الماضي والحاضر مع عمد و مشايخ الصعيد | جريدة اخر الاسبوع

الماضي والحاضر مع عمد و مشايخ الصعيد

بقلم / عبدالرحمن الجن

 

كانت القرية مجتمعا مغلقا ذو طابع خاص وملامح بيئية فريدة تحكمنا العادات والتقاليد الصعيدية المتوارثة عن الأباء والأجداد كانت منظومة القيم والتقاليد هي الحاكمة والناهية بمثابة عهود ووعود صادقة متوارثة أباً عن جدا وتتوارثها الأجيال جيل يسلم جيل
والأسرة لها كبير الجد والجدة الأب والأم هم حماة هذه المواريث ورعاة تنميتها في وجدان الأبناء والأحفاد إكرام الضيف وإحترام الكبير والوقوف تقديرا له والرفق بالصغير وقول الحق .

عندما كان للعمد والشيخ دور كبير وفعال في القرى والارياف (مجتمع القيم والمبادء ) حيث كان العمدوالشيخ ذوي سمعة طيبة وكلمة مسموعة وقول وفعل يحكى ويتحاكى بهم كانوا يصفونهم بالحكمة والعزيمة وقوة الشخصية والقدرة علي حل المشاكل وكف الفتن ورد الحقوق لأصحابها وهي مهامهم الرئيسية فكانت لشخصية العمدة والشيخ دائما حضورا طاغيا وملموسا في المجتمع القروي بمختلف المناسبات الإجتماعية والمشكلات العائلية فاعلآ ومتحركا ونشطا في مهامة ودوره وإن كانت هذه الحكايات لاتخلو من وقائع الظلم والجبروت التي شاعت في هذه القرية أو تلك وبعضها لايخلو من مبالاغات أسطورية يصححها الزمن شيئا فشيئا .

إلا أنه من المؤكد لم يكن الحال مثل الحال الذي وصلنا إليه من تدهور وإنحدار في منظومة القيم القروية الحاكمة والمنظمة للهيكل والنظام الإجتماعي بالقرية وهو درة خصائصها وما يميزها وصمام الأمان للتعايش السلمي الأمن فيها فمع إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة وما حملته لعقول شبابنا من أفكار ومعتقدات وثقافات دخيلة علي قيمنا وعادتنا فهاجمتنا وانقضت علينا في غفلة من الزمن ودون سابق إنذار تراجع دور ” الكبير ” بشكل عام في منظومة القيم القروية سواء داخل الأسرة أو العائلة أو البلدة وما بقيت إلا بقايا أشلاء من تلك المعركة الحامية بين الماضي والحاضر تحاول أن تلملم وتستجمع نفسها لكن هيهات بكل أسف فالطوفان هادر وغادر والخسائر فادحة هذه الحالة المذرية والمؤذية أصابت المجتمع بالتفكك والفوضي مع غياب الشخصيات القادرة والمهيأه فأنشرت المشكلات وعجزت الحلول وظهر سماسرة المشاكل المتاجرين والمتربحين منها من أهل الشر والفتنة الذين لبسوا دور الكبار وأنتشروا وتكاثروا وتناسلوا في كل القري والنجوع .

ولما كانت الدولة بسابق عهدها تولي اهتماما خاصا وكبيرا بملف إختيار العمدوالمشايخ وضع المشرع قانونا لطريقة وشروط إختيار العمدة أو الشيخ عرفانا بما يلعبه من دور مهم إجتماعيا وأمنيا في التخفيف والمساعدة للأجهزة الأمنية بالدولة في حل المشكلات والتواجد وتمثيل الدولة كما استخدمت الدولة العمد والمشايخ في الكثير من الأدوار لصالحها منها ماهو سياسي وأجتماعي فكانت الكثير من الأمثلة والعائلات الممتدة بصعيد مصر التي برزت بهذا الميدان وساهمت فيه إيحابيا إلا أن حالة من الجمود والتسفيه التشريعي أصابت هذا القانون فجعلت من مكانة العمدة أقرب لوظيفة روتينية أو إشغال أماكن ومسميات بلا جدوي أو فائدة متغافلة عن الإنطباع الإجتماعي والتطور الثقافي والتعليمي والفكري الذي حل بالقرية أضاع هذا الدور بالكامل مقابل جمود أصاب العائلات نفسها والمجتمع في مواكبة تطور عجلة الزمن التي لا يمكن أن تعود إلى . بقلم / عبدالرحمن الجن

وللحديث بقية ،،

مصر الطقس من أخر الأسبوع