الدكروري يكتب عن المختار يبايع الإمام الحسن | جريدة اخر الاسبوع

الدكروري يكتب عن المختار يبايع الإمام الحسن

بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت الروايات الإسلامية أن المختار الثقفي قد بايع الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم بالخلافة بعد مقتل علي بن أبي طالب خليفة المسلمين الرابع فى عام أربعين من الهجره، كما فعل أهل العراق، ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن، ثم نفر الناس عن الحسن، وانقلبوا عليه ونهبوا سرادقه، حتى نازعوه بساطا كان تحته وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن، وكان عم المختار حاكما للمدائن واسمه سعد بن مسعود، وتروي المصادر أن المختار قال لعمه، هل لك في الغنى والشرف؟ قال “وما ذاك؟ قال توثق الحسن، وتستأمن به إلى معاوية، فقال له سعد “عليك لعنة الله، أثب على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأوثقه، بئس الرجل أنت”
ويقال ان الشيعة هموا بقتل المختار لولا توسط عمه للعفو عنه، ويصف الخوئي الرواية بانها غير قابلة للاعتبار، ويستطرد قائلا: “على أن لو صحت لامكن أن يقال إن طلب المختار هذا لم يكن طلبا جديا، وإنما أراد بذلك أن يستكشف رأي قومه، فإن علم أن قومه يريدون ذلك لقام باستخلاص الحسن رضى الله عنه، فكان قوله هذا شفقة منه على الحسن رضى الله عنه، وفي عام ستين من الهجره، وقعت معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين بن علي، وجمع من أصحابه وأهل بيته، وكان الحسين قد أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة قبل أن يتوجه إليها لأخذ البيعة من أهلها، فأسكنه المختار داره وأكرمه، وكان والي الكوفة حينئذ النعمان بن بشير الأنصاري والد زوجة المختار عمرة بنت النعمان.
فعزله يزيد بن معاوية وولى عبيد الله بن زياد، على الكوفة، فقتل مسلم بن عقيل، وكان يلاحق محبي علي بن أبي طالب، ومن بايع مسلم بن عقيل، وعندما بلغه أن المختار يقول لأقومن بنصرة مسلم ولآخذن بثأره، قبض عليه وضرب عينه بقضيب كان بيده فشترها وأمر بسجنه، وحبسه حتى مقتل الحسين بن علي، ثم بعث المختار إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب يسأله أن يشفع فيه، وقد كان ابن عمر زوج أخت المختار صفيه بنت أبي عبيد، فكتب ابن عمر إلى يزيد بن معاوية يشفع فيه، فأرسل يزيد إلى ابن زياد يأمره بإطلاقه فأطلقه، وقال له إن وجدتك بعد ثلاثة أيام بالكوفة ضربت عنقك، وتوجه المختار إلى الحجاز وهو يتوعد بقطع أنامل عبيد الله بن زياد.
وأن يقتل بالحسين بن علي بعدد من قتل بدم يحيى بن زكريا، فبايع عبد الله بن الزبير، وأصبح من كبار الأمراء عنده، ولما حاصره الحصين بن نمير مع أهل الشام، دافع المختار عن ابن الزبير بأشد القتال وأبلى أحسن بلاء، وكان أشد الناس على أهل الشام، وكان أهل الكوفة قد اجتمعوا على طاعة ابن الزبير، وكان المختار قد اشترط في بيعته لابن الزبير أن يوليه العراق، ولكنه ما لبث أن نكث بيعته لابن الزبير، وعاد إلى الكوفة، وفي الطريق كان لا يمر على مجلس إلا وسلم على أهله، وقال أبشروا بالنصرة والفرج أتاكم ما تحبون، وبايعه عبيدة بن عمرو البدئي من كندة وإسماعيل بن كثير، وكثير من الشيعة في الكوفة.
Please follow and like us:
Pin Share
مصر الطقس من أخر الأسبوع
RSS
Follow by Email