يوم من حياة قائد ناجح 2 (ادارة مقاومة التغيير) – جريدة اخر الاسبوع

يوم من حياة قائد ناجح 2 (ادارة مقاومة التغيير)

كتب دكتور / أحمد موافي
خبير التخطيط الإستراتيجي في الشرق الاوسط ومدرب معتمد من الهيئة الأمريكيه للعلوم والتكنولوجيا والشبكه الأهليه للتدريب. 
كل ما سيتم سرده هو من وحي الخيال و لكن يعبر عن يوم من واقع قائد مستقبلي. دعونا نسبح في يوم من ايام احد القادة داخل مؤسسته لنعرف كيف يتعامل هذا القائد مع كل المواقف الممكنة و كيف نتعلم من هذه المواقف خصوصا المديرين الحاليين او من يتطلع لان يصبح في منصب اداري و يتحدث قائدنا اليوم عن اول يوم يمارس فيه مهامه كمدير و يقول:
بعد ان اعلن السيد رئيس الهيئة الهندسية انني ساتولي قيادة فريق عمل الادارة الهندسية ساد الصمت علي ارجاء قاعة الاجتماعات و بدء الجميع في التهامس فيما بينهم فمنهم من ينظر لي علي انني لا استحق هذا المنصب لحداثة سني و الاخر يري انه اجدر مني و بعضهم هب فرحا من واقع الخبر و البعض اخذ يترقب ماذا بعد. نعم هذا هو السؤال في قرارة نفسي ماذا بعد لقد اكملت يومي بين جمع اشيائي و نقلها من مكتبي المتواضع في قلب الادارة الي مكتبي الفاخر الجديد و بين الاستماع الي مديري السابق في عملية نقل المسئولية و كنت استمع اليه جيدا كي استطيع ان افهم الاشياء التي كنت لا اعرف عنها شئ و التي تدور في فلك الادارة و في نفس الوقت اضع لنفسي اهداف محددة لتحسين الوضع الحالي و لكن كل ذلك مع فكرة واحدة في رأسي و هي ماذا بعد ما الذي ينتظرني هل سانجح في منصبي الجديد ام انني سافشل كيف ساتعامل مع متطلبات هذا المنصب و شعرت للحظات انني اغرق في بحر من الافكار و عشوائية لم اعتاد عليها من كثرة التفكير. ها قد انتهي اليوم بكل ما يحمله من مشاعر اندمجت مع بعضها ما بين الخوف و القلق و الفرحة و بدءت افكر ماذا سافعل في اليوم التالي و هو اول يوم امارس فيه مهام عملي كمدير للقسم و هنا بدءت استدعي كل ما تعلمته و حاولت تطبيقه و قررت ان اطبق كل حرف تعلمته علي يد اساتذتي و تطبيق كل نصيحة حصلت عليها اثناء الدراسة و منها الاستماع الي فريق العمل الخاص بي و وضع خطط التطوير معهم و مشاركتهم افكاري و طرح الافكار المختلفة و تبادل الاراء لعل و عسي ان يكون هناك افكار افضل مما افكر فيه و لكن ذلك مع اهل الخبرة في القسم و ايضا البدء فورا في تطبيق مشروعي في تطوير مهارات الزملاء في القسم و وضع بعض القوانين التي تساعد علي تقليل الفواقد داخل القسم و تعيد الانضباط مرة اخري الي القسم حتي ينمو و يزدهر مرة اخري و بالفعل في صباح اليوم التالي قررت ان اجلس مع فريق العمل مرة في اجتماع يجمع الجميع ثم الاجتماع مع كل فرد من افراد فريق العمل منفردا.
الان و قد بدء يوم جديد هو اول يوم عمل لي كمدير للادراة الهندسية و بدءت يومي بالاطلاع علي كل الاوراق الخاصة بالادارة و تحليل كل كبيرة و صغيرة و وضع بعض الملاحظات التي ستساعد في عملية التطوير فهنا اجد ورقة تحتاج الي 20 توقيع و نوع من البيروقراطية المفرطة و كاننا في العصر الحجري و اخري توقفت بسبب الموافقات و مشروع قد توقف لعدم وجود سيولة و……….
