الكاتب أيمن مصطفي: أفضل دايمًا ترك أثر طيب و كتابة أشياء ذات قيمة حتي لو في نطاق رواية خيالية. | جريدة اخر الاسبوع

الكاتب أيمن مصطفي: أفضل دايمًا ترك أثر طيب و كتابة أشياء ذات قيمة حتي لو في نطاق رواية خيالية.

الإسكندرية – مريم محمد خليل

أيمن مصطفى كاتب مصري، من محافظة الإسكندرية، خريج كلية التجارة الإنجليزية، طرح أولى كتابته “رسائل لم يكتبها كافكا” في نوفمبر الماضي و التى لقت إقبال من قبل القراء، إستطاع من خلاله أن يجذب القراء بأسلوبه الفريد و المميز. 

 

من هو أيمن مصطفى و متى بدأ حبه للكتابة؟

نشأت في أسرة بسيطة، مكونة من أب و أم و ولدين، بدأ حبي للكتابة منذ المرحلة الثانوية بسبب دروس اللغة العربية التي كان يقدمها على التلفاز الدكتور مبروك عطية، و كان دايمًا يختم حديثه بجملة ” تعلم العلم و اقرأ تحز فخار النبوة، فالله قال ليحيى خذ الكتاب بقوة.. بقوة تأخذون الكتاب موفقين ناجحين إن شاء الله”، فهو من حببني في اللغة فكان دايمًا يتحدث بطريقة لطيفة، و كان دايمًا يقول لو مصر عملت ذلك “ستتبوأ مكانتها تحت الشمس” فكنت دايمًا بكتبها في كل مواضيع التعبير أثناء دراستي، و لم أكن أعرف أن أكتب موضوع تعبير فى البداية حتى إستطعت تكوين فكرة التعبير من الجملة السابقة كما ساعدني والدي رحمة الله عليه.

 

ما السبب وراء كتابة “رسائل لم يكتبها كافكا”؟ 

 دخولي في مرحلة الإكتئاب والمعالجة كان السبب في كتابة كتاب “رسائل لم يكتبها كافكا” و هي كانت مجموعة رسائل منفصلة بيتم نشرها على “الفيسبوك” على فترات متفاوتة و في ذلك الوقت تعرفت على دار نشر “كُتبنا” مؤسسها الأستاذ محمد جمال و هو شخصية في منتهي الإحترام و شجعني أكثر في الفكرة، والمديرة المختصة الأستاذة آية و هما من شجعوني جدًا لنشر كتابي.

 

ما سبب تمسيه الكتاب بهذا الأسم؟

لأن “كافكا” وعلاقته ب “ميلينا” كانت علاقة على الرغم من أنها قوية و لطيفة على قدر ما كان شخصية كافكا “سوداوية” في نظرته للحياة والأمور والمجتمع، فأنا دايمًا كنت أعتبرها نموذج للرسائل التي أكتبها، و يمكن أن نفترض لأن طبيعة الكتاب يحتوي على “ربيع الحب” و “خريف فراق” فطبيعي السوداوية هتعلى، و رسايل كافكا لم تكن تصف المحبوبة فقط و إنما كان يتحدث عن الحياة عمومًا السياسية والإجتماعية والصراع والإضطرابات التي توجد داخلنا فهي رسائل لم يكتبها كافكا، بل كتبها كافكا آخر.

 

كيف إستقبلت ردود فعل القراء على الكتاب؟

سعيد بالإقبال و ردود الفعل حول الكتاب و راضي عنها لأنها مرحلة إنتقالية لي، و تلقيت إقبال من قبل “بلوجر” منهم “البلوجر” القارئة “ياسمين مرزوق”، لم يشغلني الإنتشار بقدر ما كان يشغلني أنني أحقق رغبتي وميولي وخطوة تم تأجيلها عشرون عامًا، و كنت أرغب في أن يتم توصيل الفكرة للقارئ و هي المراحل التي من الممكن أن يمر بيها أي شخص بشكل عام، و نال إعجابي أحد القراء عندما قام بتقييم الكتاب ووصفت من خلاله بعض التفاصيل التي لم أكن أتخيل أنها تصل للقارئ، و هذا أعتبره نجاحًا كبيرًا لي وأن أستطعت أن تصل تلك التفاصيل البسيطة لبعض من القراء، بجانب و إن يوجد محترفين من القراء قاموا بتقييم الكتاب بشكل مميز فهذا بالنسبة أنه أول كتاب و من خلاله إستطعت أن أحيي أدب الرسائل بالنسبة لدي كان كبير جدًا خاصةً أنه المنتشر في لتلك الفترة على الساحة حاليًا هي الرواية، فحاولت فالرسائل أن أنوع والقارئ يشعر أنه يقرأ في بعض الأحيان شعر و في البعض الآخر نثر فحاولت على الرغم من أنه هو رسائل و لكن يكون لها قصة لها بداية و نهاية، فأنا سعيد جدًا.

