يوميات وال | جريدة اخر الاسبوع

يوميات وال

زهير دنقير ـ تونس الخضراء

لم تكن لنا خبرة ..هكذا قالوا ولكن.. “الحلقة السادسة”
شهادة الكفاءة المهنية لسيارات التاكسي …
هي وثيقة رسمية مثلها مثل أي وثيقة أخرى كبطاقة التعريف الوطنية أو رخصة السياقة أو جواز السفر ، اختيارية للجميع ولكنها اجبارية لكل من يريد مزاولة سياقة سيارات الأجرة وهي مختلفة عن البطاقة المهنية ولكن لا تكون البطاقة المهنية إلا بها .. هذه الشهادة تصبح ضرورية لكل من أراد مساعدة صاحب سيارة أجرة (تاكسي) فيعوضه عند المرض مثلا أو أي طارئ آخر.
عادة يكون هناك امتحان كل ثلاث سنوات يتم الاعلان عنه ويتم إيداع المطالب والوثائق اللازمة في الولاية ثم يتم الاعلان عن القائمة النهائية المخول لها اجتياز المناظرة التي بدورها تنقسم إلى محطة كتابية ثم محطة شفاهية لمن اجتاز الاختبار الكتابي بنجاح … ما بلغني من أصحاب المهنة ومن بعض المتقدمين للمتحان تمحور حول الشفافية وتكافؤ الفرص بين كل المتنافسين مؤكدين أن نص الامتحان كان يباع ويشترى بالمال وبالمحاباة سنوات ما قبل الثورة وهذه ممارسة لإن تمسّ بالمصداقية ونزاهة الامتحان وتكافؤ الفرص فإنها تجعل البعض ينجح وهو لم يقم بالتحضير بتاتا وهذا فيه خطر على المهنة أصلا ..
استمعت لهم وطمأنتهم بأن يتم الامتحان وفق معايير الشفافية والعدل بين الجميع وما عليهم سوى مراجعة المضامين المطلوبة وهم أدرى بها مني ..ثم عقدت جلسة مع منظوري في الولاية تلتها أخرى مع المدير الجهوي للنقل بالولاية الذي طلبت منه بأن لا يستعين بأي شخص في اعداد مضمون الامتحان كما اتفقت معه على أن يسلمني مباشرة يد بيد النسخة النهائية بعد أن يكون قد أعدم المسوداة ودون التشكيك في ذمته ولكن كمسؤول أول على الولاية أعمته أنه إذا حصل تسريب في الامتحان أو جزء منه فلن يكون الفاعل سوى أحد اثنين إما أنا الوالي أو هو المدير الجهوي وكان ذلك عهدا بيننا وهو ما تم بالفعل فقد سلمني مضمون الامتحان المدون على ورقتين مضاعفتين مثل أوراق الباكيعني ثماني صفحات وطلبت في نفس الوقت من دائرة الشؤون الاقتصادية مدي بالظرف المخصصة لورقات الامتحان حسب عدد الممتحنين في كل قاعة وهو ما تم وأخيرا طلبت من رئيس دائرة الشؤون الإدارية والمالية بأن ينقل إلى مكتبي آلة طابعة photocopieuse وخصصت نفسي لطباعة الامتحان بعد الوقت الإداري إلى ما بعد العاشرة ليلا ووضعت في كل ظرف العدد المطلوب ثم وضعت الكل في درج خاص مفتاحه عندي فقط…أذكر أن الكاتب الخاص سي الهادي تريمش وهو شخص نبيل رفع السماعة وعرض علي المساعدة لما طالت المدة فاعتذرت له ليس قلة ثقة فيه ولكن حتى أفي بكلامي مع المدير الجهوي حيث قلت له بأنه لن يطلع على الامتحان أحد غيرنا إلى غاية انجازه …
يوم الامتحان تنقلت صباحا ومعي الظروف إلى مركز التكوين المستمر التابع للمندوبية الجهوية للتربية وتفقدت القاعات وفي الساعة الصفر تم توزيع الظروف وفتحها أمام المتبارين ..كان عدد المتبارين قرابة 500 نجح منهم 278 ..ولكن الطريف في المسألة أنه هناك من لم يكن مقتنعا بوقوع العملية بهاته الصفة بل كان هناك رهان بين البعض بأن التسريب سيقع وربما من الوالي نفسه وكانت مراهنتهم التي علمت بها بعد صدور النتيجة كانت متوقفة على مترشحين اثنين وهما نجلي حاجبي الخاص ليس الكاتب بل الحاجب وهو أصيل الوردانين وأحييه بالمناسبة وهو الآن متقاعد ..إذا كان لحاجبي الخاص نجلان مشاركان في الامتحان ولم يكن لي علم بذلك ومن سوء حظهما وحسن حظي أنهما لم ينجحا في الامتحان وهو ما جعل المراهنين على أن “الكل كيف الكل” يخسروا رهانهم..
لا أخفيكم سرا إذ أعلمكم أنني بالتشاور مع الفريق الخاص بهذا الملف ومع المدير الجهوي للنقل ونظرا لعدد الناجحين الذي كان فوق المتوسط اتفقنا على عدم التشدد في المقابلة الشفاهية
لقد كان تحدي رفعته شعاره المستحيل قد يكون ممكنا
طبعا ليست الخبرة التي فعلت فعلها بل هو ملح الوطن
الصورة : الوالي بصدد طباعة الامتحان
نلتقي في الحلقة السابعة …
#يوميات_وال

Please follow and like us:
Pin Share
اترك رد
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email