دماء وآلام على أوتار الحياة | جريدة اخر الاسبوع

دماء وآلام على أوتار الحياة

دماء وآلام على أوتار الحياة

بقلم | تامر حسين
الخلق كنز لا يفنى ، وهو شعور المرء بواجبه ؛ فالخلق واجب ، والضمير رقيب عليه ، وهو يوجههنا تجاه الحق والصدق ، هكذا تربينا وتعلمنا ، ونشأنا وأنشأنا ، وصارت لنا منهاجا للحياة نسير عليه ، فالخلق هي السجايا والطبائع والهيئات والسلوك لكل واحد منا ، إذا حسنت واستقامت وصدقت في القول والفعل ، كانت دليلا واضحا وبرهانا صادقا على حسن الخلق وسلامة الوجدان وصدق الدين .
فالأخلاق الكريمة هي ثمرة الإيمان القوي الصادق ، وأن الأخلاق السيئة هي وليدة ضعف الإيمان.
وما أكثره فينا اليوم ؟!.
نرى أمورا تشيب لها الولدان ! ، في كل مكان وزمان ، فنسمع ونشاهد ، ونتفاجؤ من فترة لأخرى ، لما يحدث في بيوتنا ، من قتل واغتصاب ، وسوء فحش واغتضاب ، ومشكلات أسرية أساسها العناد ، وانتشار للجهل والخرافات والفساد ، فضاع فينا معنى الإشفاق ، وتاهت عنا قيمة الأخلاق ، فلا تربية أقمنا ، ولا تعليم تعلمنا ، وكيف نتعلم ؟! والتعليم نفسه يحتاج إلى التربية والأخلاق!
فمدارسنا مملوءة بالإساءات ، للمدرسين وللمدرسات ، والبنين والبنات ، فتارة نسمع أن طالبا قتل أستاذه ، وأستاذا ضرب بقسوة تلميذه ، وأخرى نسمع أن طالبة أساءت لمدرستها ، ومدرسة أهانت بشدة طالبتها ، ومثل هذا حدث ولا حرج!
فأين هى أخلاقنا في بيوتنا ؟ ، وأين هو التعليم في مدارسنا ؟!.
وما أكثر الخراب فينا ضياعا ، ونرى الأهوال بيننا اصطناعا ، فانتهر المترجلون ، وانتشر المفسدون ، وما بين معلم لفساد أهوى ، وما بين قائد لخراب أطغى ، حتى وجدنا القتل في الطرقات عيانا ، ونرى الاغتصاب لأقربينا بيانا ؛ ليجتمع الأخ مع صديقه ليغتصب أخته ! وينوي تصويرها ليهددها بالفضيحة إن هي أصرت على حقها في ميراثها بغتة ، وآخر يقتل بريئا لعدم تلبية طلبه ، فجعل منه فاصلا بين رأسه وجسده ، وثالثهم يجعل من الفحش إعلانا ، ليعلم الآخرين الفساد طغيانا ،  فلا خلق يمنع ، ولا ضمير يصدع ، فزادت الجرائم وطغت الحمائم ، وعزفت المجون وزرفت العيون ، فلا ارتجعنا ولا انتبهنا ! .. فكيف بنا الحال سيكون ؟..
أوقد تاهت عنا الأخلاق ؟!، وهان فيما بيننا الفراق ، فلا خلق فينا التزمنا ، ولا تعليم لنا تعلمنا ، فأصبحنا نعيش على أوتار الحياة دون قيم ، ونسير في دروب الطريق دون شيم ، فنغضب ونلعن ، ونضرب ونفتن ، وانتشرت شظايا البلايا ، وكان الحرمان فينا بلا عطايا ، فرأينا الكثير فينا لا يجد قوت يومه ، ويكمل نهاره بليله دون طعامه ، فانتشر التسول ، وأصبح المجتمع مليئ بالتحول ، فرفعت منا الرحمة ، وضاعت منا الشفقة ، فكيف ندعي الإسلام ، ونحن عنه مبتعدين ؟! ، وكيف ندعي الأخلاق ، ونحن لها منفرين ؟! .
فياعباد الله أطيعوا ربكم ، ومروا بالمعروف خيرا لكم ، وانهوا عن المنكر بحسن خلقكم ؛ لتنالوا رضا ربكم عليكم ، وليستقيم مجتمعكم وتعتدل حياتكم ، واعلموا أن لا قيمة لأقوالكم في الدين والحياة دون فعلكم ومعاملتكم بحسن خلقكم ، واحذروا التطرف وأهله ، وابتعدوا عن منهجهه وفكره ، فهو فكر وعقيدة ، فانتبهوا ،،!
مصر الطقس من أخر الأسبوع