و بعد برهة من الوقت قمت باعداد عرض تقديمي (Presentation) لكي اضع بعض النقاط الهامة و اقوم بعرض مشروعي علي فريق العمل ليكون بداية للمناقشة بيننا و بالفعل قد حان وقت الاجتماع بفريق العمل و قدر تحركت الي قاعة الاجتماعات مبكرا كالمعتاد و ايضا وصل فريق العمل الي الاجتماع متاخرا كالمعتاد و هنا بدءت مرحلة الاختبار من فريق العمل لي و لطبيعة ادارتي و هنا توقفت قليلا ناظرا الي كل الحضور طالبا منهم الهدوء و قد رسمت ابتسامة مزيفة علي وجهي تغلف حالة الغضب التي بداخلي من تاخيرهم و تحدثت بكل هدوء انه من غير المسموح بدخول اي اجتماع متاخرين مرة اخري و ان هذه المرة هي الاولي و الاخيرة و بدءت التحذير من عواقب هذه السلوكيات و التصرفات الغير مقبولة نعم لقد بدءت ديكتاتورا كما تعلمت في علم الادارة و طبقت ما تعلمته و هنا بدء الغضب علي وجه الجميع و لكني لم اهتم بردود الافعال لان ذلك خرق للاعراف و القوانين.
بدءت في سرد خطتي و بدءت من النقطة الهامة وهي تطوير كل عنصر من عناصر هذه الادارة و تحليل دقيق للاخطاء السابقة و ما اهمية هذا التطوير لكل فرد من افراد الادارة و كيف سيعود ذلك بالنفع علي الجميع و خصوصا عندما ذكرت نظام المكافات الجديد و ايضا خطة تدريب كل فرد من افراد فريق العمل و هنا بدء المر مستحب لاغلب فريق العمل و لكن كان هناك البعض الذي بداخله شئ من الاستنكار و المقاومة لهذا التغير الجذري و لما لا و قد اعتادوا علي طريقة معينة للعمل منذ سنوات دون تغيير و هذا الوضع مريح جدا بالنسبة لهم كيف لهم ان يتقبلوا مثل هذا التغيير و لكن انا كنت مصر علي هذا التغيير الجذري في كل شئ.
الخطوة التالية كانت طرح مجموعة من التعليمات الهامة و منها التاكيد علي عواقب التاخير او الاهمال في العمل و ايضا مجموعة مؤشرات الاداء التي سيتم تطبيقها بداية من الشهر القادم لتقييم كل فرد داخل الادارة علي اساس علمي واضح و هنا زاد الانقسام في اعين فريق العمل و زادت حدت المقاومة للتغيير في اعين بعض فريق العمل لانه لاول مرة يتم وضع قوانين واضحة و وضع مهام و ثواب و عقاب.
بعد طرح كل الافكار و كل الخطط بدءت في فتح باب الاقتراحات و الاستماع الي الجميع في تطوير الادارة و قد تلقيت العديد من الافكار الجيدة التي ستساهم في اسراع عملية التطوير بل و زيادة المردود و الحصول علي نتائج اسرع و افضل و هنا كنت امارس طريقة ديمقراطية مع فريق العمل و لما لا و منهم من هم افضل مني و اكثر خبرة و لكن ايضا استطعت ان احدد من هم سيساهمون و يساعدون في عملية التغيير و من سيقف ضد هذا التغيير حتي استطيع التعامل مع كلا منهم علي حدي لتنفيذ خطتي و انجاحها و لما لا و قد استخدمت اكثر نظريات ادارة التغيير فاعلية و هي اذابة الجليد ثم تنفيذ التغيير ثم التجميد مرة اخري علي الوضع الجديد و في راي هذه هي الطريقة الانسب مع فريق عملي. و الان قد انتهي الاجتماع مع فريق العمل و بدءت اجتماعات منفردة بكل فرد من افراد فريق العمل و لكني في اليوم السابق قد قمت بتصنيف كل شخص منهم بناءا علي شخصيته و باستخدام علم السلوك التنظيمي (OB) حتي استطيع التعامل معه علي الطريقة التي ستاتي بافضل نتيجة و تسرع من عملية التغيير.
بعد نهاية يوم شاق من العمل مع فريق العمل بدء يسود حالة من الرضا علي اغلب اعضاء فريق العمل و تفهموا ان هذا التغيير في صالح الجميع و هنا قد بدء الارتياح يتسلل الي قلبي. نعم انتهي اليوم الاول و قد استطعت ان افرض سيطرتي علي فريق العمل بل اجعل لهم هدف واحد و هو التحول الي الافضل و النمو و الارتقاء و لكن هل هذا الشعور هو حماس البدايات ام ان هذا الشعور سيستمر و ما هي المشاكل التي سنواجهها في الفترة القادة و كيف سنتغلب علي كل هذه الصعاب هذا ما سيتم طرحه في المقالات القادمة

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email