  

 

لماذا عدد الرسائل تسعون رسالة؟

لم أحسبها كذلك، فلو كانوا أكثر كنت سأطرحها بعددها حتى لو كان عدد غير كامل مثلًا لو واحد وتسعون، و فضلت أن تكون النهاية مفتوحة و لم أوضح إذا كان سيعيش أم يريد أن يتخلص من حياته، و قد ساعدتني المواقف التي عشتها في توضيح ما مر به من فراق و حب و تدين و إعتراض عن القدر فمر بتغيرات كثيرة، و قبل النهاية كان في نوع من الإستسلام عندما قال “ربما يجمعنا فنجان قهوة في وقت من الأوقات” فهو لم يكن فاقد الأمل ولكنه يأس في وقت ما، خاصةً فقد فات وقت كبير لم يرى فيه ميلينا.

 

هل “كافكا” هو الكاتب أيمن مصطفى؟

في مراحل كثيرة نعم، فيوجد تشابه بينهم كبير، ولكن كافكا كان “سودوي” أكثر في مرحلة من المراحل، ولكن متشابهين في أننا نبحث عن ماهية الحياة و الغرض منها و لماذا نعيش و كذلك كان السبب هو وفاة والدي. 

 

ما هي أكثر رسالة في الكتاب بتوصف أيمن مصطفى؟

“النحات، فوبيا الصراصير، جلسات الإضطراب، لا تنصت أعداء الأحلام، الجينرال، السعلقة”

 

أكثر رسالة علقت مع القراء من وجهة نظرك؟ 

الرسالة التاسعة التي توجد في ظهر الكتاب، “أما والله إنك قد بسطتِ سلطان عشقكِ علي سويداء قلبي، فما برحت لا أري سواك، وكأن النساء قد إختفت، وكأن على العين غشاوة لا تزول..”، كما أنني شعرت أني تفوقت فيها على نفسي في المصطلحات، خاصةً أن قليل جدًا عندما يعجبني كتابتي، و هذه الرسالة من أكثر الرسائل التي أوضح فيها كافكا حبه لميلينا، وأنا شخصيًا متعلق بيها عندما قال لها: “وفي حضرتكِ ترقص كالغوازي، في مولد سيدنا المتيم بالعشق قلبي..”. 

 

ماذا تعلمت بعد طرح أول كتاب لك؟

تعلمت أن ليس كل ما يكتب يكتب لغرض الكتابة، فبعض الكتاب تبحث عن الشهرة و عن المادة و هذا حقهم، ولكن من وجهة نظري الشخصية لا يمكن أن تكون كاتب في المقام الأول و تنظر للناحية المادية، و لابد أن يكون التسويق على قدر مقام الكتاب، و لا يمكن أن تسوق الكتاب الخاص بك بطرق تجارية صرف، و غير ممكن أن تكتب لمجرد أن “ده اللي ماشي في السوق”، لابد أن تترك أثر طيب داخل القراء، و هذا هو الغرض من كتاب “رسائل لم يكتبها كافكا” و لكن سيظهر لفئة أكبر في الكتاب الثاني، فإذا إفتراضنا أن الكتاب الأول عبارة عن أدب رسائل رومانسية يتخلله بعض المشكلات الإجتماعية، إلا أن المجموعة القصصية تلقي الضوء على الحياة الإجتماعية بصورة مركزة أكثر تلائم الفئة الأكبر عن الفئة التي تميل للرومانسي الذي يتخلله بعض المعاني الإنسانية.

 

ما هو إتجاهك الفترة القادمة؟

إتجاهي الفترة القادمة الكتابة و الكتابة وفقط، فهو مشروع تأخر عشرون سنة و هو مشروع كان لابد أن يبدأ من وقت ما كنت في العشرين من عمري.

 

لماذا لم تحضر معرض القاهرة الدولي للكتاب؟

بسبب مرض والدتي و لم يكن لدي إستعداد لتركها، و لكن لو أني تواجدت كنت سأستطيع أن أسوق لنفسي بصورة أفضل.

 

ما هي المعايير التي تصعنها لنفسك ككاتب؟

إحترام للقارئ في المقام الأول الذي سيذهب لشراء الكتاب، بالرغم من عدم رغبتي بتأثيره ببعض الأفكار الشاذة لدي، أفضل دايمًا ترك أثر طيب و كتابة أشياء ذات قيمة حتي لو في نطاق رواية خيالية.

مصر الطقس من أخر الأسبوع