إقترب شهر رمضان ولنا في القبور أحبة | جريدة اخر الاسبوع

إقترب شهر رمضان ولنا في القبور أحبة

 

بقلم / عبدالرحمن الجن 

 

إقترب شهر رمضان ولنا في القبور أحبة

اللهم إرحم من إِشتاقت لهم أنفسنا وهم تحت التراب
رحم اللّٰه ضحكات لا تنسى وملامح لا تغيب عن البال وحديثاً إشتقنا لسماعه

أبي. بأي كلمات أرثيك .وبأي دمع أبكيك . لقد خرجت يا أبي من دنيانا وأنت الآن بين يديْ رحمن رحيم، لكنك لم تخرج من قلوبنا، وشهادة الناس فيك، هي أكبر حب وأكبر تشريف.

من عرفوك، لا يمكن أن ينسوا وجهك البشوش وحس الفكاهة والدعابة لديك والمقالب الطريفة التي كنت تُحيكها والتي كانت مبعثاً للابتسامة والفرح، حتى في أصعب الظروف، وسط إخوتك ورفاقك والاسره

أبي عوني وسندي ليس فقط سيرة نضالية، بل أيضاً سيرة معاناة. فبعد ولادته في عام 1938عانى، وهو طفل،
عاش اليُتم بعد وفاة والده وهو صغير، حمل السلاح وقاتل المحتل في ريعان شبابه، وتعرض للتعذيب والحرمان والمرض
ولم أذكر ولو مشهداً واحداً وانا في حضنه وهو يداعبني. الصورة الأولى التي طُبعت في ذهني هي تلك التي رأيته فيها

لقد عشتُ اليتم مرتين، مرة بعد رحيل امي عام 2008
لأُحرم أنا من عطفها وحنانها واليوم وأنا قد تجاوزت الاربعين من عمري، أعود من جديد فأعيش حياة اليتم مرة ثانية، لكنها أقسى وأكثر مرارة، .

أبي: كلما استمعت لرفاقك، ممن ناضلت معهم وقاتلت بجانبهم، وكلما حدثني عنك أصدقاؤك ومعارفك وجيرانك، وكلما استمعت إلى من عايشوك من الإخوة والرفاق، على مدار سنوات حياتك ازددت فخراً بك واعتزازاً بما تركته لنا من سيرة نضالية وذكرى عطرة.

أبي: لقد غيبك الموت عنا، وقد كنت تاريخاً لنا ولرفاقك، كنت فينا سراجا يضيء عتمتنا، ومدرسة حياة فيها نشأنا وتعلمنا. كُنا نسعد برؤيتك ونستمتع بالجلوس معك ونستأنس بحديثك. كنت خير الجليس والأنيس. كنت الأب والجد، والأخ والرفيق. كنت الجار والحبيب والصديق.

أبي كان في حياته خفيفا ولم يكن عبئا على أحد. حتى في فترة مرضه، كان يتحمل أوجاعه بصبر وذكر الله ، وكان يجيب كل من يسأله عن صحته وابتسامته المعهودة على وجهه، بالقول: أنا بخير، الحمد لله. وكان موته سريعا بعد أن أصيب فجأة بجلطة ، هكذا، كان أبي خفيفا في موته كما كان خفيفاً في حياته.

أبي: لقد شهد الناس أن لك من اسمك نصيب. فأنت (عوني)، كنت عونا لأسرتك منذ صغرك، وعونا لنا حتى بعد أن كبرنا وتزوجنا وكوَّنا أُسر. كنت عونا للمحتاجين من حولك، وعونا لكل من طلب مساعدتك. كنت عونا للجميع في كل الأوقات، بالمساعدة والكلمة الطيبة والفكاهة والبسمة والضحكة والمرح وهذا سر حب الناس لك. كنت محبا للكل فأحبك الجميع، ولقد بنيت لك في قلوب الناس منزلاً، حتى إذا ما علموا برحيلك حضروا من كل صوب لتشييعك الى مثواك الأخير لم تهمهم جائحة “كورونا”، ولم يمنعهم بُعد المسافات من الحضور والتواصل والاتصال. فكانت جموع المشيعين والمعزين كبيرة ومهيبة ومؤثرة، ما جعلنا نشعر بالسلوى والطمأنينة. لقد شاركَنا العزاء الصحيح والسقيم، الشاب والكهل، المقاتل والسياسي، والمحرر، المواطن والمسؤول، جاءوا وشاركوا حباً فيمن رحل. وهنا أقول باسمي عبدالرحمن محمد عبدالرحمن الجن,

وباسم أل الجن خاصتاً وعائلة السبيرات جميعاً شكراً الله مسعاكم جميعاً، وحفظ الله أحبابكم.

كم كنت أتمنى يا أبي أن أسجل ما في ذاكرتك الغنية المدهشة من أحداث ومعلومات قبل رحيلك. لكن الموت حق، ولكل أجل كتاب. رحم الله أبي،

المرحوم الحاج محمد عبدالرحمن احمد محمد حسين السبيري

الشهير ب الحاج محمد ابوالجن  وإنا لله وإنا إليه راجعون.

Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email