أهلنا في افريقيا | جريدة اخر الاسبوع

أهلنا في افريقيا

 

كتب / فرج احمد فرج

باحث انثروبولوجيا

لقد كان من الخطأ الكبير بالنسبة لي أن أحصل على درجة علمية في الأنثروبولوجيا، لأنني لا أستطيع تحمل الأشخاص البدائيين”فهم أغبياء للغاية”

عبارة للكاتب الأمريكي الساخر “كيرت فونيغوت.. Kurt Vonnegut ..ربما تلخص حقبة زمنية طويلة من رؤية الأنثروبولوجيا أو علم دراسة الإنسان، للمجتمعات غير الغربية.

وأشار الفيلسوف “يوهان شيلر” إلى مسألة إشكال الإنسان على نفسه إشكالا شاملا، وموضوع الأنثروبولوجيا هو الإنسان، الذي لم تُحدد ماهيته، ومازال غامضا، وهذا ينسحب على العلم الذي يُدرس ذلك الإنسان، فقد تعامل العقل الغربي مع الإنسان بوصفه ظاهرة مجهولة ومريبة، وربما هذا ما يُفسر نزوع العقل الغربي إلى المادية، وإنتاجه لمفاهيم لا ترى الإنسان إلا بوصفه كينونة مادية منزوعة من أبعادها الغيبية وآفاقها الروحانية.
يعتبر علم الأنثروبولوجيا من أهم العلوم في العصر الحالي، فإن كنت تريد أن تبني حضارة جديدة عليك أولًا بدراسة الإنسان على مر العصور واكتشاف الحضارات القديمة وميزاتها من مختلف النواحي، الاجتماعية، الثقافية، العلمية وغيرها الكثير من التفاصيل التي تروي تطور الإنسان عبر الزمن.

والغرض من دراسة علم الإنسان أو “الأنثروبولوجيا- التعرف على التراث الإنسانى على مر العصور للتعرف على سلوكياته وعلى أنماط تفاعلاته اليومية فى مختلف المجتمعات – وهذا يتطلب معايشة الباحث للجماعات البشرية والحياة معهم.

ويعد الغرض من دراسة علم الأنثروبولوجيا بالدرجة الأولى هو فهم الإنسان وطبيعته، مراحل تطوره وتفاعله مع البيئات المختلفة كما ويمكن من خلال التاريخ الذي يركز هذا العلم على دراسته أن تفهم الرابط ما بين الإنسان وثقافته والتطورات التي طرأت منذ الأزل وحتى اليوم، ويكون الغرض من دراسة هذا العلم كالتالي:

– فهم الثقافات المختلفة على مر العصور ومعرفة الشعائر الدينية والطقوس المعتمدة في كل مرحلة.

– التجاوب مع المحيط واحترام الثقافات الأخرى وبالتالي فهم العدالة الاجتماعية وتطبيقها في الحياة العملية.

– احترام الآثار وتحليلها والتشكيك بالفرضيات بغية التحقق من صحتها ما يجعل الحس المعرفي يتصاعد بشكل تدريجي

وفي هذا الاتجاه كان حري بصالون السبت ان يكون محاورهم واحدا من الدارسين لهذا العلم وحاصلا علي الدكتوراه في الانثربولوجيا الثقافية

استضاف الصالون الثقافى بنقابة الصحفيين المصرية الدكتور محمد امين عبد الصمد الباحث في الانثروبولوجيا الثقافية وكان محور اللقاء حول الثقافات الأفريقية ومنجزاها الحضاري ومنها الثقافة المصرية .

وتناول المتحدث العلاقات الثقافية بين مصر بامتدادها الحضاري والتاريخي والثقافات الأفريقية المتعددة والمتنوعة.

وامتد الحوار إلى رؤية المركزية الأوروبية للثقافات الأفريقية منذ قرون وعمليات الاستغلال لأفريقيا ومقدراتها البشرية والإقتصادية والوضع الحالي لأفريقيا في إطار آليات العولمة وماكينة الرأسمالية العالمية الحديثة .

ولاهمية الموضوع حضر لفيف من الاساتذة والباحثين في هذا العلم كي يثروا المناقشة والعرض لموضوع الندوة الذي اعقبها حوار اثمر زيادة في الافادة للجميع من غزارة معلومات الحاضرين كل في تخصصه …

وتبادل الحضور في نهاية الندوة عدة نقاط حول الرؤى التي تم طرحها في الندوة. أدار الندوة الأستاذ محمود الشيخ وكان من أبرز الحضور:

د. محروس خفاجي

الاستاذ منصور شاهين

والاستاذ سعيد محمد احمد

والفنانة التشكيلية فاتن مصطفي

والاستاذ روبير الفارس

والاستاذ رفعت عبد الواحد

واساتذة واستاذات فضليات اهتموا بالحضور لاهمية موضوع الندوة

فرج احمد فرج

باحث انثروبولوجيا

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email