((**(( اليتــــــــــــــيم ))**)) – جريدة اخر الاسبوع

((**(( اليتــــــــــــــيم ))**))

((**(( اليتــــــــــــــيم ))**))

بقلم / محمود جنــــيدى
** * ** * ** * ** * **
** / إنت عارف يعنى إيه يتيم .؟؟.
& / أيوة عارف .. يعنى أنا ..
** / تقصد إيه .؟.
& / يعنى أبويا مات ، وأمى جوزها ضربها وخلاها تجيبنى هنا ..
** / ضربها ليه وخلاها تجيبك هنا .. إنت عملت إيه .؟.
& / والله ماعملتله حاجة خالص .. أنا كنت بعيط واقول لأمى انا جعان وعايز آكل .. جه هو خبطنى فى الحيطة وضرب امى ..
** / إنت عارف إنت فين هنا .؟؟. يعنى إنت فى بيت مين .؟؟.
& / آه .. مفيش حد بيضرب أمى عشان هى مش بتيجى هنا ..
** / ماما بتيجى تزورك ياحبيبى .؟؟.
& / لأ ..عشان جوزها بيضربها ..
= حوار بسيط بدون إعداد ولا حتى استعداد .. فكرت فى لحظة ألم أن أقتحم هذا العالم الذى يسمى ” الأيتام ” .. ولا أدرى لماذا ولا كيف فكرت فى هذا العالم .. ووجدتنى آخذ الخطوات الإيجابية لتلبية هذا النداء الذى ألحّ علىّ بشكل لم أعهده من قبل .
توجهت إلى واحدة من تلك الجمعيات أو ” الدّور ” المنوط بها احتواء ورعاية مثل هؤلاء ” اليتامى ” .. وما أن دلفت من باب الدار ، حتى وجدت عددا كبيرا من الأطفال خليط من ” بنين وبنات ” تنحصر أعمارهم بين الثالة والخامسة عشر على الأكثر .. وما أن وقعت أبصارهم علىّ إلاّ وتوقف كل فى مكانه أو مكانها وكفّوا عن هرجهم ومرجهم .. وكأنهم أسقط فى أيديهم ، أو ربما يعلمون أن الداخل هنا إنما يدخل لشئ لا يروق لهم ..
وقطع تعجبى طفلل لا يتجاوز السادسة من عمره إن لم يكن دونها ، وجدته يتقدم نحوى فى تمهل وتثاقل ، وضح أنهما ليسا عن إعياء أو إجهاد ، لكن ربما لتخوف أو لتساؤل فى ذهنه .. وسألنى قبل أن يستوى فى وقفته أمامى :
& / إنت جاى تضرب مين .؟؟.
كانت كلماته بمثابة طلقات رصاص أو دانات مدفعية انطلقت فجأة نحوى .. لكنى لم أسقط على الأرض قتيلا .!!. ولم أشعر إن كنت ما أزال واقفا أم لا ..
جثوت على ركبتىّ أمامه ، وأمسكت بكتفى الطفل ، فإذا به يهتز كجذع نخلة وسط إعاصار .. مسحت بيدى على رأسه و أنا أتمنى أن يمسح هو على رأسى ..
** / إنت عارف يعنى إيه يتيم .؟؟.
& / أيوة عارف .. يعنى أنا ..
كنت أود أن أعيد نفس الحوار ،
وأستكمل بعده ما بداخلى من علامات استفهام لا جواب لها إلاّ من أفواه هؤلاء ..
لكنى فوجئت أنّى أنهض مسرعا ، وأرفع يدى عن كتف الطفل ، وأتجه نحو باب الدار مهرولا .. تطايرت بعض كلمات كان يصيح بها الطفل خلفى :
& / إنت خفت من إيه ياعمّو .؟؟.
& / هو انت كمان أبوك مات وأمك اتجوزت جوز أمى .؟؟.
& / جوز أمى مش هنا والله . ماشافكش وانت بتكلمنى .!!.

Please follow and like us:
Pin Share
اترك رد
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email