زهير دنقير ـ تونس الخضراء
قصيدة “عادت إليّ ” …
شعر : لطفي عبد الواحد
إلى نساء تونس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
8 مارس 2018
عادت اليّ بهذا العيد ذكراها
تلك التي رافقت في سجنها الآها
كم أدركت من عذاب الأسر جدّتنا
في البيت قابعة والزوج مولاها
يسومها الذلّ باسم الشرع منتهكا
كرامة امرأة الله سوّاها
ويدّعي أنها للبيت قد خلقت
وهو الذي لم يكن في الكون لولاها
عادت اليّ بهذا العيد ذكراها
تلك التي صرخت في ليل شكواها
تدعو لكسر قيود الجهل معلنة
حق التحرّر ممن قد تحدّاها
ودعوة الطاهر الحدّاد مصلحنا
لنصرة امرأة بالزوج ساواها
فقلت يا سعدها حواء قد غنمت
من المكاسب أغلاها وأرقاها
فحقّ للشعب أن يزهو بعزّتها
وأن يمجّد ما نالته كفّاها
فهي الجديرة بالانصاف في وطن
يحمي حقوق النسا فينا ويرعاها
فدونها لا تدور الأرض دورتها
ودونها لم يعد للشمس معناها
ودونها تفقد الأشجار بهجتها
ودونها تفقد الأزهار نجواها
فهي الشقيق لهذي الروح ان طلعت
تطلّع الكون مفتونا لمرآها
نحبّها زوجة أمّا مواطنة
بنتا وأختا بكل الحبّ نهواها
نحبّها امرأة بالنفس واثقة
شريكة في بناء المجد نلقاها
لا دمية في يد الجهّال خانعة
تحيى محجّبة والفكر قد تاها
نريدها في حمى الخضراء فاعلة
تمدّ للخير والتشييد يمناها
تقدّس العلم والآداب في وطن
ما خيّب الله مسعاه ومسعاها
حقوقها واجب في الكون يحفظها
كلّ العباد ومن قد عاهدوا اللاها
اذ صاغها ملكا يمضي على مهل
لتملأ الأرض نورا عند مسراها
فكيف يعقل أن ننسى فضائلها
وهي التي أكّدت بالفعل جدواها
وهي التي أثبتت فينا جدارتها
بنيل ما تبتغي من عزّ دنياها
حواء في تونس الأمجاد مدركة
أنّ الحياة بنور العزم تلقاها
فكيف يحجب عنّا نورها دنس
يظنّها نكبة الدنيا وبلواها
وهي الشعاع الذي قد ظلّ يحضننا
ويلهم النفس نجواها وتقواها
وهي النسيم اذا ما هب أنعشنا
وهي الصفاء الذي تبديه عيناها..
لطفي عبد الواحد
من مجموعتي الشعرية : “هديّتى إلى أجمل النساء “
