الخلق كنز لا يفنى ، وهو شعور المرء بواجبه ؛ فالخلق واجب ، والضمير رقيب عليه ، وهو يوجههنا تجاه الحق والصدق ، هكذا تربينا وتعلمنا ، ونشأنا وأنشأنا ، وصارت لنا منهاجا للحياة نسير عليه ، فالخلق هي السجايا والطبائع والهيئات والسلوك لكل واحد منا ، إذا حسنت واستقامت وصدقت في القول والفعل ، كانت دليلا واضحا وبرهانا صادقا على حسن الخلق وسلامة الوجدان وصدق الدين .
وما أكثر الخراب فينا ضياعا ، ونرى الأهوال بيننا اصطناعا ، فانتهر المترجلون ، وانتشر المفسدون ، وما بين معلم لفساد أهوى ، وما بين قائد لخراب أطغى ، حتى وجدنا القتل في الطرقات عيانا ، ونرى الاغتصاب لأقربينا بيانا ؛ ليجتمع الأخ مع صديقه ليغتصب أخته ! وينوي تصويرها ليهددها بالفضيحة إن هي أصرت على حقها في ميراثها بغتة ، وآخر يقتل بريئا لعدم تلبية طلبه ، فجعل منه فاصلا بين رأسه وجسده ، وثالثهم يجعل من الفحش إعلانا ، ليعلم الآخرين الفساد طغيانا ، فلا خلق يمنع ، ولا ضمير يصدع ، فزادت الجرائم وطغت الحمائم ، وعزفت المجون وزرفت العيون ، فلا ارتجعنا ولا انتبهنا ! .. فكيف بنا الحال سيكون ؟..