوره رسميه من حكم الحبس ٠

_تقديم 

طلب منع الزوج أو الطليق من السفر ٠

فهذا من ناحية القانون ٠

أما من ناحية الشرع بخصوص سفر الزوج ، فإنه عدم رضا الزوجة بسفر زوجها فلا يجوز للزوج التغيب عنها و لو لسفر مباح لمدة طويلة نظرا لحقها في الوطء ٠

و لكن إذا اذنت الزوجة لزوجها بهذا السفر المباح الطويل الأمد فيجوز ، 

أما إذا لم تأذن به الزوجة فليس له ذلك، 

وتحديد مدة الطول الذي يتوقف علي إذن الزوجة يختلف باختلاف البيئات، و الازمنه ، و الامكنه ، و الأعراف المجتمعية ٠

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر أن يضيع الرجل نفقة من يعول من زوجتة و اولاده فقال في الحديث الشريف ” كفي بالمرء اثما أن يضيع من يعول “٠ فنفقة الزوج علي زوجته و أولاده فرض شرعا، وهي من أعظم الأعمال الصالحة أجرا عند الله تعالى ٠

و إنه لا يحق للزوج أن يبتعد عن زوجته للسفر أو لغيره مدة تزيد علي أربعة أشهر إلا برضاها و اذنها ، لأن لها حقا عظيما عليه، وهو اعفافها و صيانتها عن الوقوع في الحرام ، وقد دخل سيدنا عمر علي ابنته حفصة رضي الله عنهما، فسالها كم تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت أربعة أشهر، فإذا كان هذا في الجهاد والدفاع عن الدين ثم الوطن ، وهو من أشرف الأعمال، فكيف بماهو غير ذلك من السفر للتجارة ، و نحو ذلك ٠

“إلا إذا رضيت الزوجة ، و اذنت للزوج أن يغيب عنها أكثر من أربعة أشهر فيجوز، لأنه حقها و قد تنازلت عنه و تسامحت فيه “٠

 

                             الله المستعان ٠

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email