السيد بكري
تركته والدته لـ«الكلاب» وأنقذه فلاح من الموت
جريمة لم يكن ذنبه أن والدته مُخطئة وحملت فيه بخطأ اهتزت له السموات السبع، وحينما أتت لحظة ولادته تركته داخل «شوال» وسط الزراعات حتى تأكله الكلاب، ظنًا منها أنها بذلك تكون «دارت على فضيحتها» إلا أن القدر، ورغم مرارة الموقف، كان يُخبيء للصغير باب جديد للأمل وحياة ربما تكن سعيدة في رحب الملاجيء وبعيدًا عن والدته. مع الساعات الأولى لسطوع الشمس على قرية «الحاجر» التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، وبينما يهم الجميع إلى أرضه بحثًا عن رزق يوم جديد يسعى له بـ«فلاحة» الأرض ورعاية محصولها، كان العم محمد على موعد مع لحظة فارقة في حياته؛ إذ بعثه القدر ليُنقذ روح لم تكد ترى نور الدنيا سوى بضع دقائق، حيث فوجيء بمجموعة من الكلاب تجتمع على غير العادة في أرضه، وحينما اقترب منها وجدها تعبث بـ«شوال» تركه أحدهم وسط الزراعات. تجمع الكلاب حول «الشوال» لم يكن ليُثير حفيظة الرجل لولا صوت بكاء وصل إلى أذنه وكان مصدره رضيع بالكاد أكمل ساعاته الأولى في الدنيا، فما كان من الفلاح إلا أن هش الكلاب وهرول ناحية «الشوال» وأخذ يُمزقه ويفك خيوطه ليرى وجه طفل ملائكي لم يقترف أي ذنب سوى أنه وُلد لأم لم تكن لتُقدر نعمته وجعلت منه عُرضه لدفع خطيئتها بحملها فيه. وما هي إلا دقائق حتى فاق الرجل من سرحانه وأخذ الطفل إلى مركز الشرطة، وهناك تم التحفظ على الرضيع وتحرر عن ذلك المحضر رقم 8286 إداري فاقوس لسنة 2018، وأُطلق على الطفل اسم «بدر أشرف موسى».
