إليك أمي | جريدة اخر الاسبوع

إليك أمي

*******
بقلم سالى محمود
ليس دائما فاقد.الشىء لا يعطيه
•••••••مازلت احيا كطفلة••••••••
..تتنازعنى احاسيس الطفولة ..
ان اضم دمية الى صدرى واغفو…
ان اشاهد افلام الكارتون …
ان اضحك بعفوية ومرح..ان اركض فى الطريق…
ان ارتدى فساتين مزركشة بألوان الربيع…واضع شرائط ملونة فى شعرى…
ان تعود امى لفك جدائلى وتمشيط شعرى…
ان اقع وتجرح ركبتى واصرخ باكية وتأتينى لائمة رعونتى وقلة اكتراثى..
أن اقف بجوارها وهى فى مطبخها واجرح يدى بسكين ،واترك الطعام ليحترق…
ان نذهب لشراء ملابس العيد التى ما راقت لى ولا احببتها يوما..وذاك الحذاء الرمادى الذى اصرت على شراؤه ولم احبه..
ولكن ،،،،،،
نظرة صارمة منها جعلتنى اقبل راضخة…واصرارى على فك ضفائرى فى يوم وعقابها لى بقص شعراتى التى كانت تصل لأسفل ظهرى.. ذكريات طفولة طالما ارقتنى ..
وعبثية قدر اهدرت طعم البراءة ..واودعتنى ركن قصى وقاسى ..وجعلتنى هذه الطفلة الوديعة الصامتة..
تمر السنون تقتات عمرى وحياتى..وتمر سويعات طفولتى تاركة ندوبها فى روحى ..
اطالع وجهى فى المرآة..وجدران وطنى الصغير تزدان بملامح اطفالى..وشخبطات عفوية على احد الجدران…وملابسهم الملقاة باهمال على اسرتهم…
وملابس الرياضة…واطواق الورد الصغيرة..
واتعثر فى العابهم فى كله مكان …اجمعها فى ضجر ، ليعيدوا بعثرتها بعد حين…
رائحة البراءة المنبعثة من حجرتهم ..تشعرنى بحميمية الامومة …ذلك الحضن الدافىء فى نهاية يوم مثقل ومرهق…الذى طالما يعيدنى الى طفولتى ، وافتقارى لذلك الدفء منذ زمن…
كيف لهذه المساحة الصغيرة بين ذراعين ان تسع الكون كاملا…ان تذيب هموم اعوام…وكيف اننى لم اعهد هذا الدفء يوما..
كيف لقلب بحجم كف اليد ان يحتوى كل هذه المشاعر المختلطة!!!!!!!
كيف لشعرات مبعثرة على جبين طفلة تمتزج بقطرات من عرق ان تجمل حياة …ان تكون هى بهجة الحياة…
مشاعر تضطرب بداخلى …مقارنات مؤلمة توجع القلب بين شعراتك صغيرتى وهى تثير بهجتى ..
و جدائلى المجتزة امام عينى.. ودمعاتى وانا ارى وجهى فى المرآة بعد جريمة اغتيال طفولتى…
بين سعادتى البالغة وانا اتجول لشراء ملابسك بغرابتها وعفويتها ..وبين حذائى الرمادى الذى اورث عندى ضغينة وكراهية لهذا اللون …واورثنى الما لا ينتهى فى قدمى عند شراء اى حذاء لى حتى يومى هذا ..وكأنما الم قلبى ينتشر حتى اخمص قدمى…
كاذب من قال فاقد الشىء لا يعطيه…
فطفولتى المهدرة اورثتنى حنانا لا ينتهى …يفيض برحابة صدر وعنفوان لا ينضب….
انتظر يوما ترتدى فيه فستانها الابيض …وتاج من ورد يكلل رأسها ..ان ارى طفلتى الصغيرة المكيرة العابثة ..بطفولتها ومراهقتها الحمقاء ..بخلافى معها ولهفتى عليها ..ترفل فى ثوبها الابيض..فاتنتى الصغيرة بجدائلها السوداء …بشعثها ..ببرائتها ..بحبى الطاغى لها وغيرتى منى عليها …عروسة تزدان باللون الابيض..
ان اعوض ذاتى بها ..ان ارى نفسى فيها…
شريط ذكريات يلاحق شلال الامانى …ورغبات تصارعنى وتنتشى بداخلى ..
لا ادرى اهى انانية الامومه ..
•••••••••••ام •••••••••••
طغيان الحب بداخلى…
ورغم ذلك اشتهى ان اعود طفلة ،رغم مافى طفولتى من حماقة وقسوة.
فما راق لى التقدم بالعمر ..
……ولا راقت لى امومتى..
رغم ما بقلبى من حنان ودفء لم احياه قبلا..
رغم امومتى الطاغية لمن حولى وكأنها تعويض عن حرمان مجحف…
ولكنى ،،،،،،،،
اود ان اعود طفلة …ان ابدل الم طفولتى …ان احيا من جديد …ان اصنع ماضى مختلف …اعيد صياغة ايامى …
امى كما عنيت لى ..كم اعيانى فقدك ..كم عانيت بعدك ..
اليك امى اهديك سلامى ..
..*{ رحمك الله وغفر لك }*…
*”*********

Please follow and like us:
Pin Share
اترك رد
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email