إبراء الذمة – جريدة اخر الاسبوع

إبراء الذمة

بقلم / كواعب احمد البراهمي
كثيرا منا من يعتقد أن الحقوق هي اموال فقط . أو عقارات فقط . الحقوق كثيرة جدا ولكن البعض لا يعتقد أنها حقوق . أو لا يعتقد أنه سوف يحاسب عليها في الآخرة . فبعض الاعتداء على الحقوق القوانين الوضعية لا تحاسب عليها . لان القانون الوضعي يحتاج دائما إلى دليل والى حجة و الي إثبات . وقد لا يملك من تم الاعتداء عليه أو من سلب حقه أدلة تدين . أو شهود يشهدون على الظلم الذي تعرض له .
لذلك لا داعي لملء صفحات الفيس في شهر شعبان تحديدا بمنشورات تحمل معنى قبل رفع الأعمال إلى الله ، بعبارات مثل اغفر لي واغفر لك . هذا الكلام .كلام كما يقال فض مجالس أو حبر على ورق أو نقرات على كمبيوتر ، و لن تزيد على ذلك .
فمن منا لا يعرف أنه ظلم فلان أو أخذ حق فلان أو أساء إلى فلان . فمن ظلم يعرف بينه وبين نفسه أنه معتدي وأنه ظالم . وبدلا من رد الحقوق الى اصحابها .
فإنه يقول إن الله غفور رحيم . أنه حقا غفور رحيم ولكن لمن ؟ لمن تاب ، و لمن رد الظلم ، أو أعاد الحق ، أو استسمح من ظلم فغفر له . أما ما عدا ذلك فهذه الحقوق ستكون أمام رب العالمين ، وسبحانه لا يسامح إلا اذا سامح المظلوم أو المعتدى عليه .
فإلى الذين يتحدثون عن الآخرين في غيبتهم .
وإلى الذين يأخذون جهد غيرهم وهؤلاء كثيرون ولكنهم لا يشعرون بجرمهم . فكم من موظف افهم مديره أنه هو الذي قام بالعمل وسرق جهد زميله . وكم من سيدة أظهرت امام زوجها انها فعلت كذا وكذا ولم تقم بفعل شيء وانما كانت جارتها أو صهرتها . أو زوجه أخيها . أو تقول كلاما كاذبا وافتراء من أجل الحصول على اعجاب زوجها بذكائها و شطارتها ، وكم من سرق رسالة دكتوراه أو فكرتها ، وكم من كاتب سرق مقال ونسبه إلى نفسه دون أدنى احساس بالذنب ، وكم من سيدة أو فتاة قالت في حق غيرها كلاما من أجل أن تظهر هي بصورة المثالية أمام الآخرين ، وكم من شخص أفسد ما بين مديره وموظف اخر ، وكم من عامل سرق مجهودات زملائه ونسبها لنفسه من أجل الحصول على ترقية ، وكم من شخص حصل على وظيفة بالواسطة وهي حق غيره ، وكم من أبناء العاملين في مجالات ووظائف عدة لهم الأولوية بالرغم من تفوق غيرهم . كثيرا كثيرا كثيرا حالات الظلم والتي تعد ذنوبا سوف نحاسب عليها يوم القيامة ، ونفعلها دون احساس بالذنب . وكثيرا من يسيئون للناس وبحسبونه هينا وهو عند الله عظيم . و كم من يفعلون اشياء وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. فكم من تدخل بين الزوجين بالسوء . ليس بالحديث ولكن بالمعاملة اللطيفة لطرف منهم ، وتسببت تلك المعاملة في حدوث الجفاء بين الزوجين . فكان شيطان وان اعتبر نفسه بريئا . كثيرة هي الأفعال التي نقوم بها ولا نعترف بها بل وننسى أننا فعلناها و لكن الله لا ينسى . والملائكة يسجلون . وفي الآخرة اللقاء أكيد ، والحساب صعب . لأن كل منا يبحث عن مثقال ذرة من حسنات . لذلك اقول لكم ليس طلب العفو كلمات تكتب على الفيس . طلب العفو برد المظالم . بالسؤال والبحث والوصول لمن ظلمناهم ورد حقوقهم . أو من لا نعرفهم او لا نستطيع الوصول إليهم ، يكون بالتوبة والندم عن الفعل والتعهد بعدم تكراره . هكذا يكون الدين ، وهكذا يكون رد الحقوق .
فالحقوق سواء مادية أو معنوية ليس هناك مجال للتنصل منها بغير ذلك . فوفروا كلمات الفيس .
وكل نصف شعبان وأنتم بخير
.
Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email